أصدر القضاء العراقي مذكرة قبض، بحق الزعيم القبلي، "سطام أبو ريشة"، مع أشخاص من عشيرته، بتهمة الضلوع في الإرهاب، فيما تتضارب الروايات عن السبب الحقيقي إلى الآن، لكنها تأتي في إطار صراع قديم بين رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، و"أبو ريشة" على حيازة النفوذ بمحافظة الأنبار، وفق عديدين.
قال "أبو ريشة" لـ"ألترا عراق" إنّ الشكوى جاءت بسبب رفض حفلة صاخبة بمقر حزب تقدم
وفي تاريخ 28 أيار/مايو، وجهت محكمة تحقيق الرمادي التابعة لمحكمة استئناف الأنبار الاتحادية، بالقبض على "أبو ريشة" وإحضاره أمام القضاء، وجاء ذلك استنادًا إلى شكوى قضائية مقدمة من قبل كل من (مهند فوزي جاسم، وألطاف عساف حنيحن) متهمين أبوريشة بـ"الضلوع في جرائم إرهابية".
وبالإضافة إلى "أبو ريشة"، فإنّ محكمة تحقيق الأنبار، أصدرت مذكرات قبض بحق المدعوين (خليل عامر، رجا فتيحان الريشاوي، عبدالله مؤيد عبيد الريشاوي، ضاري عبيد داوود الريشاوي، عبد الرزاق مشرف فتيحان الريشاوي، مصطفى عامر رجا فتيحان الريشاوي، وخضر عامر رجا فتيحان الريشاوي).
وفي الأثناء، ردّ "سطام أبو ريشة"، على صدور أوامر قبض بحقه بتهمة الإرهاب، مؤكدًا أنها "اتهامات كيدية وملفقة".
وقال "أبو ريشة" لـ"ألترا عراق"، إنّ "الشكوى المقدمة من مقبل سكرتير محافظ الأنبار مهند فوزي الدليمي، ملفقة وغير صحيحة إطلاقًا"، مبينًا أنّ "هذه الاتهامات جاءت على خلفية دخول عدد من أبناء عشيرة البو ريشة إلى مقر حزب تقدم قبل عدة أيام وحصول مشادة بينهم وبين بعض الموجودين هناك، فضلًا عن تمزيق يافطة المكتب".
ولفت "أبو ريشة" إلى أنّ "أبناء العشيرة عبروا عن رفضهم لوجود حفلة صاخبة داخل مقر حزب تقدم وهو وسط منطقة سكنية فيها الكثير من العوائل"، لافتًا إلى أنّ "التهم المنسوبة إلينا مخالفة للحادثة التي انتهت في وقتها".
تحدث "عمر الريشاوي" عن حفلات بحضور راقصات في مكتب حزب "تقدم"
في السياق، مدير المكتب الإعلامي لرئيس مجلس صحوة عشائر العراق، عمر الريشاوي، إنّ "عددًا من أبناء قبلية البو ريشة ذهبوا لمكتب حزب تقدم في الرمادي بتمام الساعة 3 ليلًا، خلال أحد أيام الأسبوع الماضي، حيث كانت هناك حفلات تحضرها راقصات وتجري بشكل يومي من قبل أعضاء الحزب، وعلى رأسهم النائب عادل المحلاوي وإبرهيم هلال، ابن شقيقة محافظ الأنبار".
وزعم الريشاوي أنّ "الحفلات فيها راقصات وتجري بشكل متواصل وبأصوات مرتفعة، فضلًا عن كونها بعلم محافظ الأنبار علي فرحان الدليمي".
وبحسب الريشاوي، فإنّ "أبناء البوريشة أبلغوا أعضاء حزب تقدم والنواب والأشخاص الحضور في الحفلة برفضهم لهذه التصرفات وإزعاج أهالي المنطقة السكنية"، مستدركًا: "لكنّ القائمين على الحفلة دخلوا بمشادة كلامية، وتطور الأمر إلى اتصال أحد أبناء العشيرة بالشيخ سطام أبو ريشة ليحضر من أجل حل المشكلة".
ويوضح الريشاوي أنّ "أبو ريشة جاء بعد وقت قصير لمكتب حزب تقدم وتحدث مع الحضور في الحفلة الراقصة وأبلغهم بذات الرفض، إلا أن قوة مسلحة تابعة لحزب تقدم حاصرت المقر وأبو ريشة في داخله"، لافتًا إلى أنّ "ذلك حصل رغم سلمية قدوم أبو ريشة وطريقته في الحديث لحل الإشكالية، وهو ما لم ينجح بالتهدئة ليتطور الأمر لحضور قوة حماية أبو ريشة إلى ذات المكان".
ويكمل الريشاوي أنه "وبعد حضور قوات الحماية والأخرى التابعة لحزب تقدم، انسحب أبناء البو ريشة بكل سلمية، ولم يحصل ما هو أكثر من ذلك الإبلاغ عن الرفض لقيام الحفلات في هذه المنطقة"، موضحًا أنّ "سكرتير المحافظ مهند فوزي تدخل بعد ذلك وأصدر الأوامر للقوات بمحاصرة المقر واتهام رئيس مجلس عشائر صحوة العراق بالإرهاب ومجموعة من الشخصيات بذات العشيرة بالإرهاب".
ويكشف الريشاوي أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قام بإرسال رئيس خلية إدارة الأزمات الفريق الركن جعفر البطاط للتحقيق بملابسات الحادثة"، مؤكدًا أنّ "البطاط قام باستدعاء جميع الضباط والمراتب والقوة العسكرية التي ساهمت بمحاصرة أبو ريشة في مقر حزب تقدم، فضلًا عن كشف تفاصيل تدخل سكرتير المحافظ بأصدار أوامر لها علاقة بالواجبات الأمنية".
وقال الريشاوي إنّ "من تم توجيه الاتهامات لهم بينهم شخص معوق يسكن العاصمة بغداد، واثنان صغار بالعمر ولم يحضرا في الحادثة، مع أشخاص آخرين لا علاقة لهم بكل ما حصل".
نفى حزب "تقدم" رواية "أبو ريشة" بشأن وجود حفلة بحضور راقصات بمقر الحزب
لكنّ مدير مكتب المقر العام لحزب "تقدم" في محافظة الأنبار، عبد الكريم العلياوي، نفى ما قاله "سطام أبو ريشة"، حول وجود حفلة وراقصات داخل مقر الحزب، ما دفعهم لمهاجمته الأسبوع الماضي، معتبرًا أنّ "تلك افتراءات كاذبة وليس لها أساس من الصحة".
وقال العلياوي، لـ"ألترا عراق"، إنّ "مقر الحزب لديه من هو مسؤول عنه، ولا يجوز لأحد محاسبته إلا الجهات القانونية والأمنية حول نشاطاته التي يقيمها"، مبينًا أنّ "الحديث عن وجود النائب عادل المحلاوي وإبراهيم هلال ابن شقيقة المحافظ، غير صحيح".
وووفقًا لرواية العلياوي، فإنّ "أبو ريشة قام بصحبة قوة مسلحة ترتدي ملابس ليس لها علاقة بالقوات الأمنية وبعضهم يرتدي الزي الأفغاني، هاجموا المقر العام لحزب تقدم وهو ملاصق لمبنى دار ضيافة المحافظة عبر بوابة مشتركة بينهما، في ساعات متأخرة من ليالي الأسبوع الماضي، ولم يتواجد في حينها في المقر سوى 4 حراس من حماية المقر، قاموا بالإبلاغ عن الهجوم ودخول القوة إلى المبنى ومطالبتهم بترك سلاحهم والخروج"، مؤكدًا أنّ "الحزب قام بالاتصال بقيادة عمليات الأنبار ليتمّ توجيه قوة أمنية من جهاز مكافحة الإرهاب والجيش للتحقق من الهجوم".
ويقول العلياوي إنّ "القوة الأمنية وجدت سطام أبو ريشة ورفقته المجموعة المسلحة بسلاح غير مرخص داخل مقر الحزب، وتم التصرف معهم بشكل قانوني عبر إقامة دعوى قضائية ضدهم عبر الممثل القانوني للحزب"، مشيرًا إلى أنّ "الدعوى المرفوعة من قبل مهند فوزي، سكرتير المحافظ هي لكون الهجوم طال مقر الحزب الذي يعتبر جزءًا من مبنى دار الضيافة".
والتهمة الموجهة لـ"سطام أبو ريشة" ومن برفقته هي الإرهاب، حيث يصف العلياوي الأمر بأن "هذه حقيقة حصلت"، لافتًا إلى أن "الأوضاع في الانبار مستقرة ولا يمكن لأي شخص إطلاق رصاصة واحدة في الهواء لأنه سيكون بمثابة عودة للأوضاع المأساوية عام 2013 وتواجد داعش الإرهابي".
قال نائب عن "تقدم" إنّ مهاجمة مقر الحزب مثبت بشهادة الشهود من الحرس
ويعتبر النائب عن حزب "تقدم" بمحافظة الأنبار، فهد الراشد، ما يصفه بـ"الهجوم" على مقر حزبه في مدينة الرمادي من قبل "سطام أبو ريشة"، بمثابة "الاستهداف السياسي للمنجز الذي قدمه حزب تقدم".
وقال الراشد لـ"ألترا عراق"، إنّ "هجوم أبو ريشة برفقة قوة مسلحة على مقر الحزب، مؤسف للغاية"، مؤكدًا أنّ "مهاجمة مقر تقدم مثبت بشهادة الشهود من الحرس ومدير مكتب حزب تقدم، والحرس التابع لدار الضيافة لديوان المحافظة الملاصق للمقر".
وعدّ النائب أنّ "الموضوع برمته هو لزعزعة الاستقرار السياسي والأمني بالمحافظة لإرباك المشهد"، مبينًا أنّ "ذلك كله يهدف لجعل حزب تقدم يخوض بمهاترات من شأنها تأزيم الوضع الأمني بالمحافظة كما حصل في عام 2013".