ألترا عراق ـ فريق التحرير
في خطوة جديدة، وسّعت الجبهة الالكترونية التي تعد العدو الأبرز للتيارات الإسلامية السياسية والمظاهر المتشددة في العراق، نشاطها تجاه "إسرائيل"، بوصفه كيانًا قائمًا على أساس ديني ـ عرقي، فضلًا عن احتلاله لأرض فلسطين.
نظّم ما يسمى بـ"جيش الأضحكني" في العراق هجمة ساخرة متفق عليها، ضد منشور نشره افيخاي ادرعي تحدث عن "جمال القدس بصفتها عاصمة إسرائيل"، والتي اسماها بـ"اورشليم"
وعقب جولات متكررة ومتصاعدة لهذه الجبهة المتمثلة بـ"جيش الأضحكني" ضد الشخصيات والمظاهر والنشاطات السياسية والاجتماعية التي تعد مُحرِّضة، أو عنصرية، أو داعمة للشخصيات والتيارات السياسية بالضد من الاستياء الشعبي تجاهها، شنّ جيش الأضحكني نشاطًا قد يكون الأول من نوعه خارج حدود القضايا المحلية.
اقرأ/ي أيضًا: "جيش الأضحكني" في العراق.. احتجاج ساخر ضد المحتوى الالكتروني "المحرض"
وحصد منشور في حساب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الناطق بالعربية، أفيخاي أدرعي، تفاعلًا غير مسبوق بعد أن نظّم "جيش الأضحكني" هجمة ساخرة متفق عليها، ضدّ المنشور الذي تحدث عن جمال القدس بصفتها "عاصمة إسرائيل"، والتي اسماها بـ"أورشليم".
المنشور حصد تفاعل أكثر من 22 ألف شخص، إلا أن أكثر من 17 ألفًا منهم، تفاعلوا مع المنشور بالوجه الضاحك، إشارة إلى السخرية من الكلام المرفق مع صور لإسرائيليين وهم يقفون في ثلوج القدس، فيما يظهر المسجد الأقصى واضحًا في الصور، والذي يعد ثاني أهم المقدسات لدى المسلمين بعد الكعبة في مدينة مكة.
ووفقًا لنشطاء، يمكن تفسير "المفارقة" التي حملها الحراك الساخر الأخير، بعدة نقاط مختلفة تجعل هذا النشاط ليس حركة عابرة، خصوصًا عند معرفة أن "جيش الأضحكني"، غير المحدود بعدد معين ولا يضمهم تنظيم ثابت، ليس لديهم الدوافع الدينية وراء هذا النشاط، فمعظم نشاطاتهم تتركز أساسًا ضد الخلافات والتعنصر القائم على أساس ديني أو طائفي، ولكن نشاطهم جاء ربما لحسابات تاريخية وعربية وإنسانية ومتماشية مع توجههم العام المضاد للنشاطات والتكتلات القائمة على أساس ديني وعنصري.
وينتمي لهذا الحراك الالكتروني، الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي انطلقت في العراق مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2019، وكتب عبيدة محمد، في منشور على صفحته، أن "الحرب القادمة هي حرب الالكترونيات واليوم جسّد شباب تشرين رقي ووعي كبير بعد أن كتب أفيخاي أدرعي منشورًا عن عاصمة فلسطين القدس، تصدى له أبناء العراق وأبناء تشرين بضربة موجعة"، خاتمًا منشوره بالقول "حيا الله أبناء تشرين وحيا الله جيش الأضحكني".
ومن النقاط الأخرى التي تفسّر سبب كون هذه الخطوة "غير اعتيادية"، هو أن جيش الأضحكني والمكوّن بمجمله من متظاهرين وناشطين ومناصرين لتظاهرات تشرين، يعدُّ الغريم الأبرز ضد الحركات والجهات الإسلامية السياسية في العراق، التي "تدّعي" العداء لإسرائيل وتربط وجودها ونشاطاتها المختلفة، بهدف واحد دائمًا وهو معاداة إسرائيل، والتي لم تتخذ أي خطوة فعلية واضحة تجاه اسرائيل، الأمر الذي طالما كان سببًا لسخرية "جيش الأضحكني" من هذه الجهات والتيارات في العراق، وهو ما عبر عنه علي عبد الزهرة بالقول، إن "جيش الأضحكني دخل القدس والمقاولة بعدهم"، وهي إشارة ساخرة إلى الجماعات العراقية التي تطلق على نفسها "مقاومة"، إذ يطلق عليهم نشطاء في العراق "مقاولة"، أي أن همومهم تتركز على حصد المشاريع الاقتصادية من خلال "المقاولات".
بالمقابل، جاءت هذه الخطوة وتسجيل الموقف من "جيش الأضحكني" ضد إسرائيل في الوقت الذي تتهم التيارات الإسلامية السياسية في العراق، خاصة المقربة من طهران، الطبقة الشبابية المكوّن منها هذا الجيش، والذين تكوّنت منهم تظاهرات تشرين أيضًا بأنهم "مدعومون من إسرائيل وإمريكا" وأنهم يخدمون هذه الأجندات "ضد الدين والبلاد"، بحسب ادعاءات واتهامات سابقة ومستمرة ضد أي حراك شعبي "ناقم" من سوء الأوضاع في البلاد، ويستهدف التيارات الإسلامية السياسية الحاكمة.
اقرأ/ي أيضًا: