قالت وكالة الأنباء العالمية رويترز، إن دولة قطر تجري مباحثات لشراء حصة في مجموعة مشاريع الطاقة التابعة لشركة توتال إنرجي في العراق، في وقت يجري فيه رئيس الحكومة العراقية زيارة إلى فرنسا.
يزور رئيس حكومة العراق باريس فيما تجري قطر محادثات مع الشركة الفرنسية لشراء جزء من حصتها بمشروع في العراق
وتبلغ قيمة المشاريع التي تستحوذ عليها الشركة الفرنسية في العراق 27 مليار دولار. وتجري شركة قطر للطاقة وشركة توتال إنرجيز محادثات لإتمام الصفقة، مع "ثقة كبيرة في التوصل لاتفاق نهائي"، بحسب الوكالة. وقال مصدر لرويترز إن شركة قطر للطاقة التابعة للحكومة، "تتطلع إلى الاستحواذ على حصة تقرب من 30% في المشروع".
واعتبرت الوكالة العالمية حصول العراق على استثمار كبير من دولة خليجية "فوزًا مهمًا لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي تولى منصبه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بعد أكثر من عام من الاضطرابات السياسية، وسيكون أيضًا خطوة نحو مواجهة النفوذ الإيراني". وبإمكان نجاح مشاريع الطاقة وإيقاف حرق الغاز في جنوب العراق أن تحرم إيران من 3 مليارات دولار سنويًا، إذ يستورد العراق 1200 ميجا واط يوميًا من إيران.
قال سوداني إن العراق يرحب بشركة توتال إنرجي للعمل في مجال الطاقة واستغلال الغاز
ويعتمد العراق بشكل خاص على استيراد الغاز من إيران لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية. وأحرق العراق أكثر من 49 مليون متر مكعب يوميًا خلال العام 2019، بحسب تقرير للبنك الدولي، وهو رقم يقترب مما يستورده من إيران. ويزور السوداني، الخميس، العاصمة الفرنسية باريس، في رغبة بـ"ترسيخ التعاون العسكري والأمني مع الجانب الفرنسي". وتطرق السوداني إلى شركة توتال إنرجي، في مقال نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية"، الثلاثاء 25 كانون الثاني/يناير الحالي، إذ قال إن "الشركات العملاقة مثل توتال اينرجيز والستوم مرحب بها للعمل في العراق في مجال الطاقة مثل استغلال الغاز المصاحب وحقن المياه في الآبار النفطية وتطوير إنتاج الطاقة المتجددة". وأضاف: "نزور فرنسا وكلنا أمل بأن تكون هذه الزيارة بادرة خير وأن نضع الأسس الصحيحة لشراكة مستدامة لتقوية أواصر العلاقة بين بلدينا وشعبينا".
مشاريع توتال إنرجي في العراق
وقعت وزارة النفط العراقية في أيلول/سبتمبر 2021، عقدًا مع شركة توتال إنرجي، لتنفيذ 4 مشاريع "عملاقة" في مجال الغاز والطاقة. وتعتبر الشركة من أوائل المستثمرين في شركة نفط العراق، وعملت في البلاد منذ عشرينيات القرن الماضي.
وقع العراق عقدًا مع شركة توتال الفرنسية بهدف إنهاء حرق الغاز في حقول الجنوب
وبحسب تصريحات الوزارة آنذاك، فإن الشركة كانت ستقدم ملياري دولار لبناء منشآت محطة غاز في جنوب العراق، كما أن "ثلث أموال الاستثمار ستصرف خلال 7 سنوات القادمة".
ويتضمن العقد أربعة مشاريع، وهي:
- تطوير مجمع وتكرير الغاز في كافة الحقول خارج اتفاقية غاز البصرة وهي حقول (ارطاوي ، غرب القرنة/2، مجنون، الطوبة، اللحيس).
- إنشاء مجمع الغاز المركزي الكبير في حقل ارطاوي (جنوب شرق).
- إقامة منشآت لإنتاج ألف ميجاواط من الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية.
- تطوير حقل أرطاوي بهدف تعظيم إمكانيات إمدادات الغاز.
آنذاك، قال المدير التنفيذي للشركة الفرنسية، باتريك بويانيه، إن توتال "ستبدأ باستثمار مبدئي قيمته 10 مليارات دولار".
وبحسب تقديرات، يمتلك العراق مخزونًا من الغاز يقارب 132 تريليون قدم مكعب قياسي، لكن 700 مقمق يحترق يوميًا لعدم استثماره. وقال وزير النفط آنذاك إحسان عبد الجبار "مشروع توتال سيعالج جميع المشكلات الموجودة في الصناعة النفطية بالبلد"، وأكد أن "في نهاية عام 2024 سينخفض حرق الغاز بالحقول الجنوبية بنسبة 90%".
شركات تغادر العراق
كانت "توتال إنرجي" قد انضمت في أيلول/سبتمبر الماضي، إلى شركات النفط العالمية التي أوقفت أنشطتها في إقليم كردستان العراق، معلنة بيع حصتها في حقل سرسنك النفطي.
غادرت شركات نفط عالمية العراق لأسباب أمنية واقتصادية
وتسعى العديد من شركات النفط العالمية إلى ترك مشاريعها ومغادرة العراق لأسباب عدّة من بينها "ضعف العائدات".
وبدأت شركات نفط غربية بإعادة تقييم وضعها وإخلاء مواقعها منذ أكثر من سنتين، بعد تعرض منشآتها لهجمات من قبل مسلحين، و"عمليات ابتزاز". وغادرت شركات من بينها "إكسون موبيل" و"أوكسيدنتال بتروليوم" العراق، كما انسحبتا شركة "شل" من حقول البصرة، خلال السنوات الأخيرة. وقال وزير النفط السابق في حزيران/يونيو 2021، إن البيئة الاستثمارية والأمنية في البلاد تدهورت، وإن ذلك أجبر شركات النفط العالمية على إعادة تقييم مواقفها.