الترا عراق - فريق التحرير
بعد ساعات من فشل البرلمان بعقد جلسة إقرار قانون الانتخابات، وقبل يوم واحد فقط من خطبة المرجعية الدينية، شهدت بغداد حادث قتل شاب وتعليق جثته على أحد الأعمدة، وسط العاصمة، وهو ما سارع متظاهرو التحرير إلى إدانته والتأكيد على سلمية "الثورة البيضاء"، وسط تحذيرات من محاولة أطراف سياسية وأخرى مسلحة استغلال الحادث لإنهاء الاحتجاجات.
قتل مجهولون شابًا مسلحًا بعد أن أطلق الرصاص في ساحة الوثبة وعلقوا جثته على عمود وسط بغداد
بدأت الحادثة حينما فتح مسلح مجهول النار على حشد من المتظاهرين في ساحة الوثبة، من منزل قرب مبنى أمانة بغداد، في العاشرة من صباح يوم الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر، وفق مقاطع مصورة اطلع عليها "الترا عراق"، ما دفع شبانًا وعناصر في القوات الأمنية إلى محاصرة منزله.
اقرأ/ي أيضًا: "يونامي" تتحدث عن اختطاف "الميليشيات" للنشطاء: منشورات "فيسبوك" تعرضك للخطر
وتضاربت المعلومات حول ما جرى بعد ذلك، حيث تقول مصادر أمنية لـ "الترا عراق"، إن قوة أمنية اقتحمت المنزل وقتلت المسلح، ثم سلمت جثته إلى الحشود التي تجمعت في محيط منزله، فيما ينفي ذلك الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، عبد الكريم خلف، مؤكدًا أن "القوات الأمنية لم تتدخل في الحادثة".
وأظهرت مقاطع مصورة، أشخاصًا يعلقون جثة الشاب على أحد أعمدة الإشارات المرورية في ساحة الوثبة، ما دفع المتظاهرين والناشطين إلى استنكار الحادثة ووصفها بـ "الجريمة"، مع إشارات إلى أن أطرافًا "تريد إنهاء الاحتجاجات" قد تكون مسؤولة عنها لتبرير اقتحام ساحات الاحتجاج بالتزامن مع محاولات الكتل السياسية "التملص" من إقرار قانون انتخابات وفق مطالب المحتجين.
وقال متظاهرو ساحة التحرير في بيان صدر عقب الحادثة مباشرة، إن "الاحتجاجات خرجت سلمية لأجل الإصلاح وحقن الدماء ووضع المجرمين بيد القضاء، وإعادة لكل شيء إلى وضعه الطبيعي، والعيش بسلام"، مؤكدين أن "الاحتجاجات رفعت شعار السلمية وراهنت عليها وستراهن عليها، وستستمر شعارًا دائمًا".
أدان متظاهرو بغداد الحادث وعدوه جريمة كما أكدوا سلمية الاحتجاجات والوقوف بوجه محاولات "تشويه الثورة البيضاء"
كما شدد المتظاهرون، على أن "ما حدث في ساحة الوثبة جريمة يدينها المتظاهرون وتدينها الإنسانية والأديان ويعاقب عليها القانون"، مشيرين إلى أن "أحد الاشخاص من سكنة منطقة ساحة الوثبة، قام وهو تحت تأثير المخدرات بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين وقتل عدد منهم، وفق شهود عيان، دون أي تدخل من القوات الأمنية، وما دفع البعض إلى مهاجمة منزله وحدث ما حدث، أمام رفض تام من قبل المتظاهرين السلميين لجميع الأفعال هذه".
قال المتظاهرون أيضًا: "نحن لا نحاسب، نحن نطالب المؤسسات المعنية (القوات الأمنية والقضاء) بمحاسبة السراق والمجرمين، ولا يمكن أن نسمح بتشوية صورة ثورتنا البيضاء، لذا نعلن براءتنا نحن المتظاهرين السلميين مما حدث اليوم صباحًا في ساحة الوثبة، ونعلن براءتنا أيضًا من أي سلوك خارج نطاق السلمية التي بدأنا بها وسنحافظ عليها إلى تحقيق آخر مطالبنا الحقة".
وأنعشت الحادثة الاتهامات التي توجهها أطراف سياسية وأخرى مسلحة حول وجود "مخربين ومندسين" في ساحات الاحتجاج، ومن بينهم قيس الخزعلي زعيم "ميليشيا" عصائب أهل الحق، والذي اتهم بدوره "ميليشيات قذرة" بالوقوف وراء الحادثة.
بدوره هدد حساب "صالح محمد العراقي" بسحب "القبعات الزرق" من ساحات التظاهر في بغداد، في حال عدم "كشف المسؤولين عن حادثة الوثبة خلال 48 ساعة".
قال قيس الخزعلي إن "ميليشيات قذرة" تقف وراء حادثة الوثبة فيما هدد "وزير الصدر" بسحب "القبعات الزرق"
ناشطون من جانبهم، أدانوا حادثة الوثبة، وحملوا أطرافًا مسلحة تحاول قمع الاحتجاجات المسؤولية عنها لـ "تبرير إنهاء التظاهرات"، كما رفضوا تصريحات العراقي، وأكدوا استمرار الاحتجاجات بسلمية.
اقرأ/ي أيضًا: قمع على طريقة صدام وخامنئي.. وول ستريت جورنال توثق انتهاكات السلطة
وقال ناشطون، إن "المتظاهرين حافظوا على سلمية احتجاجاتهم منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر، وواجهوا حملات العنف والرصاص وعمليات القتل والاعتقال والاختطاف بصدور عارية وأياد لا تحمل سوى العلم العراقي"، فيما عدوا أن "توقيت الحادثة بالتزامن مع الضغوط على البرلمان لتشريع قانون انتخابات عادل وقبل يوم واحد من خطاب المرجعية الدينية، يشي بأن أطرافًا مناهضة للاحتجاجات تقف خلفه".
اقرأ/ي أيضًا:
قيادة الحشد الشعبي "تغرق" بدماء ضحايا السنك.. هل اعترف "الطرف الثالث"؟
الفياض يصوب نحو "القبعات الزرق" بعد ليلة الملثمين.. ورد ناري من الصدر