ألترا عراق ـ فريق التحرير
تحمل الأوساط الشعبية "غيضًا" تجاه كل من إيران التي قطعت المياه بالكامل عن العراق بتحويل مجرى أكثر من 4 أنهر باتجاه أراضيها، فضلًا عن تركيا التي خفضت الإطلاقات المائية تجاه العراق، حيث أنّ الدولتين ساهمتا بإلحاق الأضرار الكبيرة في الزراعة العراقية، فضلًا عن الآثار الضخمة الأخرى للجفاف على البيئة والأهوار والمسطحات المائية في البلاد.
قطعت دول الجوار ما يقارب 40% من المياه التي كانت تصل إلى العراق
وبينما تلقي السلطات الحكومية باللوم على دول الجوار "المتورطة فعلًا" بتخفيض وقطع الإمدادات المائية عن العراق، فضلًا عن التغيير المناخي وغياب الأمطار، يتمّ التغاضي على حقائق أخرى أكثر خطورة، بعضها اعترفت بها وزارة الزراعة بشكل واضح، تتمثّل بعامل الهدر المائي الذي يكلّف العراق كميات من المياه تفوق ما قطعته دول الجوار بنحو ضعف ونصف.
وتشير التقارير والإحصائيات الدولية إلى أنّ دول الجوار تسببت بفقدان العراق قرابة 40% من مياهه، وأن واردات نهر دجلة انخفضت إلى 9.7 مليار متر مكعب سنويًا ونهر الفرات إلى 9.3 مليار متر مكعب.
ووفق ذلك، يعني هذا أنّ مجمل واردات العراق السنوية تبلغ حاليًا 19 مليار متر مكعب، وإذا ما أُخذ بنظر الاعتبار أنّ الانخفاض الذي أوصل إلى هذه الكمية بلغ 40%، فهذا يشير إلى أنّ الواردات المائية قبل ذلك كانت نحو 30 مليار متر مكعب، وبذلك، فإنّ دول الجوار اقتطعت من العراق ما يقارب الـ11 مليار متر مكعب سنويًا.
العراق يهدر 84% من وارداته المائية
ووفق بيانات إحصائية وخبراء، فإنّ العراق يفقد من مياهه بالتبخير ما يفوق الـ8 مليار متر مكعب سنويًا، ولا سيما من بحيرة الثرثار، التي يصفها الخبير المائي سعد السام في إيضاح تابعه "ألترا عراق" بـ"مملحة الثرثار" نظرًا لما يتسبب به التبخير السنوي من هذه البحيرة من تراكم أملاح تقدر بنحو 15 مليار كيلوغرام من الملح سنويًا.
ومن هنا، ستكون واردات المياه البالغة 19 مليار متر مكعب سنويًا قد فقدت 8 مليار متر مكعب في التبخير، فيما تأتي "كارثة الهدر الكبرى" المتمثلة بطرق السقي الكلاسيكية والبدائية في العراق، حيث تذهب 80% من المياه المستهلكة في العراق إلى قطاع الزراعة.
وفي اعتراف ضمني، تقول وزارة الزراعة في تصريحات سابقة حول أهمية تغيير نظام الإرواء في الزراعة وضرورة جلب واعتماد المرشات، إنه "لو اعتمدنا على ثلث الماء القادم من تركيا بأسلوب الإرواء الحديث لاكتفينا"، حيث يتناسب هذا التصريح مع ما يؤكده الخبراء، بأن هدر المياه في السقي الكلاسيكي القديم، يتسبب بهدر 80% من المياه المستخدمة للسقي.
ويقول الناشط في المجال البيئي جاسم الأسدي في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعه "ألترا عراق"، إنّ "العراق يعاني قِدَم أنظمة الري التي يستعملها منذ مدة طويلة وهي بكفاءة متدنية للغاية تصل إلى 32 بالمئة، ما تسبب بهدر نسب عالية من المياه تصل إلى 80 بالمئة، في الوقت الذي يعاني فيه العراق شحًا كبيرًا بحصصه".
وبينما لم يتبق من الـ19 مليار متر مكعب، سوى 11 مليار متر مكعب نتيجة تبخر 8 مليار متر مكعب سنويًا، وباحتساب نسبة الهدر البالغة بالمتوسط نحو 75% نتيجة طرق الري القديمة، فإنّ الهدر عبر السقي يبلغ أكثر من 8 مليار متر مكعب أيضًا.
وبهذا، ووفق حسابات أجراها "ألترا عراق"، فالعراق يفقد نتيجة الهدر عبر السقي وتبخر المياه، أكثر من 16 مليار متر مكعب، من أصل 19 مليار متر مكعب تمثل وارداته السنوية، فيما فقد العراق وفق ما سبق ذكره نتيجة قطع المياه وتقليلها من دول الجوار 11 مليار متر مكعب سنويًا فقط، ويتبيّن أن العراق يهدر مياه تعادل 145% مما قامت دول الجوار بقطعه وتخفيضه عن العراق.
وبعبارة أخرى، أنّ دول الجوار تسببت بخسارة العراق 40% من وارداته المائية، بينما يتسبب العراق بهدر أكثر من 80% من مياهه الواردة.