قبل أيام، وصل رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، إلى بغداد للقاء رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، فضلاً عن مسؤولين وسياسيين آخرين، وذلك لأغراض مالية ونفطية، بالإضافة إلى بحث القرارات المتعلقة بالمحكمة الاتحادية العليا في العراق.
قيادي في "البارتي": الإقليم قام بتسليم بغداد ملفات جميع الموظفين المستحقين للرواتب بشكل أصولي
وتحدث القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي عبد الكريم، عن أهداف ونتائج زيارة رئيس حكومة الإقليم إلى بغداد، قائلًا إنّ "الإقليم طبق ما تريده الحكومة الاتحادية من أجل تسوية الخلافات وفقًا للقرارات القضائية الأخيرة بشأن ملفي النفط والإيرادات".
عبد الكريم قال لـ"ألترا عراق"، إنّ "زيارة بارزاني إلى بغداد هي نتيجة طبيعية للأجواء الجيدة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، فضلًا عن "الجدية في السعي لحل الخلافات العالقة بما يخدم المصلحة العامة"، مبينًا أنّ "رئيس الحكومة الاتحادية يستجيب وبشكل فاعل لحل المشاكل وفقًا للدستور وهذا يعتبر عاملًا لتعزيز الثقة بين بغداد واربيل".
وأضاف أنّ "جولات بارزاني في بغداد هي لزيادة التفاهمات حول مجمل المواضيع النفطية والمالية المتعلقة بالإيرادات والرواتب والموازنة الاتحادية"، معتبرًا أنّ "إقليم كردستان يشهد توقفًا في إيراداته النفطية بسبب إيقاف عمليات التصدير لغاية اليوم، لكنه قام بتسليم بغداد ملفات جميع الموظفين المستحقين للرواتب في كردستان بشكل أصولي".
وفي آذار/مارس 2023، أقدمت تركيا على إيقاف شحن نفط إقليم كردستان إلى ميناء جيهان، على خلفية قرار هيئة التحكيم في غرفة التجارة الدولية في باريس، يلزم أنقرة دفع تعويضات إلى بغداد، بسبب السماح بتصدير نفط حكومة إقليم كردستان دون موافقة الحكومة العراقية.
وفي 28 أيار/مايو دعت وزارة النفط الاتحادية، وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان للاجتماع لبحث استئناف التصدير عبر ميناء جيهان التركي.
عبد الكريم، رأى أنّ "تبادل الزيارات باستمرار يعكس صورة التفاهم الواضحة والمغايرة لما في السابق من ضرب للتعهدات والاتفاقات"، موضحًا أنّ "ما يجري اليوم هو بمثابة صفحة جديدة في العلاقات بين الحكومتين الاتحادية والإقليم لتنظيم جميع الملفات".
وفي الأثناء، وصف عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، برهان شيخ رؤوف، زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان إلى بغداد بأنها "ضمن مساعي الوصول لحلول جذرية بين المركز والإقليم".
وقال شيخ رؤوف، لـ"ألترا عراق"، إنّ "بغداد وأربيل بحاجة إلى تواصل مستمر لحل المشاكل العالقة حول مختلف الملفات التي تشهد خلافات باستمرار"، مبينًا أن "إقليم كردستان بانتظار توطين رواتب الموظفين خاصة بعد قرارات المحكمة الاتحادية العليا حول هذا الموضوع وما يترتب عليه".
ولفت إلى أنّ "تسليم حكومة الإقليم وارداتها إلى بغداد مؤخرًا تعتبر خطوة جيدة بحاجة للمزيد منها"، مؤكدًا أنّ "واردات كردستان يجب تحويلها إلى الحكومة الاتحادية والعمل على معالجة الخروقات الأخرى جميعها من أجل إصلاح العلاقة بين الجانبين".
وفي زيارته إلى بغداد، شهد اللقاء بين السوداني ومسرور بارزاني، "بحث الملفات المشتركة والتأكيد على مواصلة الاجتماعات والحوار البنّاء؛ بهدف معالجتها وفق القانون وأحكام الدستور"، وفق بيان حكومي رسمي.
قال قيادي في "اليكتي" إنّ واردات إقليم كردستان يجب تحويلها إلى الحكومة الاتحادية والعمل على معالجة جميع الخروق الأخرى
وفي 14 أيلول/سبتمبر، وفي ظل أزمة رواتب موظفي إقليم كردستان، وصل مسرور بارزاني إلى العاصمة بغداد، وذلك لـ"إجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاتحادي ورئيسي الجمهورية ومجلس النواب وعدد من زعماء القوى السياسية"، بهدف "التأكيد على ضمان حماية الحقوق الدستورية لمواطني إقليم كردستان، على أمل أن نجد حلولًا للمشاكل العالقة".
