رغم مرور ما يقارب الخمسة أشهر على اتفاق وصف بـ"تطبيع الأوضاع" في قضاء سنجار شمال غربي العراق بين حكومة مصطفى الكاظمي وإقليم كردستان، إلا أن الحال لم يختلف كثيرًا، بل لعله وبحسب أصحاب الشأن يزداد سوءًا لناحية أوضاع النازحين من مختلف الهويات وانتشار الجماعات المسلحة والتدخل العسكري الخارجي.
تقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني خالدة خليل إن الاتفاقية بين بغداد وأربيل في سنجار لم تنفذ حتى الآن ولا توجد إدارة للقضاء
وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت حدة التوترات حتى صار التراشق واضحًا بين سفيري تركيا وإيران لدى العراق حول السيادة العراقية، وطال القصف التركي قضاء سنجار، فيما أعلنت تركيا قبل أقل من شهر إطلاق العملية الثانية من "مخلب النسر" داخل أراضي الإقليم تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني، لكن رئيس تحالف الفتح هادي العامري قال إن معلومات أكدت "نية الجيش التركي الهجوم على جبل سنجار"، حيث يسيطر عناصر حزب العمال على مناطق عدة من القضاء.
اتفاقية على الورق
وكان الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان يهدف إلى عودة النازحين إلى القضاء عبر إنهاء تواجد الجماعات المسلحة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني والفصائل التي تدعي الانتماء للحشد الشعبي والحشود العشائرية، واستبدالها بالقوات الاتحادية والشرطة المحلية من أبناء المدينة.
اقرأ/ي أيضًا: جردة مواقف حول اتفاق سنجار.. "التطبيع" يُغضب الأغلبية ويذكّر بالصهيونية
وتقول عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني خالدة خليل إن الاتفاقية بين بغداد وأربيل في سنجار لم تنفذ حتى الآن ولا توجد إدارة للقضاء، وتنقل "وكالة رووداو" عن مسؤولين في الإقليم وصفهم تطبيق الاتفاقية بـ"الصوري".
وتحدثت أطراف خارجية عن أهمية الاتفاقية مرارًا في عودة الهدوء للقضاء المنكوب، ويشير السفير البريطاني لدى ستيفن هيكي إلى أن "الخاسر الرئيسي من تسويفها هم سكان سنجار ولا سيما آلاف الإيزيديين الذين ما زالوا في مخيمات النازحين داخل إقليم كردستان أو في أماكن أخرى".
ازدياد المسلحين
مع عدم عودة النازحين إلى سنجار كما كان يُفترض من الاتفاقية "التطبيعية"، عاد السنجاريون الذين هم ليسوا من داخل المدينة، بل المنتمين لحزب العمال، بحسب النائب السابق عن سنجار علي المتيوتي، ويقول إن "أكثر من 7 آلاف مقاتل أيزيدي منضوي في الحشد الشعبي والحشود العشائرية في سنجار".
تصاعد الظواهر العسكرية قتل ما تبقى من مظاهر الحياة التي قُتلت في سنجار بحسب تعبير النائبة خالدة خليل، التي تحدثت عن "الوضع المأساوي وازدياد أعداد المسلحين خلال فترة ما بعد الاتفاقية بين بغداد وأربيل".
ويقول زميلها، مسؤول سنجار لدى الحزب قادر قاشتاق إن "منظمة البككة وقوات الحشد الشعبي زادت من وجودها في قضاء سنجار، ولم تحدث أية مستجدات عقب الاتفاق بين بغداد وأربيل".
وتشير التقارير الصحفية إلى انتشار عسكري كبير حصل مؤخرًا لقوات الحشد وحزب العمال في القضاء، وأظهرت صور تناقلتها مواقع ووكالات محلية انتشار أرتال تابعة للحشد الشعبي مع نفي من السلطات الأمنية في بغداد.
صراع إقليمي
يرى النائب السابق عن سنجار علي المتيوتي أن ما يدور في القضاء هو صراع بإرادة إقليمية مستشهدًا بالتراشف بين سفيري أنقرة وطهران. ويقول في تصريح تلفزيوني تابعه "ألترا عراق" إن "لأتراك يتحدثون عن الخطر الذي تشكله العناصر المسلحة المنتمية لحزب العمال الكردستاني للأمن القومي التركي، كما لدى الإيرانيين "طموح الامتداد في العمق السوري عبر سنجار".
يقول النائب السابق علي المتيوتي إن سنجار تم تسليمه للتنظيمات المسلحة الموجودة الآن من قبل حكومة بغداد
واستدعت تركيا وإيران كل منهما سفير الدولة الأخرى نهاية شهر شباط/فبراير المنصرم في تصعيد دبلوماسي حول تواجد البلدين في العراق.
اقرأ/ي أيضًا: أنقرة تواصل غرس "مخالبها" في العراق.. عجز أم "تفاهمات" من تحت الطاولة؟
ومع حرب السفراء الأخيرة، انضم السفير البريطاني أيضًا معلقًا على الموضوع بالدعوة إلى "انسحاب الميليشيات والجماعات غير النظامية، ليتسنى للقوات العراقية توفير الأمن في القضاء ومحيطه".
وفي ظل تمسك تركيا بمكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق شمال العراق، والردود الإيرانية الأخيرة، تبدو الحكومة العراقية عاجزة عن إخراج قوات الحزب من قضاء سنجار بحسب النائب السابق المتيوتي، الذي قال في تصريحات تلفزيونية تابعها "ألترا عراق" إن "سنجار تم تسليمه للتنظيمات المسلحة الموجودة الآن من قبل حكومة بغداد".
اقرأ/ي أيضًا:
تفاصيل الاتفاق مع إقليم كردستان بشأن قضاء سنجار
الدم يعلن حرب سنجار.. هذه خارطة انتشار السلاح "المرعب" تحت عين الحكومة والحشد