26-فبراير-2023
الصدر والمالكي

تعتقد أطراف في الإطار أنّ الوساطة بين الصدر والمالكي يجب أن تكون "شيعية"

تصدر حديث الصلح بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، زعيم الكتلة الأكبر في الإطار التنسيقي، المشهد في الأيام القليلة الماضية، بالتزامن مع معلومات عن وساطة إيرانية بهذا الصدد.

قال المالكي مؤخرًا إنّ الخلاف مع الصدر "سينتهي قريبًا" فيما تحدثت أطراف سياسية عن وساطة إيرانية

المحاولة يخوضها المالكي هذه المرة، حيث أكّد في تصريح لـ "مونت كارلو" أنّ "الخلاف سينتهي قريبًا مع الصدر. وهي ليست الأولى لزعيم ائتلاف دولة القانون على مدى النزاع المستمر منذ حكومة المالكي الأولى 2006 - 2010.

 

"مع حزب الدعوة تحديدًا"

يقول النائب السابق والقيادي في دولة القانون مؤنس الغانمي في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ "إدامة العلاقة بين دولة القانون وبقية الأحزاب السياسية أمر مهم يدركه المالكي، خاصة في هذه المرحلة حيث تشكلت الحكومة بدعم كبير من دولة القانون بغياب التيار الصدري الذي يمثل كتلة شيعية مهمة وكبيرة".

ويرى الغانمي، أنّ "المضي بعمل البرنامج الحكومي هو ما حتم ضرورة تصحيح العلاقات، وإزالة المعرقلات والخلافات بين التيار ودولة القانون على الرغم من وجود النقد الواضح للحكومة والعملية السياسية"، مؤكدًا أنّ "الجهات والشخصيات التي تقود الوساطة بين حزب الدعوة، على وجه التحديد، والتيار الصدري توصلت إلى أنّ الخلاف في وجهات النظر تتعلق بمواقف المالكي خلال الفترة السابقة، وخلال إدارته للدولة، وهذه شكلت ملاحظات لدى التيار أوصلت الوضع إلى الجفاء القائم".

ولا يستبعد القيادي في ائتلاف "دولة القانون"، تحقق لقاء بين المالكي والصدر، بل يرى أنّه "ممكن جدًا حتى ولو لم يشتمل على جنبة سياسية".

2

"لن تغيّر شيئًا"!

عن طبيعة الوساطة، يقول الغانمي، أنّها "عراقية - عراقية، مع وجود طرف خارجي من الدول المجاورة المهتمة بالأوضاع والتطورات في العراق"، لكنه "غير مطلع على دعوة من الجانب الإيراني موجهة إلى الصدر من أجل زيارة طهران لهذه الأسباب".

تدعم أطراف الإطار التنسيقي وساطة بين المالكي والصدر شرط أن تكون عراقية وشيعية تحديدًا

حتى مع فرض الصلح بين المالكي والصدر، فإنّ ذلك لن يغيّر شيئًا من المشهد القائم، وفق الغانمي، حيث يؤكّد أنّ "كلّ قيادات الإطار التنسيقي تدرك أهمية عودة التيار الصدري للعملية السياسية، ولكن هناك استحقاقات مختلفة عن فترة وجود التيار في البرلمان والحكومة"، مبينًا أنّ "رئاسة الحكومة هي استحقاق شيعي للإطار التنسيقي، وجرى تثبيتها مؤخرًا وفق معطيات ما بعد خروج التيار الصدري، ولذلك هذا لا يمكن تغييره بالوقت الحالي".

الحديث عن زيارة الصدر، في الوقت الراهن، إلى إيران لا تسند إلى معلومات واضحة، يقول رفيق الصالحي النائب عن الإطار التنسيقي.

ويبيّن الصالحي في حديث "الترا عراق"، إنّ "رئيس تحالف الفتح هادي العامري دائما ما حاول تقريب وجهات النظر بين المالكي والصدر، وإنهاء الخلافات، لكن لم تسر الأمور بالشكل المطلوب"، موضحًا أنّ "الإطار التنسيقي وائتلاف إدارة الدولة، يدعمان الوساطة الجارية للصلح بين المالكي والصدر في أقرب وقت ممكن ".

3

 

"ليس صلحًا فقط"!

ويؤكّد الصالحي، أنّ "من مصلحة البيت الشيعي والقرار العراقي، تذويب الخلافات، وتوحيد الصف، وتغليب مصلحة البلد قبل كل شيء، بعد المرحلة العصيبة التي مرت"، لافتًا إلى أنّ "لملمة البيت الشيعي تبدأ من رتق الشق بين التيار الصدري ودولة القانون".

يذهب الصالحي أبعد بالحديث عن "ضرورة عودة التيار الصدري إلى العملية السياسية، بعودة الكتلة الصدرية إلى البرلمان"، نافيًا في الوقت ذاته دور وساطة لشخصيات إيرانية.

يقول نائب عن الإطار التنسيقي إنّ التطورات قد لا تقف عند الصلح بل تمهد لعودة التيار الصدري إلى العملية السياسية

ويرى النائب عن الإطار التنسيقي، أنّ "المصالحة والوساطة بين الصدر والمالكي يجب أن تجري عبر الأطراف الداخلية العراقية، ومن البيت الشيعي تحديدًا، لأنّها هي الأهم والأكثر اطلاعًا على الوضع".

2

 

لا شي واضح في إيران

في إيران ليست هناك معلومات واضحة عن وساطة تلعبها طهران في الصدد.

يقول الدبلوماسي الإيراني السابق هادي أفقهي لـ "الترا عراق"، إنّ "المعلوم فقط هو لقاء قريب بين الصدر والمالكي يعمل عليه الأخير، دون شيء واضح عن وساطة إيرانية".

ويؤكّد أفقهي، أنّ "إيران تسعى وترحب بكل جهد وخطوات تؤدي إلى انسجام وتنسيق البيت الشيعي في العراق".