ألترا عراق ـ فريق التحرير
يمكن الإطلاق على الزلزال الذي حدث فجر أمس الإثنين بـ"الكارثة"، حيث لم ينقطع الإعلان عن تصاعد أعداد الضحايا والمصابين والمفقودين في المدن السورية والتركية، ولا يعرف حتى الآن كم ستبلغ أرقام الضحايا وإلى أي حد ستنتهي في البلدين، لكن جهود الإنقاذ لا زالت مستمرة للعثور على أشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض وبينها.
وفضلًا عن ذلك، يتمّ الحديث منذ أن بدأت آثار الزلزال على الخسائر الاقتصادية التي ستتحملها تركيا، فضلًا عن تجليات الحدث على سوريا، البلد الذي يعيش على وقع الأزمة أيضًا.
أيضًا، ينتظر العراق وكذلك إقليم كردستان، خسائر مالية بنحو 35 مليون دولار في اليوم الواحد، نتيجة الزلزال والهزات الارتدادية التي مازالت تضرب تركيا والمناطق المحيطة، ففضلًا عن الخسائر البشرية الكارثية في تركيا وسوريا، والخسائر المادية الأخرى، إلا أنّ الخسائر الاقتصادية ستمتد نحو العراق بشكل نسبي.
أكثر من 2.5% من صادرات العراق النفطية تذهب عبر ميناء جيهان التركي
وتسببت حادثة الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين، إلى إيقاف العديد من النشاطات التجارية والمصافي في المنطقة، ومن بين هذه النشاطات توقف ميناء جيهان التركي، فضلًا عن أنابيب تصدير النفط من شمال العراق.
وأعلنت الحكومة التركية، عن توقف ميناء جيهان التركي عن العمل، جراء الزلزال الذي اجتاح البلاد، بالرغم من تأكيدات نقلتها "رويترز" عن مسؤول في قطاع الطاقة التركي بأن "الزلزال لم يسفر عن حدوث أضرار في خط أنابيب كركوك ـ جيهان الذي ينقل النفط من العراق إلى تركيا وخط أنابيب باكو ـ تفليس ـ جيهان".
بالمقابل، قالت متحدثة باسم شركة بي.بي أذربيجان إنه تم إيقاف تسرب نفطي تم رصده في ميناء جيهان التركي.
ورغم ذلك، فإنّ إيقاف العمليات التجارية في ميناء جيهان، سيؤدي بالضرورة إلى إيقاف إبحار السفن التي تنقل النفط العراقي من ميناء جيهان التركي إلى الدول الأوروبية.
من جانب آخر، أعلنت حكومة إقليم كردستان تعليق صادرات النفط عبر تركيا، حيث أفاد بيان صادر عن وزارة الثروات الطبيعية، بأنه "بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية ومن أجل ضمان سلامة الصادرات النفطية، ومنع أي أحداث غير مرغوب فيها، تم تعليق صادرات النفط من خط أنابيب حكومة إقليم كردستان وتركيا صباح اليوم".
وبالعودة لبيانات صادرات كانون الثاني/يناير الماضي، فقد أعلنت وزارة النفط أنّ صادرات النفط الخام في كانون الثاني/ يناير الماضي بلغت (99) مليونًا (286) ألفًا و(78) برميلًا.
وكان مجموع الكميات المصدرة من النفط الخام لشهر كانون الثاني/يناير الماضي من الحقول النفطية في وسط وجنوب العراق بلغت (96) مليونًا و(430) ألفًا و(596) برميلًا، أما من حقول كركوك عبر ميناء جيهان فقد بلغت الكميات المصدرة (2) مليون و(545) ألفًا و(656) برميلًا، وبمعدل 75 دولارًا للبرميل.
وهو ما يشير إلى أنّ أكثر من 2.5% من صادرات العراق النفطية تذهب عبر ميناء جيهان التركي، وستتأثر الصادرات بمقدار هذه النسبة على أساس يومي، وبواقع أكثر من 82 ألف برميل يوميًا.
أما فيما يخص إقليم كردستان وتصديره النفط عبر الأنابيب المارة بتركيا، فتشير بيانات كانون الثاني/يناير الماضي، أنّ الإقليم صدر قرابة 400 ألف برميل يوميًا عبر ميناء جيهان التركي، وبمعدل سعري بلغ 70 دولارًا للبرميل.
وفقًا لذلك وفي حسابات سريعة، فإنّ مجمل الخسائر التي سيتكبدها العراق وإقليم كردستان عن كل يوم توقف لميناء جيهان وأنابيب تصدير النفط، ستبلغ نحو 35 مليون دولار يوميًا.