ألترا عراق - فريق التحرير
أفادت تقارير دولية عن توجه مئات المقاتلين العراقيين للمشاركة في المعركة والقتال في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية.
المتطوعون هم مقاتلون في فصائل عراقية تابعة للحشد الشعبي سينضمون لقوات لجمهوريتي دونتسيك ولوغانسك الانفصاليتين
ونقلت "مونت كارلو الدولية" في بغداد عن "تقارير أمنية أوردت معلومات مفادها أنه تم تجهيز نحو 600 متطوع عراقي للتوجه إلى القتال في أوكرانيا مع القوات الروسية".
اقرأ/ي أيضًا: صورة الرئيس الروسي بوتين تحتل مكان قرداحي وسط العاصمة بغداد
وأضافت الإذاعة الفرنسية أن ما "جاء في التقارير التي لم تنشر رسميًا أن هؤلاء المقاتلين توجهوا إلى الأراضي السورية ومنها إلى أوكرانيا".
وأشارت إلى أن "المتطوعين هم مقاتلون في فصائل عراقية تابعة للحشد الشعبي وأن المقاتلين العراقيين سينضمون لقوات لجمهوريتي دونتسيك ولوغانسك الانفصاليتين".
ولفتت إلى أن "توجه متطوعين عراقيين إلى أوكرانيا يظهر مساعي بعض القوى العراقية الرئيسية للانضمام إلى المحور الروسي في المنطقة مما يشكل مشكلة سياسية كبيرة للحكومة العراقية التي تحاول أن تعيد بناء علاقات متينة مع المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة".
مواقف "المحور"
في مطلع شهر آذار/مارس الحالي، رفعت جهات مجهولة صورًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسط العاصمة بغداد، مع عبارة بالإنجليزية (We duppotr russia) "نحن ندعم روسيا".
ادعى فصيل مسلح دخول عناصر من استخبارات الناتو إلى العراق في التاسع من الشهر الثالث بهدف تجنيد شباب مرتزقة لاستخدامهم في حرب عصابات أوكرانيا
وكتب في أسفل الصورة الرئيس الروسي وسمًا بعنوان #أصدقاء_الرئيس.
وأفاد مراسل "ألترا عراق" بأن الصورة رُفعت بالقرب من بناية البنك المركزي العراقي الجديدة في منطقة الجادرية، وهي بالقرب من مقر تابع لمنظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، الجناح السياسي للعديد من الفصائل المسلحة المقربة من إيران.
اقرأ/ي أيضًا: العنصرية الغربية.. بين الديمقراطيين وأصدقاء الرئيس
وكان الأمين العام لكتائب حزب الله أبو حسين الحميداوي قد أصدر بيانًا عقب اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية تحدث فيه عن "مصلحة الأمة ومحور المقاومة أن يخسر الغرب هذه الحرب أمام الجيش الروسي الغازي وحلفائه، وهذا ما يحتاج إلى معجزة لتحقيق ذلك، وبالأخص بعد استنصار الغرب وما وجهوه من ضربات اقتصادية وأمنية، وما وفروه من إمكانات لإغراق روسيا في وحل أوكرانيا".
وأضاف: "وبحسب قواعد الحرب الثورية فإنه كلما تقدم الجيش الروسي كلما أُغرِق في حرب شوارع ستكلفه الكثير، لا سيما ماء وجهه الذي قد يراق على أسوار كييف".
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقته على إرسال مقاتلين من الشرق الأوسط للقتال في أوكرانيا
وبالتزامن مع تقرير مونت كارلو، نقلت مواقع صحفية مقرّبة من الفصائل المسلحة بيانًا منسوبًا لفصيل يدعى "أصحاب الكهف" لطالما تبنى عمليات ضد أرتال الدعم اللوجستي التابعة للتحالف الدولي، ذكر فيه "تأكيدات على دخول عناصر من استخبارات الناتو ومن الجنسيات التالية مجرية ليتوانيا إيطاليا ألمانيا بريطانيا إلى العراق في التاسع من الشهر الثالث بهدف تجنيد شباب مرتزقة لاستخدامهم في حرب عصابات أوكرانيا".
وأضاف البيان الصادر يوم 11 آذار/مارس 2022 أن هؤلاء المجندين "تجري أنشطتهم في قاعدتي عين الأسد والتنف ومن هذه القاعدتين يقوم العدو بتجنيد المرتزقة من سوريا وليبيا وتركيا وتونس والسودان ومصر ومستشارين أردنيين واسرائيليين متخصصين بحرب الشوارع وعراقيين ومن المناطق ذات الاغلبية السنية تحديدًا ويكون تجنيد المرتزقة عن طريق التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا بحجة الثأر من الروس لموقفهم الداعم للنظام في سوريا او بحجة الدفاع عن أوكرانيا".
لماذا التجنيد؟
وفي اليوم ذاته، أعلن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، أنه سيتم "السماح للمتطوعين الراغبين في القتال بالذهاب إلى أوكرانيا"، وقال "إنه وافق على إرسال مقاتلين من الشرق الأوسط للقتال في أوكرانيا".
وأعلن الكرملين أنه سيُسمح للمقاتلين من سوريا ودول الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.
بدوره، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو؛ إن 16 ألف متطوع مستعدون للقتال في دونباس بأوكرانيا.
تحتاج روسيا إلى المرتزقة لتحقيق أهداف معينة ومنتخبة، مثلما حدث عندما تم زج مجموعة من العراقيين في معركة دموية ضد الدواعش لم يسلم منها سوى عدد قليل في المناطق القريبة من قاعدة حميحم الجوية
في هذا الصدد، يقول الكاتب العراقي شاكر الناصري: "لا جديد في الحديث عن تجنيد روسيا للمرتزقة وزجهم في الحرب في أوكرانيا. إذ سبق لروسيا وأن جندت آلاف المرتزقة للقتال لصالح قواتها في سوريا، وقد عانت الكثير من العوائل العراقية، ومن دول أخرى، من هذا الأمر بعد أن تم إغراء الشبان المعطلين عن العمل للتطوع والقتال في سوريا ضد داعش والفصائل السورية التي كانت تقاتل نظام الأسد، تحت شعار حماية المذهب والدفاع عن مرقد السيدة زينب".
ويضيف: "شكلت روسيا عدة مجاميع من المرتزقة، مرتزقة غارنر وهي مجموعة روسية خالصة تمامًا، وتنفذ عدة مهام لصالح روسيا، في سوريا وليبيا وأفريقيا، ومجموعة (صائدو داعش) وهي مجموعة مشكلة من الروس والسوريين. ومن المؤكد أن نقل هذه المجاميع إلى أوكرانيا سيتم بسهولة".
ويتابع: "على الرغم من القوة العسكرية الفائقة والكبيرة التي تمتلكها روسيا لكنها لم تتمكن من تحقيق إنجازات كبيرة على الأرض وإنهاء عملياتها المقررة بفرض السيطرة على كامل الاراضي الأوكرانية. كل العمليات التي تحدث وتحققت فيها سيطرة روسية على الارض كانت في المناطق الساحلية. قوة المقاومة الأوكرانية التي تلقت الدعم اللوجستي السريع من أمريكا وأوربا، خصوصًا الصواريخ المضادة للطائرات والدروع تمكنت من عرقلة تقدم القوات الروسية داخل المدن".
ويؤكد الناصري في منشور على صفحته في فيسبوك، "لذلك تحتاج روسيا إلى المرتزقة لتحقيق أهداف معينة ومنتخبة، تقلل من الضغط على القوات الروسية، تمامًا، مثلما حدث عندما تم زج مجموعة من العراقيين الذين تم تجنيدهم كمرتزقة تحت راية طائفية، في معركة دموية ضد الدواعش لم يسلم منها من العراقيين سوى عدد قليل، أقل من أصابع اليد الواحدة. وكان الهدف هو إبعاد الدواعش عن المناطق القريبة من قاعدة حميحم الجوية".
الصحفي العراقي المقيم في موسكو حيدر الدعمي تحدث في منشور على فيسبوك عن اتصال من صديق له "يريد الانضمام الى المتطوعين في إقليم الدومباس (جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك) في أوكرانيا الى جنب الجيش الروسي"، مضيفًا: "كان حديثه عن شخص يائس من الحياة يريد الموت أو الذهاب إلى حياة أخرى".
اقرأ/ي أيضًا: