شاهد العراقيون مباريات كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر وهم يشعرون بحسرة وخيبة أمل لفشل المنتخب الوطني العراقي بكرة القدم تجاوز التصفيات المؤهلة، رغم مجموعته التي كانت تعتبر سهلة نسبيًا، ومع نهاية البطولة، بات المشجعون يطرحون تساؤلات حول قدرة المنتخب على التأهل إلى المونديال القادم.
شعر العراقيون بخيبة أمل لغياب ممثلهم الكروي عن مونديال قطر، وسط تساؤلات عن متطلبات المنتخب الوطني العراقي للوصول إلى كأس العالم
ومن المقرر أن تقام النسخة 23 من بطولة كأس العالم خلال العام 2026 في ثلاث دول وهي الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، والمكسيك، بواقع 16 مدينة مشتركة، حيث تحتضن أمريكا 60 مباراة بما فيها ربع النهائي، نصف النهائي، والنهائي، بينما ستستضيف كل من كندا والمكسيك المجاورتين 10 مباريات.
وتأهل المنتخب الوطني العراقي مرة واحدة عبر تاريخه وذلك في مونديال العام 1986، وكان ترتيبه في المركز الأخير في مجموعته برصيد 0 نقطة، التي كانت تضم كل من المكسيك، باراغواي وبلجيكا.
5 متطلبات لنجاح المنتخب
في هذا الصدد، يقول رائد محمد، الناقد الرياضي، في حديث لـ "ألترا عراق"، إن "الكرة العراقية بحاجة إلى الكثير من العمل لضمان التأهل إلى المونديال المقبل أبرزه دوري محلي منظم للفئات العمرية ابتداءً من البراعم وانتهاءً للخطوط التي تلعب في الدوري الممتاز".
ويشير محمد، إلى أن "العراق بحاجة إلى بنى تحتية خاصة ومتكاملة على صعيد ملاعب التدريبات والأكاديميات العمرية للأندية المحترفة"، مبينًا أن "القضاء على ملف تزوير أعمار اللاعبين يعد من بين المتطلبات التي تساعد على بناء منتخب وطني ذي أساس صحيح".
يعتقد ناقد رياضي أن الدوري المحلي لا يملك لاعبين كبار يمكنهم قيادة المنتخب الوطني
ووفقًا لحديث محمد، فأن المدربين بحاجة إلى بناء لاعبين بشكل صحيح من الفئات العمرية وصعودًا إلى المنتخب الأولمبي ومن ثم إلى المنتخب الوطني، مؤكدًا ضرورة "الاعتماد بشكل أكبر على اللاعبين المغتربين الذي يلعبون لأندية جيدة في أوروبا".
"لا بد من تشكيل لجان متخصصة تقوم بدراسة اللاعبين المغتربين واختيار الأفضل منهم"، والكلام لمحمد، الذي أشار إلى أن "الدوري المحلي الحالي بائس، ولا يملك لاعبًا كبيرًا يمكنه قيادة المنتخب خلال الفترة المقبلة من البطولات".
وختم محمد، حديثه بالقول إن "المدرستين الإسبانية والبرتغالية قريبتان من المدرسة العراقية وبالتالي من المتوقع نجاح المدرب الإسباني خيسوس كاساس مع العراق خلال الفترة المقبلة".
وأعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022، تسمية المدرب الأسباني خيسوس كاساس لقيادة المنتخب الوطني، وهو المدرب الذي سبق أن قاد المنتخب الإسباني كمساعد للمدة 2017 - 2022، للمدرب الكتالوني لويس إنريكي.
خطة جديدة
في المقابل، يقول يوسف فعل، مدير إعلام اتحاد كرة القدم العراقي، إن "اتحاده وضع خطة جديدة لقيادة المنتخب الوطني إلى كأس العالم الذي سيقام العام 2026"، مبينًا أن "الخطة تتضمن اختيار اللاعبين المؤهلين لتمثيل العراق من قبل المدرب الإسباني كاساس حصرًا والذي يتواجد في بغداد لمتابعة جميع مباريات دوري الكرة الممتاز".
القضاء على تزوير اللاعبين والبنى التحتية واللاعبون المغتربون من بينهم متطلبات تأهيل العراق إلى المونديال
وفي حديث لـ "ألترا عراق"، يوضح فعل، أن "المدرب الإسباني برفقة الكادر التدريبي العراقي أقدم على اختيار اللاعبين الذي يلعبون في خارج العراق من أجل ضمهم إلى المنتخب"، مشيرًا إلى "استكمال جميع الإجراءات القانونية لضم اللاعبين المغتربين إلى المنتخب كجوازات السفر ونقل سجلاتهم وغيرها من المتطلبات الأخرى".
وبحسب المسؤول الإعلامي في اتحاد الكرة، فأن هؤلاء اللاعبين المغتربين سيكونون أوراقًا رابحة للعراق كونهم محترفين إضافة إلى صغر أعمارهم، مؤكدًا أن خطة الاتحاد على صعيد المباريات الودية هي "الابتعاد عن منتخبات دول المنطقة والاعتماد على الفرق كالمكسيك والإكوادور".
ويرى فعل، أن "بطولة كأس الخليج ستكون بوابة جيدة لتحضير المنتخب الوطني إلى البطولات الرسمية المقبلة"، موضحًا أن "الانتقال إلى دوري المحترفين الموسم المقبل أيضًا سيساعد على بناء منتخب قوي".
وتقام بطولة كأس الخليج 25 أو ما يسمى "خليجي 25"، وهي النسخة الخامسة والعشرون من المسابقة مطلع العام المقبل، في العراق، وتحديدًا بمحافظة البصرة، إذ وقع المنتخب الوطني العراقي في مجموعة تضم "السعودية، عمان، اليمن".
يقول الاتحاد العراقي إنه وفّر حاجة المنتخب الوطني للوصول إلى كأس العالم المقبل
ويواصل فعل، حديثه قائلًا إن "الاتحاد وفّر كافة المتطلبات للكادر الإسباني من أجل إنجاح مهمة المنتخب والتأهل إلى كأس العام المقبل".
وقرر الاتحاد العراقي لكرة القدم العام الماضي، تقليص عدد أندية الدوري الممتاز إلى 16 فريقًا ابتداءً من موسم 2023/ 2024، بعدما كان 20 فريقًا منذ عام 2001.
فرصة تاريخية
إلى ذلك، يقول الصحفي الرياضي، مصطفى عصام، خلال حديثه لـ "ألترا عراق"، إن "المنتخب العراقي أمام فرصة تاريخية للتأهل إلى المونديال القادم كون أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قرر زيادة مقاعد قارة آسيا بعد رفع أعداد الدول المشاركة في البطولة ابتداءً من كأس العالم المقبل".
وسيشهد مونديال 2026، توسيع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات، حيث سيرتفع من 32 منتخبًا كما كان في النسخة الأخيرة، وهو العدد الذي تم إقراره بداية من مونديال 1998، إلى 48 منتخبًا.
ويضيف عصام، أن "قرار اتحاد الكرة والمتمثل بتغيير المدرب سريتشكو كاتانيتس، كان وراء فشل المنتخب العراقي بالتأهل إلى مونديال قطر".
أمام المنتخب الوطني العراقي فرصة للوصول إلى كأس العالم بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات
ويشير الصحفي، الرياضي، إلى أن "اختيار الكادر الإسباني لقيادة المنتخب قرار صائب"، مبينًا أن "اتحاد الكرة مطالب الآن بتوفير كافة الاحتياجات لإنجاح مهمة المنتخب على صعيد المباريات الودية الجيدة والمعسكرات التدريبية وغيرها من الأمور".
