أعلنت نقابة المحامين العراقيين، الإثنين، تلقي رسالة من نقابة سلطة الاحتلال الإسرائيلي تطلب دعم الكيان في حربه على غزة في واقعة غير مسبوقة، ونشرت ردها الذي صدر "دون اعتراف ولا تحية ولا سلام".
وكشفت النقابة عبر حسابها في فيسبوك عن نص رسالة نقابة المحامين في سلطة الاحتلال الإسرائيلي موقعة باسم رئيسها "عميت بيخِر"، فيما قالت النقيبة أحلام اللامي إنّ الرسالة وصلت عبر البريد الإلكتروني، وأثارت استغرابها.
وطلبت نقابة المحامين في سلطة الاحتلال الإسرائيلي، بحسب اللامي "نصرة قضية" الكيان الصهيوني، لترد ببيان حازم أشار إلى الجرائم المروعة التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين في غزة، فيما يلي نصها:
إلى نقابة محاميّ الكيـ…ـان الصهـ~ـيونـي مع الإصرار على عدم الاعتراف، ودون سلام أو تحيّة وبعد..
وصلتني رسالتكم.
تعجبتُ عندما عُرضتْ أمام أنظاري رسالةً من نقابة المحامين الاسـ رائيـ ـليـ~ـة - كما يسمونها - وصلتْ عبر البريد الإلكتروني الرسمي لِنقابة المحامين العراقيين، تتضمنُ طلباً بنصرة قضيتهم، ولا أعرف أي قضيّة يقصدون، فهل لهم قضيّة حقّ أصلاً؟ الرسالة الباردة، موقعة من (عميت بيخِر) رئيس نقابتهم، طالعتُها وسأكتبُ لك الردَّ، فٱقرأ قولَ محاميةٍ ولدتْ في بلاد الرافدين:
يا بيخر
عندما فتحت الرسالة استغنيتُ عن ترجمة الحروف، وحاولتُ ترجمة هذه الرسالة بكل اللغات لأفتّش عن أثرٍ لدموع فلسطين، أو أسمع صرخةَ طفلٍ قادتهُ جروحُهُ إلى مستشفى فأسعفته نارُ الصواريخ، وجعلتْ منه جُرحاً في ضمير الإنسانية، ونداءً يهزُ كل وجدانٍ، وقضيةً لن تُنسى أبداً.
فلم أسمع، ولم أقرأ أي شيءٍ عن مدينةٍ احتضنتها الجيوشُ، وجسدٍ عربي خنقتهُ العبراتُ وسطَ سكوت أهله.
لم أقرأ في هذه الرسالة، ما يجري وسط النيران، وتحت الأنقاض، ولم أشعر بين أسطرها بذُعر الناس في (غـ ـزّة).
أتعلمُ يا هذا بأن المحامين العرب أول من انتفضوا لفلسـ ـ ـطيـ~ـن، ودافعوا عن قضيتهم التي لم ولن تنتهي.
أيعلمُ المحامون هناك بأن من واجب المحامين هنا أن يؤدّوا رسالتهم المقدسة بأمانةٍ وشرف؟ وأين الشرف في غَضِ النظرِ عمّا يراه جميعُ العالم إلا أنتم؟! وأين التقديسُ في مهنةٍ لا تُدافع عن آلام الناسِ وصرخاتهم؟!
لن أقرأ ما تكتبون، بل توضأتُ بعد أن أمسكتُ الورقةَ التي حَمَلَتْ كلماتَك.وأنا أردد عبارات الشهادة مع الطفل الفلسطيني الذي يُلقّن أخاه المصاب: أشهدُ أن لا إله إلا الله.