تعاني منتخبات كرة القدم في العراق من تراجع مستمر، على صعيد المنتخب الأول، وقبل ذلك بالنسبة للمنتخبات العمرية، وكانت بطولة كأس العرب إحدى مظاهر التراجع.
خرج منتخب شباب العراق من باب الضيق في بطولة كأس العرب التي أقيمت في السعودية
ومن المعروف، أن بناء المنتخبات وتحضير اللاعبين يبدأ من الفئات العمرية، ومن ثم يتطور أداء اللاعب تدريجيًا حتى يصل إلى مرحلة الجاهزية العليا مع المنتخب الأول، الأمر المعتاد في البلدان المتقدمة كرويًا وحتى الدول القريبة من العراق مثل قطر والسعودية، وهذا بدا واضحًا من خلال تطور كرهتهما ومنافستهما في أغلب البطولات.
بالمقابل، تواصل كرة القدم العراقية ا
لنتائج السلبية والفشل المستمر في منتخبات الفئات العمرية وأيضًا الفريق الأول، وقد وُصف خروج منتخب الشباب العراق الأخير من بطولة كأس العرب بـ"الانتكاسة".الخسارة أمام منتخب مثل موريتانيا ثم الخسارة برباعية أمام السعودية اعتبرها مراقبون في الشارع الرياضي جرس إنذار في ما يخص بناء "منتخب المستقبل"، وما يتطلبه ذلك من ضرورة إيجاد حلول، وإن كانت بطولة آسيا بانتظار منتخب الشباب بعد شهرين تقريبًا.
النتائج التي حققها منتخب الشباب بقيادة المدرب (عماد محمد)، ولّدت أكثر من علامة استفهام حول جدوى استمراره مع الفريق، وإذا ما كان المدرب المحلي قادر على قيادة منتخبات كرة القدم في العراق، مقارنة بما يحصل من تطور في منتخبات آسيوية وعربية.
وبالرغم من هذه النتائج إلا أن اتحاد الكرة العراقي في اجتماعه حول المنتخبات الوطنية لم يتطرق إلى إبعاد (عماد محمد) واكتفى بإقالة مدرب المنتخب الأولمبي وكادره، وتسمية راضي شنيشل بدلًا عنه، كما جاء أحمد كاظم مدربًا لمنتخب الناشئين خلفًا لحسن كمال.
"أداء مخيب وحساب قوي"
وبالقراءة الخاصة لمباراة العراق والسعودية، يرى المدرب الكروي نبيل زكي، والذي كان محللًا فنيًا للمباراة في إحدى القنوات الفضائية، أن "المباراة كانت صعبة بكل تأكيد لكن ما حدث لم يكن مقنعًا تمامًا"، مبينًا أن "المنتخب العراقي كان فريقًا متعبًا ومفككًا لا يملك حتى قدرة البناء على هجمة طيلة شوطي المباراة، وكان هناك تفاؤل بأن المباراة الثانية مختلفة عن المباراة الأولى ولكن حصل العكس".
قال مراقبون إن هناك حسابًا قويًا سيكون مع كادر المنتخب التدريبي
وعن تفوق السعوديين، يشير نبيل زكي إلى جملة أسباب تخص تطور المنتخبات السعودية اللافت، واهتمامهم بالرياضة، وبالجانب الفني، ويقول لـ"ألترا عراق" إن "الكادر التدريبي للسعودية قرأ المباراة وكان الأفضل حيث بالفعل كانت هناك قراءة لمباراتنا الأولى أمام موريتانيا تشخيص لنقاط ضعفنا وهو ما جعلهم متفوقين".
وتنتظر منتخب شباب العراق بطولة كأس آسيا ما يتطلب حلولًا عاجلة، في وقت يلفت زكي إلى أن "الأيام المقبلة ستشهد جلسة مصارحة بين اتحاد الكرة والكادر التدريبي الخاص بمنتخب الشباب ولن تمر النتائج السيئة مرور الكرام وسيكون هناك حساب قوي مع الكادر التدريبي واللاعبين لأنهم لم يظهروا بحقيقة وواقع الكرة العراقية وكانوا بعيدين عما يريده الجمهور العراقي من أداء مفترض من قبلهم ما ولد خيبة أمل لكل الوسط الرياضي العراقي مع هذا المنتخب رغم أن الكادر التدريبي معه لأكثر من سنتين ولكن دون وجود بصمات واضحة من قبلها ولم نشاهد فلسفة تدريبية خاصة بمنتخبنا".
وعن الحلول السريعة التي يجب اتباعها لا سيما قبل بطولة كأس آسيا، يقترح المدرب نبيل زكي أن "يتم اعتبار بطولة العرب مفيدة لأن الخسائر تعلم وهذا يجعل الكادر التدريبي في أن يستعد لبطولة آسيا بشكل أفضل مما ظهر عليه منتخبنا في بطولة العرب، إضافة إلى دعوة بعض اللاعبين المظلومين في الدوري العراقي والذين بامكانهم المشاركة مع منتخب الشباب، فضلًا عن إبعاد لاعبين غير مؤهلين لذلك وأن تكون الدراسة والحديث عن قضية المنتخب بعيدًا عن الشخصنة".
اتهامات للمنافسين "بالتزوير"
بالعودة إلى بطولة كأس العرب التي أُقيمت في السعودية، أثيرت شبهات "تزوير" لدى بعض المنتخبات وهو ما ألمح إليه المنسق العام لاتحاد كرة القدم العراقي في السعودية محمد إبراهيم، الذي قال في حديثه لـ"ألترا عراق" إن "المنتخب الموريتاني لم تكن أجسام لاعبيه طبيعية لكن البعض يقول إن هذه الأجسام هي طبيعية بالنسبة لهم ولا يمكن البت بقضية تزوير الأعمار من عدمها".
شبهات بتزوير أعمار اللاعبين طالت المنتخب الموريتاني بسبب أجسام اللاعبين
وبالإضافة إلى المنسق العراقي، أشار مدرب منتخب شباب العراق عماد محمد إلى الموضوع لترد عليه إدارة المنتخب الموريتاني بالقول إن أعمار فريقها الكروي صحيحة، و"المدرب العراقي ذهب نحو هذا الموضوع للتغطية على خسارته في المباراة".
والشكوك لم تكن فقط حول منتخب موريتانيا، إذ المنسق العام لاتحاد كرة القدم العراقي في السعودية محمد إبراهيم، بأن "مستوى البطولة فيه ستة منتخبات كانوا ملفتين، ومنهم منتخب اليمن الذي كان مفاجأة البطولة، وهناك حديث أيضًا عن أن أعمارهم ليست حقيقية أيضًا، وهذه الفكرة من الأجسام الخاصة باللاعبين".
وبعيدًا عن الشكوك حول التزوير، وقريبًا مما يتحاجه منتخبش شباب العراق، يقترح إبراهيم الابقاء على الكادر الفني لقرب البطولة المقبلة (آسيا) التي ستقام بعد شهرين، ويؤكد أن "حل المنتخب بشكل كامل وجلب كادر تدريبي جديد أمر خاطئ وسيولد متاعب".
كما يقترح إبراهيم "إقامة 4 إلى 5 مباريات ودية استعدادية وأيضًا إبعاد بعض اللاعبين الذين ثبت عدم قدرتهم على تمثيل المنتخب والاستعانة بآخرين"، مبينًا أن "المدرب عماد محمد يعلم بهذا الأمر وسيطبقه في القريب العاجل".
الأعمار صحيحة.. ولكن
في الكثير من الأحيان يتم طرح مواضيع في وسائل الإعلام عن محاربة التزوير والمشاركة بأعمار صحيحة في منتخبات الفئات العمرية الحالية، ولطالما جرى اتهام المنتخبات العراقية السنية بتزوير أعمار اللاعبين.
يحذر رياضيون من انتكاسة جديدة لمنتخب شباب العراق في كأس آسيا المقبل
وعن محاربة التزوير في هذه المنتخبات، كانت هناك إشادة واضحة من كثيرين، ومنهم الصحفي عبد الحافظ القيسي الذي يقول لـ"ألترا عراق"، إن "الحديث عن انتكاسة منتخب الشباب في بطولة العرب يكون بسؤال صريح، في الفئات العمرية المطلوب بناء وأعمار صحيحة فلماذا نقسو على عماد محمد ؟ولكن الصراحة أن الأعمار الصحيحة شرط وليست فضلًا وأن الفئات العمرية هي نواة المنتخب الوطني".
وينتقد القيسي الأداء الذي ظهر عليه منتخب الشباب ويبدي تشاؤمًا من أداء منتخب شباب العراق، بسبب "العشوائية في الأداء وسوء تنظيم رغم الاستقرار على الكادر التدريبي لفترة طويلة حيث لم يقدم المنتخب ما يجعلنا نصبر وننتظر ونستبشر"، ويضيف: "لا بشائر كرة صحيحة حديثة. لم نرى تنظيمًا دفاعيًا يبعث الأمل، مجرد عناصر تائهة خسرت مباراتين دون أن تقدم شيئًا يذكر".
وعن سؤال ما سيفعله منتخب شباب العراق في بطولة آسيا، يقول القيسي: "بهذه الوضعية المشاركة في أمم آسيا قد تكون انتكاسة أرى، فالتدارك صعب لكنه ليس من المستحيل، نحن بحاجة لمواهب المهجر، ومدرب يحتويهم ويفهم أنهم يلعبون كرة قدم ناضجة وهادئة بعيدًا عن ضوضاء الروحية الذي هو عامل مكمل وليس أساس البناء".