29-يناير-2024
تريسي آن جاكوبسون بديل رومانوسكي

أعلنت الإدارة الأمريكية نيتها استبدال رومانوسكي بجاكوبسون (ألترا عراق)

قبل أيام أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، نيته ترشيح  تريسي آن جاكوبسون، لمنصب سفيرة فوق العادة ومفوضة للولايات المتحدة الأمريكية لدى جمهورية العراق، بدلًا عن ألينا رومانوسكي.

نائب عن "صادقون":  إعلان بايدن نيته استبدال رومانوسكي يعتبر رسالة تخويف

وتريسي آن جاكوبسون، هي عضو محترف في السلك الدبلوماسي الأقدم، فئة وزير محترف، فيما شغلت مؤخرًا منصب القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة في أديس أبابا، إثيوبيا، فضلًا عن أنها عملت سابقًا سفيرة للولايات المتحدة في طاجيكستان وتركمانستان وكوسوفو، ونائب رئيس البعثة في سفارة الولايات المتحدة في ريجا، لاتفيا، إلا أنّ توقيت استبدال رومانوسكي لا يزال مجهولًا بالنسبة لكثيرين، فضلًا عن كتابة تفسيرات مختلفة حوله. 

ووصفت النائب عن كتلة "صادقون" النيابية، زينب الموسوي، إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن نيته استبدال سفيرة بلاده لدى العراق بأنها "رسالة تخويف" للجهود الحكومية والنيابية في العراق المناهضة للوجود العسكري الأمريكي والأجنبي. 

وقالت الموسوي في حديث لـ"ألترا عراق"، إنه "لم نتفاجئ من نية خطوة بايدن باستبدال السفيرة الأميركية لدى بغداد وتعيين أخرى كسفيرة فوق العادة، حيث يريد من ذلك إرسال رسالة لتخويف ممثلي الشعب العراقي في الحكومة والبرلمان المناهضين للوجود العسكري الأمريكي والأجنبي في البلاد"، مبينة أنّ "التفسير الدبلوماسي لسفير فوق العادة هو الشخص الذي يتم تكليفه بمهام خارجية وخاصة لبلده في بلدان أخرى أو منظمات دولية وتمكنه من إمكانيات استثنائية لأداء مهمته وهو ما يطمح له بايدن".

وبالنسبة للنائب عن الجناح السياسي لـ"عصائب أهل الحق"، فإنّ "الرئيس الأمريكي يريد الذهاب نحو هذه الخطوة من أجل إفشال الانسحاب العسكري من العراق، وهذا لن يحدث وصعب المنال كون الأمر بات اليوم مطلبًا شعبيًا وسياسيًا، خصوصًا بعد انتهاك السيادة الوطنية واستهداف مقرات أمنية رسمية وقادة يخضعون لأمرة القائد العام للقوات المسلحة في العراق".

وقالت الموسوي إنّ "هناك إصرارًا كبيرًا على إخراج القوات الأمريكية من العراق كون وجودهم طال أمده والوجود أصبح عقيمًا، إذ تحول إلى احتلال ومنتهك للسيادة الوطنية بشكل مستمر"، مستدركة بالقول: "لكن واشنطن لا تريد الانسحاب من العراق لثلاثة أسباب، أولها هو نهب الثروات الطبيعية من العراق، والثاني هو تشكيل مجاميع إرهابية للنيل من شعب العراق، والثالث يتمثل بتشكيل حائط صد بوجه الجارة إيران التي ترفض سياسة دول الاستكبار المتعجرفة".

واعتبرت النائب عن "صادقون" أنّ "المصالح والقوات الأمريكية لا مأمن لها بعد اليوم، فالمقاومة الإسلامية في العراق أصبحت صواريخها ومسيراتها الحربية جاهزة، وهذا ما نراه اليوم من هجومات بطلة رفضًا للاحتلال ونصرة لدولة فلسطين".

وفي الأثناء، قال القيادي في ائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، إنّ "السفيرة الأمريكية التي سيتم استبدالها تعتبر ضيفًا ثقيلًا على العراق وانتهكت المبادئ الدبلوماسية والأعراف الدولية بالتعامل مع الشعب والحكومة". 

وأوضح اللامي في حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "السفراء الأمريكان في السابق كان تعاملهم يختلف ولا يشبهون السفيرة الحالية  التي مثلت دورًا مختلفًا لأنها تنحدر من خلفية عسكرية بتواجدها سابقًا في وزارة الدفاع لأكثر من 10 سنوات وتعمل مع وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، كما كانت سفيرة لدى الكيان الإسرائيلي، إضافة لكونها شخصية لها ثقلها في الشرق الأوسط منذ توليها منصب السفيرة في الكويت"، مبينًا أنّ "زوجها وابنها ووالدها جميعهم ضباط في وزارة الدفاع الأمريكية خلال السنوات الماضية، ولذلك فهي قادمة من كيان عسكري وأمني مختلف الأحداث، ما جعلها تخوض في تفاصيل الصراع بالعراق بشكل واضح".

وبيّن القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، أنّ "السفراء الأمريكان سابقًا كانوا يمارسون التدخلات أيضًا بالكثير من الملفات، ولكن ليس كما قامت به السفيرة ألينا رومانوسكي، حتى أصبح وجودها ثقيلًا ومكروهًا في العراق"، مبينًا أنّ "الأيام حبلى بما ينتظر العراق من الأمريكان عبر سفيرته الجديدة والمفاوضات الجارية حول انسحاب الوجود العسكري".

وعلى عكس اللامي، فإنّ عضو ائتلاف دولة القانون، عمران كركوش، يرى بأن استبدال السفيرة الأمريكية في العراق يدل على حساسية الموقف والأوضاع الحالية في البلاد والشرق الأوسط، مبينًا أنّ "الخطوة تأتي انسجامًا مع المرحلة الانتقالية، ربما التي يعيشها العراق والتحالف الدولي"، كما أنها "استجابة للتغييرات العامة التي تحصل حاليًا".   

وقال كركوش لـ"ألترا عراق"، إنّ "قرار استبدال السفيرة الحالية في العراق يعني وجود شخصية قادمة ستكون مكلفة بإدارة الملف الأمني في المنطقة أو المشاركة به بما يخص العراق والمنطقة، فضلًا عن الملفات الدبلوماسية، ولهذا يفترض حملها لخبرة كبيرة في أوضاع الشرق الأوسط". 

رأى عضو عن "البارتي" أنّ الإصرار على تكليف امرأة مرة أخرى كسفيرة للولايات المتحدة فيه رسالة واضحة مفادها نجاح المرأة دبلوماسيًا مع ساسة العراق

لكنّ عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، هيثم المياحي، يرى أنّ استبدال السفيرة الأمريكية الحالية بسفيرة امرأة مرة أخرى يمثل رسالة تقول إن "المرأة نجحت دبلوماسيًا مع ساسة العراق".

وقال المياحي لـ"ألترا عراق" إنّ "الولايات المتحدة أعادت حساباتها في عدة جوانب، منها  الدبلوماسي والسياسي والعسكري، ولهذا أعنلت نيتها عبر الرئيس جو بايدن استبدال السفيرة إلينا رومانوسكي بغيرها"، مبينًا أنّ "هذه الخطوة تحمل رسالة مع وجود المفاوضات حول الوجود العسكري وإمكانية انسحابه من عدمها تماشيًا مع استقرار العراق داخليًا". 

ولفت إلى أنّ "الإصرار على تكليف امرأة مرة أخرى كسفيرة للولايات المتحدة فيه رسالة واضحة أيضًا مفادها نجاح المرأة دبلوماسيًا مع ساسة العراق والشرق الأوسط".