هدّد محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، الاتحاد العراقي لكرة القدم بوقف أعماله، إذا "تجدد أي نشاط رياضي نسوي" له في المحافظة، وذلك لأنه يتنافى مع "قدسية المدينة".
جاء ذلك بعد أن أقيمت قبل أيام، بطولة رياضية نسوية في المحافظة، فيما علم "ألترا عراق"، من نشطاء أن "رئيس مجلس المحافظة كان حاضرًا فيها".
ووفق وثيقة اطلع عليها "ألترا عراق"، خاطب فيها المحافظ الخطابي الاتحاد العراقي لكرة القدم، قائلًا إنّ "محافظة كربلاء لطالما كانت ولا زالت من الداعمين للحركة الرياضية وتنظيم وتطوير قدرات الشباب ودعمهم"، مستدركًا بالقول: "إلا أنّ ما قام به فرع الاتحاد في كربلاء يتنافى مع أصول العمل ومبادئه في محافظتنا".
الخطابي اعتبر أنّ البطولة الرياضية النسوية تبتعد كثيرًا عن "هوية المحافظة"، وذلك "من خلال ما ورد من نشاط ظهرت فيه فرق نسوية لم تلتزم بهوية كربلاء المقدسة".
وحذر الخطابي الاتحاد العراقي لكرة القدم من أي "إعادة أو قيام بهكذا نشاط ووفق هذه الآلية، لأننا "سنضطر لإيقاف أعمال فرع الاتحاد في كربلاء إذا قام بنشاطات كهذه".
ورأى الناشط والقانوني، ساطع عمار، أنّ "ما تقوم به محافظة كربلاء من تضييق على الحريات العامة والفكرية لا يمكن اعتبار أنه قانوني بأي شكل من الأشكال".
ووفق حديث عمار لـ"ألترا عراق"، فإنّ ما يحدث "يندرج فقط تحت سياقات فرض هذه الأفكار بالقوة، والمحافظة تمارس تضليلًا فيما يتعلق بهذا الشيء، فهي تقول إننا نستند على قانون قدسية كربلاء الذي صوت عليه مجلس المحافظة السابق، متسائلًا: "ولكن هل من صلاحيات هذه المجالس أصدار قوانين؟ بالطبع لا".
وبالنسبة لعمار، فإنه "إذا أرادت هذه القوى فعلًا أن يضعوا هذه الأفكار ضمن حيّز قانوني، بالإمكان أن يشرعوا قانونًا داخل مجلس النواب، وبالإمكان تسميته (قانون القدسية العراقي) ويكون نافذًا في كل أرجاء البلاد".
وبالعادة، فإنّ وسائل منع النشاطات في محافظات كربلاء تأتي تحت يافطة قانون قدسية كربلاء، وهو قانون محلي شرّعه مجلس محافظة كربلاء عام 2012، وكان من المقرر أن يدخل الخدمة عام 2017، إلا أنه لم يشرّع حتى الآن في مجلس النواب العراقي.
ويُجرّم هذا القانون الإجهار بسماع الأغاني واستخدام "اللغة البذيئة" وعرض الثياب النسائية الداخلية والتي وصفها القانون بـ"الفاضحة" في واجهات المحال التجارية. كما يُجرّم لعب الورق والقمار وبيع أو تداول أو تناول الكحول، وإقامة أي احتفال غنائي سواءً في الاماكن العامة أو السكنية الخاصة، كما يحظر "التبرج"، ويمنع دخول النساء "السافرات" إلى المحافظة.
وفي أيار/مايو من العام 2023، أصدر مجلس محافظة كربلاء، قرارًا يمنع المطاعم والكافيهات من تقديم “الأركيلة” للنساء، لأنه "ينسجم مع قدسية المدينة وطبيعة المجتمع الكربلائي"، وفق كتاب رسمي.
وتعمل السلطات في كربلاء على تطبيق الكثير من القوانين ضمن "قانون القدسية"، الذي لم يتم تشريعه داخل مجلس النواب العراقي.
وتحظى محافظتي النجف وكربلاء بـ"قدسية"، خاصة لاحتضان الأولى قبر علي بن أبي طالب، الإمام الأول عند المذهب الجعفري، وقبري الحسين والعباس في كربلاء، نجلي علي بن طالب.
وقبل أيام، أثار محافظ كربلاء، نصيف الخطابي ضجة، حيث قال إنّ الزيارة الأربعينية في العراق تدار من قبل "الإمام المهدي" وليس نحن.
وفي مطلع شباط/فبراير من العام 2024، صوت مجلس محافظة كربلاء، على نصيف الخطابي محافظًا لكربلاء لولاية ثانية، حيث يشغل المنصب منذ مطلع تموز/يوليو 2019.