27-مايو-2024
صلاح عمر العلي

صلاح عمر العلي في مقابلة تلفزيونية (فيسبوك)

نعت أوساط سياسية وإعلامية، السياسي المعروف ووزير الثقافة والإعلام العراقي في ستينيات القرن الماضي، صلاح عمر العلي. 

وقال نجل العلي، زياد، في تدوينة على منصة "إكس"، رصدها "ألترا عراق"، إنه ببالغ الحزن والأسى، انتقل إلى رحمة الله والدي الأستاذ صلاح عمر العلي، وزير وسفير سابق"، كما "سيقام مجلس الفاتحة في مسقط رأسه بمدينة تكريت".

يتحدث كتّاب عن أن صلاح عمر العلي أبعد من قبل صدام حسين كسفير للخلاص من معارضته لبعض الملفات

العلي، وهو من مواليد 1937 مدينة تكريت، وتخرج من كلّية الحقوق وأصبح ناشطًا سياسيًا ضمن صفوف حزب البعث في وقت مبكر من حياته. 

وبحسب متابعات "ألترا عراق" لسيرة العلي، فقد برز اسمه بعد انقلاب 17 تموز /يوليو 1968 الذي أطيح من خلاله حكم عبد الرحمن عارف،

كان العلي في مجلس قيادة الثورة مع 6 مسؤولين بارزين في حزب البعث، وتولى عدة وزارات بعد 1968، منها وزارة الثقافة والإعلام، إلى أن نشبت خلافات بينه وبين قيادات بعثية، قدم على إثرها استقالته من وزارة الثقافة والإعلام، ليخرج من العراق إلى العام 1973. 

وعاد العلي بعد ذلك إلى العراق، ليتم تعيينه سفيرًا لدى السويد، ثم إسبانيا، ثم مندوبًا دائمًا للعراق لدى الأمم المتحدة، حتى استقال من ذلك المنصب في العام 1982 احتجاجًا على استمرار الحرب العراقية ـ الإيرانية، بسبب "عدم وجود هدف لها". 

وفي مقابلة تلفزيونية، تابعها "ألترا عراق"، فقد تحدّث العلي عن أسباب استقالته، وقال إنها جاءت "بعد مضي عامين على الحرب العراقية الإيرانية. وبعد مضي هذه المدة من الحرب بدأت أكتشف أن هذه الحرب تحولت إلى حرب عبثية لا هدف إنساني من ورائها".

لكنّ قبل الاستقالة، كان العلي قد التقى برئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، لمدة ثلاث ساعات في بغداد، حيث قال: "حاولت قدر الإمكان أن أتحدث مع صدام حسين حول وجهة نظري فيما يتعلق بمجريات الحرب، وجرى حديث مطول وتفصيلي حول موضوعات الحرب وفي نهاية الاجتماع لم يقتنع بوجهة نظري كما أنني لم أقتنع بوجهة النظر التي سمعتها منه، وخرجت مع قرار نهائي بالاستقالة والتخلي عن مسؤوليتي". 

وفي إحدى مقابلاته أيضًا، وصف العلي، صدام حسين بأنه "شخصان في شخص واحد. فحين ترى فيه ذلك الشخص اللطيف المهذب الذي يحترم محدثيه ويستمع إليهم بود، وحين آخر تجد فيه العنيف القاسي المستعد لقتل خصمه دون تردد". 

ويقول الكاتب رياض عبد الكريم، إنّ العلي "طالب في السبعينيات بفتح حوار مع مختلف الأطراف التي تعارض الحكومة ووضع ركائز ديمقراطية، فضلًا عن حرية التعبير، لكنّ ذلك واجه رفضًا قاطعًا وهو ما أدى إلى أن يتم إبعاده من قبل صدام حسين كسفير للعراق". 

وبعد الغزو الأميريكي للعراق في العام 2003، وسقوط النظام العراقي برئاسة صدام حسين، عاد العلي إلى البلاد، وأسس صحيفة أسبوعية باسم "الوفاق الديمقراطي"، لكن أغلقت من قبله في العام 2005، ليغادر العراق بعد ذلك إثر قناعته بـ"عدم وجود تغيير"، ليبقى إلى حين وفاته في لندن صباح اليوم الإثنين 27 أيار/مايو الجاري. 

ويتحدث الكاتب عبد الكريم عن لقاءات جمعته بالعلي في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث يقول "طلبت منه الدخول إلى العملية السياسية أو المساهمة بأفكار مع الطبقة السياسية الجديدة لإغناء التجربة"، ليجيب العلي أنّ "معظم هؤلاء الموجودين الآن أعرفهم جيدًا في زمن المعارضة عندما كنت مقيمًا في لندن، ومن خلال فهمي واستنتاجاتي بعد تجربتي معهم أدركت أن هذه الشخصيات لا تملك الحد الأدنى من فهم العمل السياسي وكيفية بناء الدول وماذا ينبغي عليهم تجاه الشعب الذي عانى طيلة عقود من الزمن من بطش صدام حسين وقمعه، لذلك ـ والقول للعلي ـ "ابتعدت عن هذه الشخصيات بعدما تأكدت من عدم وجود أية مشتركات واقعية ومخططات وطنية تربطهم ببعض، إنما الهم الأكبر لدى معظمهم هو كيفية الحصول على المناصب والمغانم والحصص الكبرى في الامتيازات ناهيك عن الاختلافات الكارثية فيما بينهم وعدم وجود نوايا صادقة لكيفية بناء الدولة وشكلها الدستوري وماذا يتوجب عليهم كقوى سياسية لمعالجة هموم ومظالم الشعب وفق أولوياته المستحقة".