تشهد المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، إجراءات أمنية مشددة على خلفية هروب رئيس الوقف السني السابق سعد كمبش المدان في قضية فساد.
كمبش هرب، وفق ما علم "الترا عراق"، من مركز شرطة كرادة مريم، في المنطقة الخضراء حيث احتجزته قوة أمنية بعد اعتقاله من منزله في محافظة ديالى، في 21 آذار/مارس الماضي، وفق حكم قضائي بالسجن 4 سنوات.
هرب كمبش من مركز شرطة يقع في قلب المنطقة الخضراء حيث القصور والمقرات الحكومية ومنازل المسؤولين
ويقع مركز الشرطة الذي هرب منه مسؤول الوقف السني السابق، ضمن مربع يضم مؤسسات أمنية ومنازل لأعضاء مجلس النواب، فيما تنتشر حوله قطعات من مختلف صنوف الأجهزة الأمنية.
ضابط في الشرطة أبلغ "الترا عراق"، أنّ كمبش هرب بـ "تواطؤ مسؤولين في مركز الشرطة، عبر الباب الخلفي حيث كانت بانتظاره سيارة دفع رباعي".
في الأثناء، وصل وزير الداخلية عبد الأمير الشمري إلى مركز الشرطة، ووجه باعتقال جميع الضباط والمسؤولين فيه لإجراء التحقيق، فيما نفذت قوات أمنية حملة تمشيط في المنطقة الخضراء والأحياء المحيطة بها بحثًا عن رئيس ديوان الوقف السني السابق، وفق النائب ياسر إسكندر وتوت.
وزارة الداخلية قالت بدورها، إنّ الشمري أوعز "بإيداع ضابط قسم شرطة الصالحية وضابط مركز شرطة كرادة مريم وضابط خفر المركز التوقيف، على خلفية هروب المتهم سعد كمبش من المركز، وتشكيل لجنة تحقيقية وجهد استخباري لمتابعة هذا المتهم والقبض عليه".
بالتزامن، داهمت قوة أمنية منزل سعد كمبش بالقرب من الجسر الجمهوري وسط مدينة بعقوبة في ديالى وحاصرته.
وجه الشمري بإيقاف ضباط للتحقيق في قضية هروب كمبش فيما داهمت قوة منزل الأخير وسط بعقوبة
ويضم المنزل، وفق شاهد عيان تحدث إليه "الترا عراق"، أفراد من عائلة كمبش وعددًا من عناصر الحماية الخاصة به.
على مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت أنباء هروب كمبش غضبًا واسعًا واتهامات بالفساد للجهات المختصة بتنفيذ مذكرات اعتقال المسؤولين المطلوبين بقضايا فساد، وأسئلة كبيرة حول أسباب إيداعهم في مراكز محددة يحظون فيها بـ "خدمات 5 نجوم"، على حد تعبير متفاعلين.
"فاسدون في فنادق 5 نجوم"!
وكتب ناشطون وإعلاميون عبر حسابتهم متسائلين عن سبب عدم نقل كمبش إلى سجون وزارة العدل على الرغم من صدور حكم مشدد بالسجن بحقه.
وصدر الحكم بحق كمبش في قضية فساد تتعلق بشراء فندق في أربيل بأكثر من 47 مليار دينار، من أموال الوقف السني.
كمبش كان تولى مهامه على رأس الوقف السني في عهد حكومة رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي في شباط/فبراير 2020، قبل إنهاء تكليفه بقرار رئيس الحكومة السابقة مصطفى الكاظمي، حيث أعيد إلى منصبه كوكيل لرئيس الديوان في آذار/مارس 2022.
صفحات على مواقع التواصل تداولت أيضًا اتهامات للنائب في مجلس النواب أسماء كمبش، شقيقة مسؤول الوقف السني السابق، بالتورط في عملية هروب شقيقها، بالاشتراك مع ابنه وعدد من الموظفين في ديوان الوقف.
اتهم مدونون شقيقة كمبش النائب في البرلمان عن تحالف الحلبوسي بالتورط في قضية هروبه من مركز الاحتجاز
كما تداول ناشطون صورة تظهر كمبش قرب محل بقالة قالوا إنّه يقع وسط العاصمة، التقطت في وقت قريب وفقهم. وتظهر الصورة كمبش إلى جانب سيارة "لاندكروزر" بيضاء اللون تحمل لوحة تسجيل صادرة من محافظة أربيل.
من جانبه، كتب هشام الركابي مدير المكتب الإعلامي لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أكبر كتل الإطار التنسيقي الداعم للحكومة، إنّ "عملية هروب كمبش ستكون سببًا للقيام بثورة كبيرة على الآليات الفاسدة المعتمدة في احتجاز كبار الفاسدين، وسيتم اقتلاع الآليات الفاسدة التي حولت مراكز احتجاز كبار الفاسدين إلى فنادق 5 نجوم".
وأصدرت هيئة النزاهة سابقًا أوامر اعتقال وتحر ومنع سفر بحق كمبش وعدد من المسؤولين في الوقف السني، استنادًا إلى أحكام المادتين 340، 331 من قانون العقوبات العراقي، في قضية فندق أربيل.