24-سبتمبر-2023
الفار

تطبق تقنية "الفار" في العراق (ألترا عراق)

"سئمت من مشاهدة تكسير الكراسي وأيضًا رمي قناني المياه"، يقول سيف محمد، وهو مشجع لنادي القوة الجوية، متحدثًا عن أعمال الشغب التي ترافق بعض القرارات التحكيمية في الدوري العراقي الممتاز، متأملًا بأن يفضي تطبيق تقنية "الفار" في العراق إلى إنهاء حقبة تكسير الكراسي.

يأمل رياضيون عراقيون انتهاء أعمال الشغب بعد تطبيق تقنية الفار في العراق

على مدى عشرين عامًا دأب محمد على التواجد في المدرجات وتشجيع ناديه؛ لكنه يعرب في حديث لـ"ألترا عراق"، عن غضبه من بعض الحالات التي تحصل في الملاعب، ويقول: "كنت شاهدًا على ضرب حكام وأيضًا إطلاق ألفاظ نابية"، معربًا عن أمنياته بأن تختفي هذه الظاهرة "نهائيًا" مع تطبيق "الفار".

يتفق معه عامر أحمد، وهو مشجّع في الأربعينيات من عمره، ترك مدرجات الملاعب العراقية بسبب "أعمال الشغب التي زادت عن حدها المعروف"، والتي غالبًا ما تحدث نتيجة عدم الرضا عن القرارات التحكيمية، وفق أحمد، الذي يقول لـ"ألترا عراق"، إن الملاعب لا تحتاج فقط إلى تقنية "الفار" المهمة، بل إلى تطبيق القانون.

ومع انتظار "الفار" وتطبيق تقنية الفيديو في العودة إلى التلفزيون في بعض حالات اللعب، يتحدث متخصصون ومشجعون عن دور كبير يقع على عاتق الجماهير في التزامهم بالتشجيع المثالي والابتعاد عن الألفاظ المسيئة بحق الحكام أو الاعتداء عليهم جسديًا.

وينتظر الشارع الرياضي تطبيق تقنية "الفار" في الدوري الممتاز الموسم المقبل والذي بات قريبًا وفق المؤشرات والدورات التأهيلية التي عقدها اتحاد كرة القدم، على أمل أن تنتهي حقبة تكسير الكراسي في الملاعب العراقية.

 

تطور "الفار" وحاجته في العراق

يعود استخدام تقنية "VAR" لأول مرة إلى العام 2010 في هولندا، وجُرّبت في الدوري الهولندي للمسوم 2012،  ثم تبنى الدوري الأسترالي التقنية في 2017، ولاحقًا في الدوري الأمريكي، وصولًا إلى الدوريات الألمانية والإيطالية ثم دوري الدرجة الأولى الإسباني في 2018 والإنجليزي في 2019 واُعتمد رسميًا باسم "حكم الفيديو المساعد".

وشرعت لجنة الحكام في اتحاد الكرة العراقي بعقد دورات لتهيئة الحكام المحليين ليقودوا المباريات بنظام "VAR"، أي العودة لمشاهدة الحالة عن طريق الفيديو للتأكد من صحتها بهدف إضفاء المزيد من العدالة لمباريات كرة القدم كما يحصل في دوريات العالم المتقدمة.

تشكو أندية عراقية من أخطاء تحكيمية وتطلب تطبيق الفار

وتنتظر الأندية الرياضية والجماهير تطبيق تقنية "الفار" في العراق الرياضي للمزيد من التحكيم العادل وعدم تأثر الفريق بالقرارات الخاطئة من ناحية، وكذلك للتقليل من حالات الشغب مثل الاعتداء على الحكام وتكسير كراسي الملعب ما يؤدي إلى ضرر في البنى التحتية وحرمان جماهير أندية مختلفة لأكثر من مباراة.

وتشكو أندية عدة في دوري الكرة من أخطاء التحكيم ويتحدث بعضها عن "قرارات مقصودة للإطاحة بها"، وتقول إن "الظلم التحكيمي" كلّفها خسارة نقاط عدة، وسط مطالبات بتطبيق تقنية "الفار" للحد من أخطاء الحكام.

ومن من ضمن الأندية التي اعترضت على التحكيم، بطل المسابقة نادي الشرطة بعد خسارته أمام الكرخ إثر طرد لاعب في الشوط الأول من المباراة، حيث طالب الأخضر "بالتعاقد مع حكام أجانب لقيادة مباريات المسابقة المحلية من أجل تقليل الأخطاء خاصة مع عدم وجود تقنية (الفار).

 

زيارات ميدانية

يعتزم الاتحاد العراقي لكرة القدم تطبيق دوري المحترفين في العراق بعد عقد وقعه مع رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا". وإلى جانب ذلك، تطبيق تقنية الفار في مباريات الدوري.

اللجنة العليا لتنفيذ تقنية "الفار" في العراق أجرت زيارات إلى ملاعب عدة من بينها ملعبا دهوك وزاخو، حيث جرى "تحديد الأماكن الخاصة بمنظوماتِ تقنية الفار والنقل التلفزيونيّ وتوفير منصات التصوير داخل تلك الملاعب".

زيارات ميدانية يجريها ممثلو الدوري الإسباني ومتخصصون لفحص ملاعب العراق

وكذلك، أجرت اللجنة زيارة كشف لملعبي أربيل والسليمانية، وتحدث اتحاد الكرة في بيان عن تعاون إدارة الناديين واستعدادهما لتنفيذ المتطلبات وإنجاح تجربة الفار.

 

دورات للحكام

في السياق، أعلنت لجنة الحكام التابعة لاتحاد الكرة "إقامة دورات مستمرة للحكام المحليين من أجل تهيئتهم" لتطبيق تقنية الفار، بالتزامن مع الإعلان عن العقد الإسباني والزيارات الفنية.

وانطلقت الدورة الأولى الخاصة بتقنية الفار في العراق، في تموز/يوليو الماضي بمشاركة 45 حكمًا دوليًا وحكام من الدرجة الأولى الذين سبق وأن اشتركوا في ورشة عمل عبر الإنترنت قبل شهر من ذلك التاريخ.

 

القضية التي في مرمى لجنة الحكام وهي المكلفة  بانجاح هذا الملف

ويقول الحكم الدولي السابق وعضو لجنة الحكام لؤي صبحي إن "تقنية الفار ستطبق في الدوري العراقي بعد إكمال متطلبات البنى التحتية الأساسية والتي يعمل الاتحاد الدولي بالتعاون مع الاتحاد العراقي لكرة القدم وشركة (ميديا برو) من أجل الإسراع في الجاهزية قبل بداية الموسم المقبل".

ويرى صبحي أن "التقنية ستكون لها مساهمة فعالة في تقليل الأخطاء وتحقيق العدالة بين الفرق المتنافسة".

ومن ناحية الحكام ولجنة الحكام، يتحدث صبحي عن "إقبال كبير من أجل الحصول على رخصة الفار والوصول إلى أقصى مدى من الجاهزية من خلال (الكورسات) التي تقام بانتظام في بغداد بإشراف مباشر من قبل رئيس وأعضاء الاتحاد العراقي ولجنة الحكام".

 

 

تشكيك بالتطبيق

يشكك معقلون بإمكانية تطبيق تقنية "الفار" في العراق، لكن الحكم الدولي السابق صباح عبد أكد في حديث لـ"ألترا عراق" أن "الفار سيطبق في الموسم المقبل".

صباح عبد ذاته اشترط توفر جملة من الأدوات أهمها" ترخيص الحكام ووصول الأجهزة وتوفير السيارات الخاصة بالتقنية".

ويرى عبد أن "هذه التقنية ستسهم دون أدنى شك بتقليل الأخطاء وخصوصًا المؤثرة منها، وهذا يؤدي إلى تقليل الاعتراضات والاحتجاجات على قرارات الحكام، وكل  هذا يساعد في نجاح المسابقة والدوري بصورة كبيرة".

ستعمل تقنية الفار في العراق على تقليل الأخطاء التحكيمية لكنها تشترط أدوات 

ويبقى الشرط الأهم هو ما يتعلق بالحكام العراقيين وإذا كان بإمكانهم المشاركة في دوري المحترفين، وعن ذلك يقول الحكم الدولي السابق إن " الحكام المختارين لتطبيق تقنية الفار هم من حكام النخبة في العراق وساهموا في تحكيم الدوري الممتاز وهم في تطور كبير من خلال الدورات السابقة مع المحاضر الدولي علي الطريفي".

 

 

دعم من أندية

على الرغم من تباين الآراء، فدعم تطبيق دوري المحترفين وتطبيق "الفار" موجود لدى المعنيين، ومنهم رئيس الهيئة الإدارية لنادي الحدود فؤاد ناصر الركابي، الذي أكد أن "إدارة النادي مع تطبيق دوري المحترفين وبكل تفاصيله كونه يعد خطوة باتجاه تطور الكرة العراقية التي سبقت دول الجوار بالتجربة، لكنها توقفت بالسنوات الأخيرة لأسباب كثيرة منها انقطاع العراق عن العالم مع الحروب التي مر بها البلد".

واستدرك الركابي في حديث لـ"ألترا عراق" بالقول: "لكن اليوم الأمور الأمنية مستقرة والدولة عازمة على النهوض بجميع مفاصلها ومنها القطاع الرياضي".

ويرى الركابي أن "دخول الفار بات أمر مهمًا جدًا في منافسات الدوري العراقي كونه سيساعد على تقليل الأخطاء البشرية من الحكام ويكون عاملًا إيجابيًا لعدم ظلم أحد سيما وأن هناك أخطاء حصلت وضاعت من خلالها جهود إدارات الأندية بعدم تحقيق الفوز أو كسب نقاط مهمة تساعد الفريق بجدول الترتيب أو بطولة الكأس".

و

على عكس إدارات بعض الأندية، فالركابي قدّم شكره إلى الحكام قائلًا: "لا نبخس حق حكام الدوري فهم جزء مهم من اللعبة وعلينا دعمهم بكل السبل المتطورة ليكونوا عاملًا مساعدًا على تطوير كرة القدم" في العراق.