أبدع حزب الله في طرق اغتياله لمعارضيه، وتفنن بطرق الاغتيال. لقمان سليم، الصحفي الاستقصائي والمدون الوثائقي التحقيقي اللبناني، أُغتيل بأربع رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر في سيارته في منطقة العدوسية أثناء عودته من نيحا في جنوب لبنان، هذا "الشيعي" المنتقد "لحزب الله" والمولود بالضاحية الجنوبية لبيروت.
تمر الذكرى السنوية الأولى على اغتيال المدون الكبير لقمان سليم وما زال التحقيق في اغتياله غير مكتمل وهذه حصيلة تشبه كثيرًا التحقيقات باغتيال ناشطين عراقيين
لماذا لقمان سليم؟ - أسس سليم "دار الجديد للنشر" التي كانت تحمل طابعًا معارض في نقلها للمقالات السياسية المثيرة للجدل في المجتمع الشيعي سنة 1990؛ لكن كيف لذراع الامتداد الإيراني "حزب الله" أن يترك مثقفًا مثل سليم، يسعى للإطاحة بإرهاب الحزب بالدلائل القاطعة؟
اقرأ/ي أيضًا: "هيومن رايتس ووتش" تطالب بتحقيق مستقل وشفاف في اغتيال لقمان سليم
أسس لقمان سليم "أمم للأبحاث والتوثيق" التي كانت توثق الحرب الأهلية، وسلبياتها والانتهاكات وما بعدها. وجعل مقرها في حارة حريك/ جنوب بيروت. كيف لحركة إسلامية تتبنى ولاية الفقيه الإيرانية، التي تريد أن تجعل لبنان ولاية إيرانية أن تترك إنسانًا "شيعيًا" متنورًا رافضًا للسياسة الإرهابية لحزب الله ومنتقدًا دائمًا لها أن يبقى يعارض المشروع الإيراني الذي يتبناه حزب الله؟
قتل لقمان بأربع رصاصات في جنوب لبنان. والمتهم الأول في اغتياله هو "حزب الله"، وتشير له التهديدات بالتصفية التي تعرض لها لقمان من حزب الله خلال الأيام الأخيرة من حياته؛ لكن فشلت الفتوى الشيعية - مرة أخرى - بقتل لقمان، لأنه خلف بعده منظمة كبيرة سُميت "لقمان سليم"، وهي عبارة مجموعة كبيرة من الرافضين لسياسية حزب الله، والتي تعريه وتتهمه بمقتل سليم، وتوثق كل الانتهاكات التي يتعرض لها اللبنانيون من قبل حزب الله.
اليوم، تمر الذكرى السنوية الأولى على اغتيال المدون الكبير لقمان سليم، وما زال التحقيق في اغتياله غير مكتمل، وهذه حصيلة تشبه كثيرًا التحقيقات باغتيال ناشطين عراقيين ما زالت مجهولة النتيجة، وما زال المتهم بها حزب الله العراقي.
ومن الجدير بالذكر أن متهمًا بقتل ناشطين في مدينة البصرة في العراق (ينتمي لحزب الله)، سجد لله شكرًا عند أصدروا الحكم عليه، لأن قرار الإعدام الذي صدر بحقه، هو نصر للدين والمذهب الشيعي، وبهذا الفعل يتقرب إلى الله.
يشبه اغتيال لقمان سليم كثيرًا اغتيالات العراقيين: هشام الهاشمي، تحسين أسامة، ورهام يعقوب، أنموذجًا.
اقرأ/ي أيضًا:
رد من "الكتائب" بعد اتهامات لـ "حزب الله" باغتيال هشام الهاشمي
متهم باغتيال هشام الهاشمي مرشحًا.. لماذا تريد "كتائب حزب الله" دخول البرلمان؟