في حلقة جديدة من مسلسل "موت غامض"، قتلت العارضة العراقية والناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تارة فارس، عصر الخميس 27 أيلول/ سبتمبر، وكشف عن مقتلها بعد نقلها إلى مستشفى وسط بغداد، في سيناريو مكرر لوفاة ناشطتين في مجال التجميل، وفي رابع حادثة من نفس النوع خلال العام.
أظهرت لقطات رصدتها كاميرا مراقبة في أحد الشوارع الضيقة في حي "كمب سارة" وسط بغداد، مسلحًا يقترب من سيارة تارة فارس، ويطلق رصاصات مباشرة باتجاه رأسها
وكانت رفيف الياسري وهي مديرة مركز شهير للتجميل وسط بغداد، قد توفيت في ظروف غامضة، يوم الخميس 16 آب/ أغسطس، ثم توفيت بذات الطريقة رشا الحسن في يوم الخميس الذي تلاه مباشرة، فيما لم تكشف التحقيقات الرسمية عن أسباب وفاتهما حتى الآن.
وأظهرت لقطات رصدتها كاميرا مراقبة في أحد الشوارع الضيقة في حي "كمب سارة" وسط بغداد، حيث قتلت "فارس"، مسلحًا يقترب من سيارة المجني عليها ويطلق رصاصات مباشرة باتجاه رأسها وصدرها من مسافة قريبة، قبل أن يهرب على دراجة يقودها شخص آخر.
وجاء مقتل عارضة الأزياء ووصيفة ملكة جمال العراق لسنة 2014، "تارة فارس شمعون عاشا" المولودة في 10 كانون الثاني/ يناير 1996، كرابع حادثة من نفس النوع خلال أسابيع قليلة، وبعد أقل من 48 ساعة من مقتل الناشطة في مجال حقوق الإنسان سعاد العلي وسط البصرة.
جرائم "عالية المستوى"!
من جانبها أعلنت وزارة الداخلية العراقية، فتح تحقيق عاجل في الحادثة، مؤكدة أن المجني عليها قتلت بعد أن أصابتها ثلاث رصاصات، في حين وجه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، الوزارة والخلية الاستخبارية بالعمل فورًا وخلال 48 ساعة على تركيز الجهود على المستوى الوطني، والحصول على معلومات واتخاذ إجراءات تتعلق بجرائم اغتيال واختطاف حصلت بتنفيذ "عالي المستوى" في البصرة وبغداد وأماكن أخرى بصورة متزامنة، على حد تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا: بعد التحريض الإيراني.. مقتل ناشطة في البصرة والاحتجاجات تتأجج مجددًا
وأكد العبادي أن تلك الجرائم "تعطي الانطباع بأن وراءها مخططًا من جهات منظمة، هدفه الإخلال بالأمن تحت ذرائع محاربة مظاهر الانحراف وإظهارها على أنها حالات مفردة وهي لا تبدو كذلك".
إلى ذلك، نفت مصادر مطلعة، أنباء تم تداولها أشارت إلى اعتقال متورطين بمقتل "فارس"، كاشفًة أن المعتقل الوحيد حتى الآن، هو الشخص الذي كانت الضحية متوجهة لزيارته قبل مقتلها، وهو ابن لوالدين يعملان في السلك القضائي، حيث لا يزال محتجزًا في إحدى المقرات الأمنية لاستكمال التحقيق معه.
وأشارت المصادر، إلى أن الجهات الأمنية استدعت أيضًا عشرة أشخاص على صلة بالضحية لأخذ إفاداتهم بشأن الحادثة، مع وجود فريق فني يعمل على فتح هاتف الضحية للاطلاع على المراسلات الأخيرة.
غضب وخوف
وخلف اغتيال فارس، غضبًا عراقيًا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها عملية الاغتيال الرابعة لناشطة من قبل مجهولين، ما فتح الباب واسعًا على تساؤلات عن سر غياب أجهزة الدولة العراقية عن ظاهرة قتل مشاهير وناشطين والتستر على ملابساتها.
وعد ناشطون تلك الظاهرة محاولة لقتل الحياة المدنية في العاصمة بغداد وبقية المدن، وتحويل البلاد إلى مناطق مغلقة تسيطر عليها الجماعات المتطرفة، متسائلين عن "الضحية القادمة ليوم الخميس المقبل"، فيما حمل بعضهم الحكومة المسؤولية الكاملة عن تلك الحوادث، لعدم اتخاذ إجراءات كافية لحصر السلاح "المنفلت"، والحد من نفوذ الجماعات المسلحة التي تتحرك بـ "حرية تامة" تحت عين الأجهزة الأمنية.
وفي حين هاجم ناشطون آخرون، بعض الأصوات التي "تشفت" بمقتل الناشطة العراقية، بحجة مخالفتها لـ "الدين والأعراف الاجتماعية"، رأى آخرون أن مثل ردود الأفعال هذه تأتي نتيجة مخاوف بعض الجهات من فقدان السيطرة على المحيط بعاداته وقوانينه.
إلى ذلك، أثارت حوادث الموت الغامضة، رعبًا في أوساط الناشطات في مجال التجميل وعارضات الأزياء، حيث أعلنت بعض مراكز التجميل إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر.
اقرأ/ي أيضًا: