21-يناير-2024
القوات الأمريكية

حديث عن "تصعيد قادم" (ألترا عراق)

مع حديث وسائل إعلام أمريكية، عن أنّ الجيش الأمريكي يستعد إلى إرسال 1500 جندي إلى قواعده في العراق وسوريا، لا تزال الحكومة العراقية تجدد النفي لذلك، وتخرج مواقف من قبل فصائل مسلحة ضدّ الأمر. 

قالت "النجباء" إن الرد على أي خطوات تصعيدية مثل زيادة أعداد القوات الأمريكية سيكون جاهزًا

وتوجه جنود من ولاية نيوجيرسي الأمريكية إلى قاعدة فورت بليس بولاية تكساس للتدريب قبل الذهاب إلى الشرق الأوسط، وفق تقرير نشرته شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية.

وقال التقرير، إنّ الانتشار الجديد هو "الأكبر للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، منذ عام 2008".

وسينضم الجنود الأمريكيون إلى "حملة العزم الصلب"، التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

ويوم أمس، قال الناطق العسكري باسم الحكومة، يحيى رسول في تصريح للوكالة الحكومية، "نجدد التأكيد بعدم صحة الأنباء التي تحدثت عن دخول قوات إضافية أجنبية إلى العراق"، مؤكدًا "قرب تفعيل عمل اللجنة المشتركة بين العراق والتحالف الدولي لجدولة انسحاب التحالف من العراق وإعادة النظر بطبيعة العلاقة بشكل عام".

تهديد بالتصعيد

ومع ذلك، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة النجباء، فراس الياسر، إعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن نيتها زيادة عدد قواتها في العراق وسوريا "استفزازًا للمقاومة الإسلامية، مؤكدًا أنّ "التصعيد سيكون حاضرًا بحال تطبيق هذه الخطوة".

وقال الياسر، في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "المقاومة الإسلامية مستمرة بمواجهة قوات الاحتلال الأمريكية، ولكن نيتها زيادة أعدادها عبر إرسال 1500 مقاتل هي محاولة تعبر عن اليأس لاستفزاز فصائل المقاومة بشكل أكبر"، مبينًا أنّ "الرد على أي خطوات تصعيدية مثل زيادة الأعداد سيكون جاهزًا".

وأوضح أنّ "الدفاع الأمريكية تهدف من هكذا تصريحات استفزازية لتخفيف الضربات على مصالحها في العراق وسوريا من قبل المقاومة"، مشيرًا إلى أنّ "من ذلك يتضح أيضًا مدى تكبد الجانب الأمريكي للخسائر في قواعده وأبرزها قاعدتي حرير وعين الأسد بشكل كبير".

وأكد عضو المكتب السياسي، أنّ "الحكومة العراقية مطالبة بتطبيق قراراتها ومخاطباتها لإنهاء تواجد القوات الأمريكية في العراق على أرض الواقع"، لافتًا إلى أنّ "فصائل المقاومة ستستمر بمراقبة التواجد الأمريكي وهي مستعدة للرد في أي وقت على محاولات زيادة الأعداد".

"أمريكا لا تجازف"

وفي الوقت نفسه، تحدث عضو تحالف الفتح، عائد الهلالي، عن أهمية توحيد الكلمة والمواقف كافة إزاء الوجود الأمريكي في العراق، زاعمًا أنّ "الحكومة واضحة وجادة بمواقفها تجاه التواجد الأمريكي ويجب دعمها بكل الجهود لتنفيذ هذا الحق العراقي بعد الاعتداءات الأخيرة على سيادة البلاد". 

وبين الهلالي في حديث لـ"ألترا عراق"، أنّ "القوات الأمريكية ارتكبت الجرائم الكبيرة بحق العراقيين وأبرزها الاعتدادات خلال الفترة الماضية، وما حصل مؤخرًا من قصف داخل مراكز المدن وما سبقها للمعسكرات والقيادات الأمنية"، معتبرًا أنّ "جدولة انسحاب الأمريكان بات أمرًا ملحًا يجب تطبيقه ولا ضرر من ذلك إذا توصل الجانبين لخطوات ملائمة للأوضاع في العراق بما يخدم المصالح المشتركة في ملفات عديدة واحترام السيادة".

وقال إنّ "قوة فصائل المقاومة ليست بالقليلة، وهي تتطور بشكل متزايد ولا يجب الاستهانة بقدراتها العسكرية"، موضحًا أنّ "القدرات التي بحيازة فصائل المقاومة ستجبر الجانب الأمريكي على الرضوخ للانسحاب وعدم المجازفة بزيادة أعداده على الأراضي العراقية كما يتم إعلانه".

ولفت إلى أنّ "التحرك العراقي يجب أن يكون جادًا وبخطوات حثيثة لضمان استقرار الأوضاع في البلاد"، داعيًا إلى "ضرورة توحيد الآراء السياسية تجاه الوجود العدواني الأمريكي".

موقف البرلمان

وفي الأثناء، اعتبر القيادي في ائتلاف دولة القانون، حيدر اللامي، تواجد القوات الأمريكية في العراق بالكثافة الحالية من خلال 30 قاعدة عسكرية "احتلالًا وليس تقديمًا للاستشارة العسكرية". 

وقال اللامي، في حديث لـ"ألترا عراق"، إنّ "العراق بات في شك من تواجد القوات الأمريكية وهدف وجودها على أراضيه، لأن الاعتداءات الأخيرة ليست ضمن المهام الاستشارية وتمثل انتهاكًا للسيادة"، مبينًا أنه "يوجد نحو 30 قاعدة عسكرية أمريكية مجهزة بكل الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وبذلك فهذا يمثل احتلالًا للعراق وليس تواجدًا لغرض المساعدة أو الاستشارة للقوات العراقية بمواجهة الإرهاب".

ودعا القيادي إلى "ضرورة دخول مجلس النواب على خط  ملف الوجود الأمريكي ومنع السماح بأية زيادة بالأعداد خلال الفترة المقبلة كما يتم الإعلان عن ذلك"، مؤكدًا "ضرورة الحفاظ على العملية السياسية والبلاد من أية خروقات قد تحصل مجددًا نتيجة هذا الوجود العسكرية الكثيف وغير المبرر".

وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، والنائب عن تيار الحكمة، علي البنداوي، وجود طلب رسمي من الحكومة العراقية للإدارة الأمريكية بجدولة انسحاب قواتها من العراق، مشيرًا إلى أنّ "القدرات الأمنية والاستخبارية العراقية ليست بحاجة لتواجد الأمريكان بالشكل الحالي". 

ويقول البنداوي لـ"ألترا عراق"، إنّ "وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي قد طرح خلال زيارته لواشنطن قبل ثلاث شهور عن موضوع جدولة انسحاب القوات الأمريكية عبر اتفاق بين البلدين ضمن التعاون المشترك"، مبينًا أنّ "العراق لديه الرغبة الجادة عبر الحكومة والبرلمان بإنهاء الوجود الأمريكي لانتفاء الحاجة له فعليًا".

وأشار عضو لجنة الأمن إلى أنّ "إخراج القوات الأمريكية هي نقطة مهمة ضمن البرنامج الوزاري لحكومة محمد شياع السوداني"، مؤكدًا أنّ "البرلمان يتابع تنفيذ ذلك المنهاج وهذه النقطة تحديدًا من الضروري تطبيقها في الفترة المقبلة ضمن الالتزامات الحكومية".