ألترا عراق ـ فريق التحرير
لا تزال عمليات التضييق على النشطاء الذين يكتبون دعوات للتضامن مع احتجاجات بغداد والمحافظات مستمرة في الأنبار، حيث سجلت المحافظة عملية اعتقال الناشط المدني عبد الله ناظم، فيما اعتقل والد الناشط المدني محمد جاسم في الساعات الأخيرة من يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر، وجاء هذا، بعد أقل من 24 ساعة من اعتقال الناشط سمير الفرج.
الناشط عبد الله ناظم اعتقل قبل شهرين بسبب انتقاده للحملة على "البرمودا" واليوم اعتقل أيضًا لأنه تضامن مع تظاهرات بغداد والمحافظات في "فيسبوك"
وبالرغم من أن سمير الفرج كان قد اعتقل فجر الأحد بسبب نشره دعوة على الإنترنت للتضامن مع الاحتجاجات في بغداد والجنوب، فأن الناشط المدني عبدالله ناظم اعتقل فجر الاثنين من منزله، بسبب صورة تضامنية على صفحة "فيسبوك"، تؤيد الاعتصامات والإضرابات، وتبع ذلك، وفي ظهر الاثنين 28 تشرين الأول/أكتوبر اعتقال والد الناشط المدني محمد جاسم الذي لم تعثر الشرطة على ابنه الذي كتب منشورًا دعم فيه التظاهرات المستمرة في بغداد والمحافظات.
اقرأ/ي أيضًا: اعتقال نشطاء في الأنبار.. دعم الاحتجاجات في "فيسبوك" ممنوع!
لم تكن هذه المرة الأولى التي يعتقل فيها عبد الله ناظم، حيث جرى اعتقاله قبل شهرين في الأنبار على خلفية منشور كتبه لدعم الحريات في ارتداء "البرمودا" التي أصبحت ممنوعة في المحافظة.
شقيق عبد الله ناظم، عبد الحميد قال لـ"ألترا عراق"، إن "قوة داهمت في فجر الاثنين 28 تشرين الأول/أكتوبر منزلهم في الخالدية بالقرب من الرمادي واعتقلت شقيقه على خلفية صورة على "فيسبوك" تدعم الإضراب والعصيان المدني الذي كفله الدستور العراقي".
أضاف أن "القوة تابعة للشرطة المحلية، ومنحت العائلة ساعات بعد عملية الاعتقال لمغادرة الخالدية"، رغم أن العائلة تنحدر في الأساس من هذه المنطقة، وبحسب عبد الحميد ناظم فأن "الاتصال قطع بشقيقه الأصغر منذ أن جرى اعتقاله ولا تعرف العائلة أي شيء عنه حتى الآن".
ولم ترد أي معلومات حول المعتقل الأول الناشط المدني سمير الفرج حتى الآن أيضًا، بينما سجلت عملية ضرب مبرح بحق ناشط آخر في قضاء حديثة، والذي كتب على جدار منزله دعمًا للمتظاهرين في بغداد.
اعتقلت السلطات في الأنبار والد الناشط محمد جاسم بعد أن لم يجدوه في البيت فيما تعرضت عائلته إلى الاعتداء أيضًا بسبب منشور على "فيسبوك"
فيما قال قريب محمد جاسم لـ"ألترا عراق" إنه "لم يكن محمد في منزل ساعة اقتحامه من قبل الشرطة وتعرضت العائلة للاعتداء واعتقل الوالد بسبب منشور على فيسبوك بتاريخ الأمس".
وفي نيسان/أبريل الماضي، كانت السلطات المحلية في محافظة الأنبار/مدينة الخالدية اعتقلت الناشط المدني محمد جاسم، وذلك على إثر كتابته لمنشور على صفحته في "فيسبوك" انتقد فيه ضعف أداء الحكومة المحلية في تقديم الخدمات للمدينة، فيما حلقت السلطات شعره إلى "مستوى الصفر".
اقرأ/ي أيضًا: بين الأسواق وصفحات فيسبوك.. سلطة الأنبار تبحث عن "القدسية" بثوب "داعش"!
قال رئيس مجلس محافظة الأنبار، أحمد حميد إنه "ليس من المعقول أن تلاحق الشرطة كل شخص يكتب على فيسبوك منشورًا للتأييد أو يبدي رأيًا هنا".
بيّن حميد لـ"ألترا عراق" أنه "يتابع الأمر مع قيادة الشرطة، وأنه واثق بأن الأمور تسير وفق القانون، مستدركًا "لكن للشارع الحق في أن يكتب أو يبدي الرأي بأي قضية ما".
فيما أشار إلى أن "أهالي الأنبار من المستبعد أن يخرجوا أصلًا في تظاهرة أو وقفة، وأنه أبلغ القوى الأمنية بذلك لأنهم أرهقوا من حرب "داعش" التي عاشتها محافظتهم".
حاول "ألترا عراق" الحصول على تعقيب من قائد شرطة الأنبار هادي رزيج للمرة الثانية، لكن الأخير لم يجب على الاتصالات المتكرّرة والرسائل.
المسؤولون في الأنبار يخافون من الاحتجاجات فيها وإطلاق مسيرات التضامن لأسباب تتعلق بوجود الكثير من المسؤولين الذين هربوا من بغداد للمحافظة
ووفقًا لناشطين مدنيين أبلغوا "ألترا عراق" فأن "الأنبار أصبحت أكثر المدن التي يتواجد فيها الكثير من مسؤولي الحكومة العراقية منذ أربعة أيام حيث انطلقت التظاهرات في بغداد والجنوب، لقربها من العاصمة واستقرارها الأمني، لذلك تسعى السلطات الأمنية لقمع أي مظاهر للدعم والاحتجاج للحفاظ على استقرار المسؤولين المقيمين هنا".
فيما قال مصدر لـ"ألترا عراق"، إن "طلبة كلية طب الأسنان في جامعة الأنبار أرادوا أن يقيموا إضرابًا، لكن عمادة الجامعة هددتهم بالاعتقال وتشكيل لجنة تحقيقية تؤدي إلى الفصل، مخاطبًا طلبة الأقسام الداخلية: "من يريد أن يعتصم ليذهب إلى محافظته".
اقرأ/ي أيضًا:
بسبب منشور كتبه على "فيسبوك".. اعتقال ناشط وحلق شعره في الأنبار!
أربيل تمنع التضامن الوطني مع تظاهرات بغداد وتسمح بالتظاهر العرقي فقط