الترا عراق - فريق التحرير
قضت محكمة أمريكية، بالسجن 4 سنوات بحق عنصر في "عصائب أهل الحق"، قدم معلومات مضللة للحصول على لجوء في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال مدعون اتحاديون، وفق "رويترز"، إن الرجل الذي يحمل الجنسية العراقية ويعيش في نيويورك "كذب على مسؤولي الهجرة فيما يتعلق بصلته بميليشيا مدعومة من إيران أثناء تقدمه بطلب للحصول على البطاقة الخضراء".
يحرص عناصر الميليشيات في العراق على إخفاء هوياتهم للظفر بفرص للهجرة بعد تنفيذ "أعمال قذرة"
وأدين جاسب حافظ سعدون الفوادي، 36 عامًا، بالإدلاء ببيانات كاذبة بشأن طلب هجرة أمريكي للحصول على إقامة دائمة، والإدلاء ببيانات كاذبة لمسؤولي الهجرة الأمريكيين خلال مقابلة شفوية للحصول على الإقامة الدائمة، بحسب بيان صحفي صادر عن مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الشمالية من نيويورك.
وخلال مقابلته مع مسؤولي الهجرة، ادعى الفوادي "التعرض للتهديد من قبل عصائب أهل الحق، وهي ميليشيا شيعية مدعومة من إيران"، وفقًا للائحة الاتهام.
وقال الفوادي، لمسؤولي الهجرة إنّه "رفض المساعدة في عمليات خطف المسلمين السنة، وهو الآن في خطر وشيك، ليحصل على البطاقة الخضراء، بعد الحصول على لجوء في كانون الثاني/يناير 2016، حيث استقرت عائلته في جيديس".
وفي عام 2017، تقدم الفوادي بطلب للحصول على الجنسية الأمريكية القانونية الكاملة، وأجرى مقابلات مع مسؤولين من دائرة المواطنة والهجرة الأمريكية في سيراكيوز، ونفى مرة أخرى "أي علاقة بالميليشيا"، وقال أيضًا إنه "لم يسافر أبدًا خارج العراق وتركيا".
وتبين لاحقًا، أنّ الفوادي سافر إلى سوريا في عام 2013 لـ "مساعدة عصائب أهل الحق، وهي جماعة صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية أجنبية"، حسبما قال ممثلو الادعاء.
وقال مدعون اتحاديون، إنّ الفوادي "كان يساعدهم في حملتهم لدعم النظام السوري المتهم بقتل الآلاف من مواطنيه"، متهمين الفوادي بـ "الكذب بشأن سفره عبر منطقة الشرق الأوسط".
وأكّد المدعون العامون الفيدراليون، أنّ الفوادي قدم "دعمًا ماديًا لمجموعة الميليشيا"، وقدموا صورًا تظهره في زي مموه إلى جانب أشخاص آخرين يشتبه في تورطهم بالانضمام إلى "عصائب أهل الحق".
ردًا على ذلك، ادعى الفوادي أنّ "تجنيده جرى قسرًا من قبل الجماعة، ولم يشارك أبدًا في أعمال قتالية أو إرهابية"، وفقًا لمذكرة الحكم التي قدمها الدفاع.
وقالت المذكرة، إن "دوره كان يقتصر على توفير الغذاء والإمدادات للجماعة"، لكن النيابة قدمت صورًا لسلسلة من الأفراد القتلى عثر عليها على هاتف المتهم العراقي.
وذكر الفوادي، أنّ "تلك الصور وردته من صديق، ولم يكن له أي دور في وفاة الأفراد الظاهرين فيها". فيما قال محامو الدفاع عنه إن الفوادي "اختار الكذب في طلبه للحصول على البطاقة الخضراء والإقامة الدائمة، من أجل سلامة أسرته وعدم عرقلة العدالة".
وتعد حركة "عصائب أهل الحق"، واحدة من الفصائل الرئيسية التي تعمل في العراق لتعزيز مصالح إيران، وفقا لمركز جامعة ستانفورد للأمن والتعاون الدوليين.
ومنذ عام 2006، شنت الميليشيا آلاف الهجمات ضد القوات الأمريكية والعراقية، بما في ذلك الهجمات الصاروخية على سفارة الولايات المتحدة، ونفذت عمليات اختطاف للغربيين، وفقًا لمعهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث دفاعي.
ويقول ناشط في حديث لـ "الترا عراق"، إنّ أعضاء في الميليشيات يحرصون على إخفاء هوياتهم داخل البلاد، لضمان الحصول على فرص للهجرة عقب تنفيذ "أعمال قذرة" تتصمن اغتيالات وملاحقات لصناع الرأي والصحافيين والمسؤولين المعارضين للنفوذ الإيراني في البلاد.
ويضيف مشترطًا عدم كشف هويته، "يتمتع عناصر الفصائل بكل لوازم الحماية، من ترسانة السلاح، والتدفقات المالية المريحة، والنفوذ إلى وظائف الدولة البارزة، لكن كثيرًا منهم يحرص على التنكّر وإخفاء هويته، كما لو أنّه ناشط معارض، ويرجع هذا في الغالب إلى رغبة عناصر تلك الفصائل بالجمع بين الامتيازات والمكتسبات والأموال التي يوفرها العمل مع نشاطات الفصائل الإعلامية أو الميدانية من جهة، وبين القدرة على قضاء أوقات ممتعة في عواصم ومدن شهيرة، يهدد عناصر الفصائل باستهدافها ضمن خطاباتهم الإعلامية".
وسيواجه الفوادي، بعد الحكم عليه بالسجن أربع سنوات، الترحيل من الولايات المتحدة عند إطلاق سراحه، حسبما قال المدعون الفيدراليون.
بدورها، قالت العميلة الخاصة المسؤولة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) جانين ديغيسيبي، في بيان صحفي، "السيد الفوادي كذب على السلطات لإخفاء عضويته في مجموعة شبه عسكرية عنيفة".
وأضافت، "الأولوية القصوى لمكتب التحقيقات الفيدرالي تظل حماية أمننا القومي وسنواصل العمل مع شركائنا في إنفاذ القانون لضمان عدم إتاحة الفرصة للأفراد الخطرين لتعريض سلامة الأمريكيين للخطر".