أزاحت إحدى كنائس العاصمة العراقية، الستار عن تمثال للعلامة الأب أنستاس الكرملي، الذي يُعرف بـ"بحارس اللغة العربية"، وذلك في كنيسة اللاتين في بغداد.
وذكر مهتمون بالشأن الثقافي واللغوي أن التمثال عُرض في حضور عراقي - فرنسي، قرب كنيسة السيدة العذراء الواقعة في منطقة الشورجة وسط العاصمة العراقية.
وكانت الكنيسة هذه وسط بغداد مقرًا للكرملي، حتى وفاته منتصف القرن الماضي، وجرى دفنه في الكنيسة ذاتها، التي أقيم داخلها التمثال.
وقرب الكنيسة، يقع دير الآباء الكرمليين الذي كان مجلسًا للأب أنستاس يتردد عليه علماء اللغة العربية فضلًا عن أعيان البلد.
وتعود فكرة إنشاء تمثال لأنستاس الكرملي إلى العام 2012، حيث أعلنت وزارة الثقافة اختيار 19 شخصية لعمل تماثيل لها في بغداد، من بينهم الأب أنستاس الكرملي، وكانت قد أحيلت إلى نحاتين، بحسب تصريح آنذاك.
وبحسب معلقين في مواقع التواصل الاجتماعي، فأن المنزل الذي عاش فيه الأب الكرملي، خلف الكنيسة، تعرض للانهيار، بفعل المياه الجوفية.
من هو الأب الكرملي؟
بطرس جبرائيل يوسف عواد، وهو الأسم الحقيقي لأنستاس الكرملي، رجل دين مسيحي ولغوي عربي، ولد في آب/أغسطس 1866، وتوفي في كانون الثاني/يناير 1947.
وولد الكرملي من أب لبناني قَدِم إلى بغداد في منتصف القرن التاسع عشر، ليتزوج من فتاة عراقية بغداد تدعى مريم، كانت هي والدة الكرملي
ونشأ الأب أنستاس في العاصمة العراقية وتلقى تعليمه فيها، وتحديدًا في مدرسة الآباء الكرمليين التي درّس فيها لاحقًا، قبل أن يغادر بغداد إلى بيروت ليعمل مدرسًا في كلية الآباء اليسوعيين، وقد تعلم أيضًا اللغات اللاتينية واليونانية والفرنسية فضلًا عن العربية، وقد عاد إلى العراق حتى وفاته.
وعُرف عن الكرملي تمسكه باللغة العربية ودعواته لعدم التساهل مع الخروج عن اللغة، وضرورة التصحيح اللغوي والحفاظ على لغة العرب.
وكتب الكرملي عددًا من الكتب لم يُنشر إلا القليل منها، مثل: أغلاط اللغويين الأقدمين، نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها، النقود العربية،وغيرها.