الترا عراق - فريق التحرير
أمام أنظار والدة الصحافي أحمد عبد الصمد الذي قتل مطلع العام الماضي على يد ميليشيا مرتبطة بالحشد الشعبي، أطلقت عليها الحكومة اسم "فرقة الموت"، قدم أحد المتهمين في الحادثة إفادته أثناء جلسة المحاكمة الأولى في مبنى محكمة الاستئناف.
ثبت قاضي محكمة استئناف البصرة ادعاء المتهم في القضية بتنفيذ الاغتيال استنادًا إلى فتوى من خامنئي
وأنكر المتهم "حمزة كاظم خضير"، الإثنين 25 تشرين الأول/أكتوبر، وهو مفوض في الشرطة القضائية، بعض ما ورد في أوراق التحقيق، وفق شهادة محمد عبد الصمد شقيق الصحافي المغدور.
إفادة مغايرة!
ويقول عبد الصمد لـ "الترا عراق"، إنّ "المتهم قال إنّه لم يكن يعلم أنّ المجموعة كانت تخطط لاغتيال أحمد عبد الصمد وصفاء غالي لحظة مشاركته في العملية، بل كان الهدف المعلن اعتقالهما واقتيادهما إلى مقر الحشد الشعبي، على عكس ما اعترف به في إفادة التحقيق".
اقرأ/ي أيضًا: "الترا عراق" ينفرد بنشر أسماء واعترافات منفذي اغتيالات البصرة
ويوضح عبد الصمد، أنّ المتهم الذي كان يقود سيارة رباعية الدفع يستقلها زعيم الميليشيا "أحمد الطويسة" إلى جانب آخرين، اعترف في الإفادة الأولية بـ "المشاركة في اجتماع شهد وضع خطة اغتيال أحمد عبد الصمد، عقده زعيم الميليشيا، ثم مرافقة المجموعة لتنفيذ العملية".
"فتوى من خامنئي"!
وحضر عبد الصمد المحاكمة إلى جانب أفراد أسرته وأسرة المصور صفاء غالي وآخرين، واستمع إلى إفادة المتهم باغتيال شقيقه أمام قاضي المحكمة، حيث قال المتهم إنّ "المجموعة طاردت عبد الصمد وغالي وفتحت عليهما النار حتى توقفت سيارتهما، ثم ترجل زعيم الميليشيا ومتهم آخر ليجهزا على الصحافي وزميله المصور، بحجة مشاركتهما في تظاهرات تزعزع أمن المحافظة".
وأضاف المتهم، أنّ "زعيم الميليشيا برر اغتيال عبد الصمد وغالي بدل اعتقالهما، بصدور فتوى مباشرة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تقضي بتصفية أحمد عبد الصمد".
وسبق أنّ أعلنت السلطات الأمنية اعتقال أفراد الميليشيا المتهمة بتنفيذ سلسلة اغتيالات على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأخرى تمتد إلى سنوات سابقة.
"الطويسة ما يزال في البصرة"!
وعلم "الترا عراق"، في وقت سابق، أنّ عدد المعتقلين بلغ 4 أشخاص، أحدهم "حمزة كاظم خضير"، فيما ظل زعيم الميليشيا هاربًا.
ويقول شقيق عبد الصمد، إنّ القاضي "طلب تأكيد المتهم حول مصدر الفتوى التي استندت إليها عملية الاغتيال، وقد أكّد المتهم تلقيها من المرشد الإيراني"، مشيرًا إلى أنّ "القاضي ثبت في محضر المحاكمة ادعاء تنفيذ الجريمة وفق فتوى صدرت من مرجع ديني دون ذكر اسمه".
وبيّن عبد الصمد، أنّ "المعلومات المتوفرة تشير إلى أنّ زعيم الميليشيا (الطويسة) ما يزال موجودًا في البصرة، ويقيم في مقر الحشد الشعبي في القصور الرئاسية تحديدًا".
من جانب آخر، يبدي شقيق الصحافي المغدور ارتياحه لمجريات المحاكمة "حتى الآن"، مشددًا على ضرورة إبعاد القضية عن "يد المتنفذين لضمان إنزال القصاص العادل بحق المتهمين في الجريمة".
"لوعة تنتظر القصاص"
بدورها، طالبت والدته التي تحدثت قبل المحاكمة بحرقة، بـ "إعدام المسؤولين عن جريمة اغتيال عبد الصمد والناشطين الآخرين"، مؤكدة أنّ ابنها "دفع حياته ثمنًا لكلمة الحق".
وتنتظر أسرتا عبد الصمد وزميله المصور صفاء غالي، الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، الموعد الذي حددته المحكمة للنطق بالحكم ضد المتهم، بانتظار إنجاز إجراءات محاكمة المتهمين الآخرين.
ووجهت المحكمة، في وقت سابق، "تهمة القتل بدواعي إرهابية، وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب" إلى المتهم الأول في الحادثة التي وقعت مطلع العام الماضي، بعد الاستماع إلى إفادته.
اقرأ/ي أيضًا:
مواجهة مع "فرقة الموت".. عائلة أحمد عبد الصمد تطلب المساندة
الكاظمي يعلن اعتقال قتلة أحمد عبدالصمد ويتوّعد بالقصاص للهاشمي وريهام