بين فترة وأخرى تصدر شكاوى من مواطنين بخصوص تأخير رحلات شركة "فلاي بغداد"، فضلًا عن معرقلات أخرى يواجهونها عند السفر، وآخرها الغضب الذي شوهد فيه نجم برنامج "ولاية بطيخ"، أثير كشكول، وهو يفقد أعصابه في مطار بغداد بعد مشاكل في رحلة للشركة.
ورغم التفاعل الواسع الذي أحدثه التأخر، لكنّ المتحدث باسم سلطة الطيران المدني، جهاد الديوان، اعتبر ما حصل من تعطل لطائرة "فلاي بغداد" أمر اعتيادي يحصل في كل مطارات العالم.
وبالوقت نفسه أقر الديوان بـ"مشاكل شركة فلاي بغداد"، كاشفًا عن "تشكيل لجنة تحقيقة بتكرار هذه الأعطال ومشاكل الخدمات".
قال المتحدث باسم سلطة الطيران المدني إنّ شركات الطيران لا تكترث للعقوبات المالية العالية لأنها تابعة لـ"زناگيل"
ويقول الديوان لـ"ألترا عراق"، إنّ "شركة فلاي بغداد من الشركات العراقية وتعتبر من النواقل الوطنية التي تعمل تحت أنظار ورقابة سلطة الطيران المدني"، مبينًا أنّ "السلطة تقوم باستمرار بفرض غرامات مالية على الشركات المتلكئة بخدماتها وبمثل الحالة المتداولة اليوم بالفيديو لتعطل الطائرة".
وبحسب الديوان، فإنّ "الغرامات تكون من 20 إلى 25 مليون وربما أكثر ولدينا وصولات عن كل غرامة ثبتت على شركة فلاي بغداد أو غيرها من الشركات في أوقات سابقة"، لافتًا إلى "مبالغ الغرامات التي تدخل خزينة الدولة سنويًا تقدر بالمليارات".
وحول تكرار مشاكل الشركات رغم الغرامات، قال الديوان إنّها "شركات تابعة لزناگيل ولا يهمها هكذا مبالغ"، فيما لفت إلى أنّ "العقوبة الأقسى ربما تكون إيقاف عمل الشركة المخالفة لشروط الخدمات ومعايير الجودة، مستدركًا: "لكن لا يتم فرض هكذا عقوبات بالعادة".
وفي الأثناء، قال المتحدث باسم وزارة النقل، ميثم عبد الصافي، إنّ "الفيديو المتداول لشكوى بخصوص مشكلة تعطل طائرة فلاي بغداد خارج عن سيطرة وزارة النقل وهو يتعلق بسلطة الطيران المدني".
ويقول الصافي لـ"ألترا عراق"، إنّ "شركة الخطوط الجوية العراقية هي الناقل الوطني الأول ومسؤوليتنا هي مراقبته وتقويمه، والعمل على تكرار أي مشكلة تحدث في خدماته أو طائراته".
ولفت المتحدث باسم وزارة النقل، إلى أنّ "الخطوط الجوية أصبح لديها 11 طائرة حديثة دخلت في أسطولها الجوي وبمواصفات عالمية، حيث تقدم خدمات الآن تليق بمكانة العراق بين النواقل العالمية".
وفي الأثناء، كشف عضو لجنة النقل والاتصالات النيابية، غسان العيداني، عن وجود 3 نقاط أساسية خارج سيطرة الخطوط الجوية العراقية، فيما أشار إلى وجود مراقبة وعقوبات بحق شركات النواقل الوطنية الأخرى نتيجة زيارات ميدانية مستمرة.
وقال العيداني لـ"ألترا عراق"، إنّ "لجنة النقل تراقب وبشكل دوري مشاكل خطوط الطيران الوطنية وخدماتها في مختلف المطارات، كما تعمل على استضافة المسؤولين المعنيين عن هذا القطاع الحيوي لمعالجة المشاكل".
وكشف عن أن آخر زيارة الأسبوع الماضي، أجرتها اللجنة كانت إلى الخطوط الجوية العراقية لمناقشة العديد من المواضيع، وكان من ضمنها موضوع تكرار سوء الخدمات المقدمة داخل طائرات الشركة وخارجها مثل عدم التزام بالمواعيد الرحلات وتأخرها.
رأى مختصون أن اكتفاء سلطة الطيران بفرض الغرامات على فلاي بغداد وغيرها من الشركات نتيجة أعطالها ومشاكلها لا يعتبر كافيًا
وتابع عضو لجنة النقل أنّ "مدير الشركة برر كثرة المشاكل بوجود 3 نقاط أساسية خارجة عن إرادتهم وتتمثل بـ:
- سوء الأحوال الجوية
- الأعطال المفاجئة في الطائرات
- مشاكل الدعم اللوجستي المقدم في المطارات
وبيّن أنّ "شركة الخطوط وعدت بتحسين خدماتها تباعًا خلال الأيام المقبلة"، مؤكدا أنه "ستكون هناك زيارات لشركات فلاي بغداد وغيرها للاطلاع على مجريات العمل فيها وتقديم الملاحظات".
وفي الأثناء، قال المختص في قطاع الطيران، فارس الجواري، إنّ تفويج الشركات للركاب خلال إصلاح عطل الطائرة يعتبر خطأ كبيرًا، مما يتسبب بضجة، كما حصل مع شركة "فلاي بغداد" مؤخرًا.
ويضرب الجواري مثلًا بما حدث، ويقول لـ"ألترا عراق"، إنّ "الخلل الذي حدث في رحلة فلاي بغداد تتحمله الجهة المسؤولة عن تفويج المسافرين"، معتبرًا أنّ "هذه الشركة لديها جهد تسويقي كبير جدًا يفوق إمكانيتها البسيطة التي تقتصر على امتلاكها 11 طائرة فقط".
وأضاف الجواري أنّ "فلاي بغداد لديها وجهات طيران كثيرة وتسويقها يوحي لامتلاكها أكثر من 25 طائرة وليس 11 كما هو على الواقع، ولديها كل هذه المشاكل حيث عندما تتعطل إحدى طائراتها في مطار معين لا يوجد بديل يذهب لها، ليكمل الرحلة كما تعمل الشركات عالمية الرصينة"، مشيرًا إلى أنّ "شركات الطيران يجب معرفتها بأن الأمر لا يقتصر على جني الأموال فقط، بل يجب تقديم خدمة تليق بالمسافر بأدق التفاصيل".
ويستغرب الجواري من "عدم وجود شركة رصينة ومختصة لتقديم الخدمات الأرضية في مطار بغداد ولشركة الخطوط الجوية العراقية، حيث تتكرر مشاكل الحقائب وهي مرتبطة بثلاث جهات تقوم بهذه المهمة، وهي عمال المناولة الأرضية، وجهة المنافذ الحدودية المختصة بالتفتيش، والـ K9 أو الكلاب البوليسية المختصة بالبحث عن المخدرات والممنوعات"، مضيفًا أنّ "الخدمات الأرضية يجب تقديمها من شركات مختصة تقدم الخدمة للمسافر من لحظة دخوله المطار مرورًا بجميع محطاته ولغاية مغادرته".
وأشار إلى أنّ "المنافسة حق مكفول للشركات بهكذا عقود لتقديم الخدمات وكما يحصل من قبل شركة داناتا في مطار أربيل، وشركة أزمز بمطار السليمانية، وشركة ناس في صالة بابل بمطار بغداد، بينما هناك قسم معني يقدم الخدمات الأرضية لمسافري شركة الخطوط الجوية"، لافتًا الى "تضرر الخدمات الارضية للخطوط الجوية خلال الفترة الماضية سببه مشاكل انسحاب شركة مينزس البريطانية ومعداتها وتوقف تدريبها للكوادر".
رأى مختصون أنّ هناك تضحية بسمعة القطاع العراقي ونواقله
وعدّ الجواري "اكتفاء سلطة الطيران بفرض الغرامات على فلاي بغداد وغيرها من الشركات نتيجة أعطالها ومشاكلها لا يعتبر كافيًا، لأنّ ذلك "يمثل تضحية بسمعة القطاع العراقي ونواقله، بل يجب الاتجاه نحو عدم تجديد موافقات تشغيل واعتماد هذه الشركات سنويًا كعقوبات لها على عدم التزامها بالشروط والمعايير العالمية".