ألترا عراق - فريق التحرير
تفاعل مدونون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مع أنباء تفيد بغياب المتهم بقتل الخبير الأمني هشام الهاشمي للمرة الثانية عن المحاكمة، كان قد انفرد بها "ألترا عراق".
مدونون عراقيون أعربوا عن غضبهم من غياب دور الدولة في وقت يجري تهريب متهم بشكل علني وبجواز رسمي
وأعرب مدونون عن غضبهم من تراخي السلطات الرسمية وعدم قدرتها على إنهاء حالة الإفلات من العقاب، فيما لم تُدلِ الحكومة العراقية بأي تعليق حتى الآن أو توضّح تفاصيل محاكمة المتهم.
وقررت الهيئة القضائية المكلفة بالقضية، في 22 شباط/فبراير، تأجيلها للمرة الثالثة إلى منتصف هذا الشهر، لـ "تعذر إحضار المتهم" أحمد الكناني، كما أفاد حينها مصدر حضر الجلسة.
لكن جلسة المحكمة لم تحمل أي جديد، إذ صدر قرار بتأجيل المرافعة إلى 26 تموز/يوليو هذه المرة، وبذات المبرر.
مدونون عراقيون أعربوا عن غضبهم من غياب دور الدولة في وقت يجري تهريب متهم بشكل علني وبجواز رسمي وبعلم القائد العام للقوات المسلحة، ووصفوا الأمر بالكارثة.
واستقى المدونون وصفحات في مواقع التواصل معلوماتهم من تقرير نشره "ألترا عراق" عقب انتهاء جلسة محاكمة قاتل هشام الهاشمي دون حضوره.
وكان ضابط رفيع قال لـ"ألترا عراق"، في شباط/فبراير الماضي، إنّ "عناصر من كتائب حزب الله نقلوا المتهم من السجن، دون أي احتكاك مع عناصر القوة الأمنية المكلفة بحماية المعتقل".
وبيّن الضابط، أنّ "المتهم نقل فورًا إلى خارج البلاد بجواز سفر وتأشيرة رسمية"، مشيرًا إلى أنّ "الجهات الأمنية العليا على اطلاع كامل بعملية إخراج المتهم وتهريبه إلى خارج البلاد، لكنها لم تتخذ أي إجراء، وبات ملف اغتيال الهاشمي مغلقًا كأمر واقع".
وسخر مدونون من خبر هروب المتهم و"عدم وجوده داخل معتقله" متندرين بالقول، إن المتهم "قد يقضي عملًا ويعود".
ودعا مدونون إلى عدم السكوت حول قضية كبيرة مثل تهريب متهم بالقتل، بالمقارنة مع تفاعل مواقع التواصل الاجتماعي مع قضايا أقل أهمية، حسب رأيهم.
وقال مدون معقبًا على تهريب قاتل هشام الهاشمي إن "هذا الحدث أهم من منشور مهند نعيم وقضية مدرس الفيزياء. هذا يخص الأشخاص الذين يحاولون قتلك أو قتل أقربائك وكيف يفلتون من العقاب".
وصف آخر تهريب قاتل الهاشمي بـ"المصيبة الكبيرة والتي من المستحيل السكوت عليها إذا كانت صحيحة".
وسبق أنّ قال قائد في فصيل مسلح لـ "الترا عراق"، إنّ اقتطاع اعترافات المتهم باغتيال الهاشمي والتحفظ على المعلومات الأساسية "جرى وفق صفقة" عقدت بين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي وقادة الفصائل المسلحة، تقضي بـ "التهدئة وإيقاف الهجمات الصاروخية" آنذاك.
وبعد نقله خبر "ألترا عراق"، انتقد مدون ما وصفه بـ"الصمت الخطير من صناع الرأي العام والإعلام المحلي"، مؤكدًا أن "واجبنا الضغط لكشف حقيقة من هرّب قاتل هشام".
ولم تقدم السلطات أي توضيح رسمي عن سبب تأجيل المحاكمة أو أنباء هروب المتهم على مدى أكثر من 50 يومًا، وسط انتقادات لدور الحكومة في ملف شغل الرأي العام على مدار سنتين.
وسبق أن أبلغ مسؤول حكومي "الترا عراق"، عن "خطة" تدبرها حركة كتائب حزب الله الموالية للمرشد الإيراني الأعلى لـ "تخليص المتهم من العقاب عبر سلسلة إجراءات بدأت بتأجيل الموعد الثاني للمحاكمة بحجة إعادة الفحص الطبي".
وتساءل مدونون عن الجهات التي أخفت المتهم، وقال أحدهم إن "دولة يختفي فيها المجرمون قادتها مجرمون".
وكان من المقرر أن تبدأ محاكمة أحمد الكناني، وهو ضابط في وزارة الداخلية، يوم الإثنين 14 كانون الأول/ديسمبر 2021، إلاّ أنّ القاضي قرر إرجاء المحاكمة إلى 28 شباط/فبراير 2022، استجابة إلى طلب محامي المتهم بـ "إعادة الفحص الطبي" للبت في ادعاء تعرضه للتعذيب، قبل تأجيلها إلى الموعد الذي جرى تأجيله هو الآخر.
وبعد استعراض لما حدث في قضية هشام الهاشمي، والمحاكمات المتعثرة، تساءل مدونون: "هل ما زلت تعتقد أن العراق دولة؟".