01-مارس-2019

أثناء نقل عناصر داعش إلى العراق (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير 

مع انحسار المساحات التي يسيطر عليها تنظيم داعش في المناطق الحدودية بين سوريا والعراق، وبالتزامن مع ملاحظة حراك القوات الأمريكية والعراقية على الشريط الحدودي، يحتدمُ الجدل بشأن مصير عدد من مسلحي التنظيم، خاصّة الأجانب منهم، وتتعدّد الروايات حول وجود صفقة لنقلهم من الشرق السوري إلى الغرب العراقي عن طريق صفقة بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة العراقية، ويتركز الخلاف فيما إذا كان هؤلاء العناصر هم عراقيون أم أجانب تتطوّع الحكومة العراقية لمحاكمتهم. 

تضاربت الروايات حول وجود صفقة لنقل عناصر داعش "الأجانب" من الشرق السوري إلى الغرب العراقي فيما تشير مصادر إلى أن عناصر داعش الذين تم نقلهم هم عراقيون فقط

وتتحدّث تقارير استخبارية، عن الفترة الماضية التي شهدت تسلل عدد كبير من عناصر داعش إلى العراق وانتشارهم في صحراء الأنبار التي تقدر ب"500" كم، ويدخلون على شكل مجموعات صغيرة عبر الحدود، والتي ربطها رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية السابق، حاكم الزاملي، بالحراك ضد الأمريكان ومحاولة إخراجهم من العراق برلمانيًا. 

اقرأ/ي أيضًا: رئيس لجنة الأمن والدفاع السابق يكشف أعداد "داعش" في العراق وعدد المختطفين

تضارب المواقف
وما زال الغموض يكتنف الحقيقة، وسط تضارب المواقف بين رئاستي الجمهورية والوزراء، بعدما أعلن رئيس الجمهورية برهم صالح، عن محاكمة الفرنسيين الدواعش في العراق، فيما نفى عادل عبد المهدي استقبال الأجانب المرحَّلين من شرق سوريا.

قال صالح، خلال المؤتمر الذي جمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "بغداد ستُبقي على الدواعش الفرنسيين لمحاكمتهم وفق القوانين المتبعة في البلاد"، فيما أكد عبد المهدي أن الحكومة "ستتعامل بحذر مع ملف عوائل المسلحين، بما يضمن أمن العراق، مبينًا "حيث نعمل على الفرز بين العوائل المحاصرة وعوائل المسلحين في سوريا"، دون الإشارة إلى الأجانب.

وقال عبد المهدي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إننا "تسلّمنا 250 داعشيًا عراقيًا"، من أصل الـ500، وفق الاتفاق المبرم بين بغداد و"قسد"، وبرعاية واشنطن، مشددًا على "أننا لن نستقبل الأجانب الذين رفضتهم الدول". 

هل تمّت الصفقة؟!

ويعود التضارب في المواقف إلى حسّاسية الموضوع، خاصة مع وجود تسريبات عن تسلل 10 إلى 15 عنصرًا في الأسبوع الواحد من مسلحي تنظيم داعش عبر شبكات التهريب التقليدية والتي تعمل منذ تسعينيات القرن الماضي على تهريب الممنوعات، معتمدةً على رعاة الأغنام، وهي متكيفة مع الطبيعة الجغرافية لتلك المناطق، ولها تفاهمات مع النافذين في تلك المناطق، إذ يدخلون على شكل مجموعات صغيرة يصعب ملاحظتها في منطقة الرمانة غرب الحدود العراقية السورية.

في السياق ذاته، يقول مصدر أمني رفيع لـ"ألترا عراق"، إن "الاتفاق تم بمتابعة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مع قوات سوريا الديمقراطية، وتكليفه لجهة أمنية حسّاسة بمتابعة الملف، حيث تم استلام 130 عنصرًا من مسلحي داعش كوجبة أولى من أصل 550"، لافتًا إلى "وجود صيني وإيراني بينهم والبقية عراقيي الجنسية".

أضاف المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لأسباب تتعلّق بوظيفته، أن "الجهة الأمنية ألتي أشرفت على عملية الاستلام تولّت عملية التحقيق معهم، حيث استدعت فريق خاص من محققيها من جميع المحافظات"، لافتًا إلى أنها "تمتلك قاعدة بيانات للكفالات التي كان يوزعها تنظيم داعش في العراق، ومن خلالها يتم التأكد من الانتماء لداعش بعد البحث عن اسم المتهم".

كشفت التحقيقات مع عناصر داعش أن أحد الذين تسلمتهم الحكومة العراقية كان مشاركًا في مجزرة سبايكر

تابع المصدر، أن "التحقيقات كشفت مشاركين بمجازر وعمليات شكلت علامة فارقة في الفترة الماضية مثل مجزرة سبايكر في 12 حزيران/ يونيو 2014، واتضح مشاركة أحد المعتقلين بعد إثبات هويته والعودة إلى ملفه لدى الأجهزة الأمنية"، مشيرًا إلى أن "الكثير منهم ينتمون لمفاصل مهمة في هيكيلة التنظيم مثل الكواسر والاقتحامات والانغماسيون، فضلًا عن ظهور مجموعة جديدة تدعى الكيميائيين وهم متخصصون بصناعة المتفجرات ذات القوة الكبيرة".

اقرأ/ي أيضًا: وجبة جديدة من عناصر "داعش" إلى العراق.. أين البغدادي؟

وبشأن الأحداث التي سبقت عملية التسليم، ينقل المصدر عن أحد عناصر التنظيم من خلال التحقيق، أنه "بعد تراجع التنظيم بدأ الهروب الجماعي، حيث هرب من يملك المال من خلال المهربين باتجاه تركيا والعراق، خاصّة العراق لسهولة الوصول إلى الصحراء والتواصل مع التنظيم، فضلًا عن تكلفة التهريب 2000 دولار، فيما يصعب الوصول إلى تركيا"، مشيرًا إلى أنه "نحن من لا نملك المال بقينا مع العوائل إلى أن بدأت قسد برمي المنشورات والتي تتضمن خارطة نحو مخيمات لإيوائنا".

تابع المتهم، بحسب المصدر، أنه "بعد وصولنا لمخيم الهول تم فرزنا إلى رجال ونساء ثم بحسب الجنسيات وأخذ الاعترافات بشكل مبسط وعلى ضوء ذلك أخذت القوات الأمريكية أكثر من 20 شخصًا عراقيًا"، مبينًا "منهم من أعرفهم من قادة الصف الثاني".

وبشأن عناصر التنظيم الأجانب أوضح المصدر، أن " قسد قامت بعزلهم وفق جنسياتهم وتجري مباحثات مع بلدانهم"، مستغربًا من "الحديث حول وجود صفقة لاستلام أجانب الجنسية".

الكثير من الذين استلمتهم الحكومة العراقية ينتمون لمفاصل مهمة في هيكيلية تنظيم داعش مثل الكواسر والاقتحامات وما يسمى بـ"الانغماسيين" 

أشار المصدر، إلى أن "الحكومة العراقية أسرعت في احتواء الأزمة، حيث علمت أن قسد تسمح كل يوم أربعاء بخروج المحتجزين بعد تزويدهم بورقة تضمن لهم التجوّل في المنطقة، ما أدّى إلى هروب العشرات منهم، حيث تمكّن الكثير من التواصل مع التنظيم خلال خروجه الأسبوعي وحصل على تسهيلات مقابل مبالغ مالية".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

النصر المتوهم.. تسريب حصري يجيب سؤال إلى أين ذهب عناصر داعش في العراق؟

عبر التسلّل بالزوارق من بحيرة الثرثار.. داعش يهاجم صيادين ويقتل 5 منهم