31-يوليو-2019

على رجالات الدين وضع خطط عملية وخطوات جادة يكون لها تأثير (Getty)

في ظهيرة كل يوم جمعة ترتفع أصوات المآذن والتكبيرات والصلوات المحمدية من باب الذكر. تحوق طلة هذا اليوم خطب رنانة يستل بها الخطيب الكلمات والمواعظ التي باتت مستهلكة ومكررة كتكرار الوجوه البرلمانية كل منهما على منصته يخطب. مافائدة تلك الخطب الجهورية بلا ممارسة على أرض الواقع أو عمل فعلي تطبيقي؟.

كان الأجدر برجالات الدين أخذ هذا الجمع الغفير الذي سيأتي لسماعهم لتنظيف الشوارع أو الزراعة أو مساعدة الفقراء

أغلب العلوم تضمحل فائدتها إذا لم تستغل واقعًا يساهم برفع الوعي العام فما بالك بالخطب. منذ سنين خلت وسنين آتية على نفس النهج مستمرة يجري استعراض لقوة عضلات الحبال الصوتية أشبه بكرنفال لانتقاء الكلمات التي تلامس خلجات النفس روحيًا بلا تطبيق فعلي، لذلك من باب تطبيق الدين عمليًا على رجالات الدين وضع خطط عملية وخطوات جادة يكون لها تأثير وجذر بأرض الواقع.

اقرأ/ي أيضًا: من أجل قداسة دنيوية

فبدلًا من مجنزرات الخطب كان الأجدر برجالات الدين أخذ هذا الجمع الغفير الذي سيأتي لسماعهم صاغرًا لتنظيف الشوارع، أو يزرع بذرًا في المساحات الترابية الخالية كل بحدود منطقته كأن يزرع خيارًا أو خضارًا أو أو ..إلخ مما يتيح لمن كانت السماء سقفه والنفايات طعامه والتراب دفئه أن يأخذ حاجته منها فتكفيه، أو يأخذ هذا الجمع لجمع التبرعات لليتامى المتعففين الذين يفطرون ولايتعشون وتنادي بطونهم ألا تقرضوا الله قرضًا حسنًا. أن تعيدوا لهم أمانهم عند الله أعظم دين وأعمق عقيدة.

أو أن يقوم الخطيب المسؤول عن الجامع بعمل غرف فيه يستوطن بدفء ربها المساكين. هنا سيرتفع الله بنا، أو أن يطلب من كل شخص موجود أن يكتب بورقة شيء سلبي بالمنطقة ويجمعهم ويعمل معهم تباعًا على إصلاح سلبية كل يوم جمعة، وهناك الكثير من المشروعات التي يمكن استغلالها بهذه الأطر وهنا ستصبح جمعة مباركة (مباركة فعلًا) وليس حرفًا، فالدين ليس الكتب وما يجود به حبرها من مآثر قديمة. الدين ليس في الذكر فالله لايحتاج أن تمجدوه قدر مايريد ان تحفظوا ماء وجه بقيته في الأرض.

الدين ليس في الخطب قدر ما يكون الأمان في عيون مشرد، لذلك نطمح إلى وعي ديني ورؤيا تطبيقية دينية واقعية

الدين ليس في الخطب قدر ما يكون الأمان في عيون مشرد. أنتم يا من تسمون الجوامع لجمع الناس للصلاة أنتم في مغالطة كبيرة، الجوامع لجمع الناس للعمل من أجل الفقراء هنا جوهر المعنى، لذلك نطمح إلى وعي ديني ورؤيا تطبيقية دينية واقعية لها صوت كالفأس عندما يغضب على الأرض وليست بالأصوات والمايكروفونات التي قد تسبب أذىً للمريض الذي يقطن في الجوار. الله لايحتاج لحبالكم الصوتية قدر مايحتاج أن تكون أياديكم عاملة لخير الكافة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحقوق المقدسة في ضمير المتديّن

ماذا فعل "شيعة السلطة"؟