يعد ملف تراخيص الأندية في العراق من الملفات الشائكة الحالية مع اختلاف الآراء حوله، بين مشككٍ بإمكانية تطبيقه بشكل عام، ومؤكدٍ لتطبيقه ما يعني حرمان بعض الأندية العراقية من المشاركة في المسابقات المحلية والقارية.
اقترب موعد الإغلاق الأول لتراخيص الأندية من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم
وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم، أكد في وقت سابق أن منح تراخيص الأندية في العراق ينتهي في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
وبرز ملف التراخيص في الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم مرة أخرى مع نهاية مسابقة الدوري الموسم الماضي، تمهيدًا لتطبيق دوري المحترفين، والذي يجب أن يضم أندية حاصلة على التراخيص بشكل كامل.
شهر واحد وناديان مرخصان!
لم يتبقَ على الموعد النهائي لإغلاق ملف التراخيص سوى شهر واحد، حيث أعلن اتحاد الكرة عبر ناطقه أحمد الموسوي في مؤتمر صحفي حضره "ألترا عراق"، أن "الإغلاق الأول لملف التراخيص من قبل الاتحاد الآسيوي في الخامس عشر من شهر آب الحالي".
وأشار إلى أن "موعد الإغلاق النهائي لملف التراخيص سيكون في الخامس عشر من شهر أيلول المقبل، حيث لم يستوفِ سوى ناديا الزوراء وكربلاء ضوابط التراخيص إلى الآن".
استوفى ناديا الزوراء وكربلاء فقط شروط التراخيص من بين الأندية العراقية
الحصول على "الترخيص" لا يقتصر على إنشاء أو ديمومة البنى التحتية الخاصة بالنادي فقط، بل هناك ما يشمل اللاعبين وحقوقهم وأيضًا قضايا قانونية وإدارية، إذ أكد الموسوي أن "الزوراء وكربلاء سينتظران قرارًا من لجنة شؤون اللاعبين من أجل التعرف على ما يخص الناديين وإذا لم تكن لديهما أية متعلقات في اللجنة سيتم منحهما إجازة الترخيص".
ويقصد بلجنة شؤون اللاعبين، لجنة داخلية في اتحاد الكرة العراقي، وظيفتها حسم المشاكل بين إدارات الأندية واللاعبين فيما يخص الجانب المالي لا سيما مع عدم تسديد الكثير من الإدارات ما بذمتها من مستحقات للاعبين محليين ومدربين.
لامشاركة لمن لا يطبق التراخيص
في السنوات القليلة الماضية، وقبل بدء منافسات دوري الكرة يتم الحديث عن ملف "التراخيص" وعدم مشاركة الأندية التي لا تستوفي الشروط، ولكن دون تطبيق ذلك، ما جعل الكثيرين يعتقدون أن هذا الموسم سيكون شبيهًا بالمواسم الماضية ولن يتم تطبيق موضوعة التراخيص بشكل كامل، فضلًا عن طرح "الاستثناءات" لبعض الأندية، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم لجنة التراخيص بلال زكي، والذي أكد أن "الموسم المقبل سيكون مختلفًا فيما يخص التراخيص".
بلال زكي لفت في حديث لـ"ألترا عراق"، إلى أن "الاتحاد الآسيوي أرغم الاتحاد العراقي على تطبيق نظام التراخيص في الموسم المقبل، بينما في المواسم الماضية كان الاتحاد الآسيوي يطالب ولم تكن هناك صيغة أمر، فيتم تأجيل الموضوع لأسباب تتعلق بعدم جاهزية أنديتنا".
يؤكد الاتحاد على تطبيق نظام تراخيص الأندية في العراق دون استثناءات
وعن الآلية المتبعة من الاتحاد العراقي حيال هذا الملف، يذكر زكي أن "الموسم الحالي إجباري في تطبيق التراخيص، وأن هناك نظام تم إرساله إلى الآندية وأن غالبيتها بدأت العمل لكن لغاية الآن النسبة ليست كبيرة من المتممين للملف، باستثناء ناديي الزوراء وكربلاء وهما بانتظار قرار لجنة شؤون اللاعبين".
وبحسب زكي فأن "بعض الأندية قريبة جدًا من الحصول على الرخصة الآسيوية، بانتظار إكمالها لبعض الأمور البسيطة، ومن أبرز هذه الأندية هي الشرطة، الحدود، الكهرباء، نفط الوسط ونفط البصرة".
ثلاثة أبطال خارج الدوري
يتساءل الإعلام الرياضي والجمهور حول مصير من لا يطبق التراخيص الآسيوية، وعن ذلك يقول المتحدث باسم لجنة التراخيص بلال زكي، إن "أي نادٍ لا يستوفي الشروط لن يتمكن من المشاركة في دوري التراخيص للموسم المقبل وهذا أمر قطعي لا نقاش فيه".
وفي حال طبق هذا النظام، فأن أندية كبيرة لن تشارك في الدوري، ويؤكد زكي لـ"ألترا عراق"، وجود "أندية بعيدة عن استيفاء الشروط، مثل القوة الجوية والطلبة وأربيل".
ستكون أندية القوة الجوية والطلبة وأربيل خارج الدوري العراقي لكرة القدم إذا استمر الوضع على ما هو عليه
ومع عدم تبقي مهلة طويلة فأن الدوري العراقي لكرة القدم قد يشهد غياب ثلاثة أندية سبق وأن حققت لقب الدوري، وبينهم ناديان من أقطاب الأندية الجماهيرية الأربعة.
الزوراء أول المستجيبين
يعد نادي الزوراء من أوائل الأندية التي طبقت نظام التراخيص، على اعتبار أن "التراخيص مهمة جدًا لكل الأندية، وفيها تطوير للكرة العراقية بشكل عام"، ما جعل نادي الزوراء يكمل الملف "منذ البداية"، بحسب عضو إدارة النادي والمتحدث الرسمي باسمه عبد الرحمن رشيد.
وعن فوائد التراخيص، يقول رشيد في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "هذا الملف فيه أمور إيجابية كثيرة فالفئات العمرية إجبارية في نظام التراخيص وهناك عقود لهم، فلا يوجد أمر مجاني بعد الآن، حيث سيحصلون على الأموال وهناك مراقبة لهم آسيوية ومحلية، وهذا الأمر سينعكس على اللاعب ويزداد وعيه في كيفية تعيين وكيل أعمال له لإدارة شؤونه المالية والرياضية".
وعمّا لمسه رشيد في ملف التراخيص من خلال عمله على الملف، أشار إلى "أمور إجبارية يجب تطبيقها تخص الجوانب المالية، الإدارية، القانونية، الرياضية، والبنى التحتية التي وضعها الاتحاد الآسيوي في الصف الأول، وأن أي خلل في أحد هذه الجوانب فسيتم منعك من المشاركة في البطولات".
التاجي قد يرخّص مجددًا
ومن المرجح أن أكثر ما يعرقل موضوعة التراخيص هي القضايا المالية الشائكة بين الإدارات واللاعبين، وكذلك الملاعب، لكن رشيد يضع الكرة في خانة الاتحاد المحلي، ويذكر أن "الملعب المحلي وترخيصه شأن محلي، فبالإمكان أن يعتبر اتحاد الكرة ملعب التاجي مرخصًا لأن الاتحاد الآسيوي يعطي قرار الترخيص للملاعب التي تقام عليها المسابقات القارية مثل ملعب البصرة وكربلاء، بينما ملعب الشعب على سبيل المثال لا يمتلك كل الشروط التي تمنح الرخصة لإقامة مباراة آسيوية رسمية عليه".
بإمكان النادي الذي لا يحصل على الترخيص الآسيوي المشاركة في المسابقة المحلية فحسب
ويفصل المتحدث باسم نادي الزوراء في التراخيص الآسيوية والمحلية، فعدم تطبيق التراخيص الآسيوية يعني عدم مشاركة النادي في المسابقات القارينة فقط، لكنه يشارك في المنافسات المحلية.
لكن المشاركة المحلية ليست مضمومة، فهناك "فقرات إنْ لم تتواجد في ملف النادي فلا مشاركة له من الأساس في أي استحقاق، وهي تخص الجوانب المالية والإدارية والقانونية الرياضية"، بسحب رشيد.
وفي الصف الثاني للشروط الموضوعة على الأندية، سيتعرض الأندية لغرامة مالية محلية، في حال عدم تطبيقها، وبحسب المتحدث باسم نادي الزوراء، فأن "غرامة بخمسين مليون دينار ستكون على النادي الذي لا يطبق بعض النقاط من المستوى الثاني، مع وضع رزنامة له بغية إتمامها بموعد محدد وخلاف ذلك ربما يتم اللجوء إلى مضاعفة الغرامة وخصم النقاط".