الترا عراق – فريق التحرير
على الرغم من تأكيده المستمر على "الحياد الإيجابي" والنأي بالنفس عن الصراع الأمريكي - الإيراني إلا أن الطرفين لا زالا يصران على اقحامه فيه تارة عبر اعتباره من قبل طهران ضمن محور "المقاومة" وتارة بجره إلى جبهة مواجهة "التهديدات" الإيرانية من قبل واشنطن، وهو ما جرى بعد حادثة خليج عمان.
بدأت واشنطن أولى تحركاتها بعد هجوم خليج عمان من العراق في محاولة لجره إلى المحور المعادي لإيران
كانت واشنطن قد اتهمت إيران بالمسؤولية عن الهجومين الذين استهدفا ناقلتي نفط نروجية ويابانية في خليج عمان، يوم الخميس الماضي 13 حزيران/يوينو، وأكدت أنها "تقيم الموقف". وهو ثاني هجوم من نوعه غضون شهر يستهدف ناقلات نفط في هذه المنطقة الاستراتيجية، بعد تعرض أربع سفن، بينها ثلاث ناقلات نفط، لعمليات "تخريبية" قبالة سواحل الإمارات في 12 أيار/مايو لم يكشف عمن يقف خلفها.
اقرأ/ي أيضًا: توتر شديد: انفجاران كبيران في الخليج يرفعان أسعار النفط
من جانبه حذر الرئيس الأمريكي، الإيرانيين على خلفية الهجوم، لكنه أكد استعداده للتفاوض معهم على الرغم من ذلك، دون أن يكشف عن نواياه لـ "منع إيران من التسبب في حوادث مماثلة"، حيث اكتفى بالقول: "سوف نرى".
أول تحرك أمريكي لتقييم الموقف بدأ من العراق، حيث أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتصالًا هاتفيًا برئيس الحكومة عادل عادل عبد المهدي، شكره خلاله "على حماي الطواقم الأمريكية في البلاد وجهوده المستمرة لمواجهة التهديدات التي تهدد سيادة العراق من الميليشيات التي تدعمها إيران"، وفق بيان للخارجية الأمريكية صدر عن المتحدثة باسمها مورغان أورتاغوس.
قالت أروتاغوس، إن بومبيو تحدث مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في أعقاب "الهجمات الإيرانية" الأخيرة في المنطقة، مبينة أن بومبيو شارك عبد المهدي تقييم واشنطن للحادث "بأن إيران كانت مسؤولة عن مهاجمة ناقلتين نفطيتين في خليج عمان"، فيما أوضحت أن الوزير الأمريكي كرر التزام الولايات المتحدة بدعم حرية الملاحة.
وأضافت، أن بومبيو "أكد رغبتنا المشتركة في عراق قوي وحر وذو سيادة"، معربًا عن "تقديره لالتزام رئيس الوزراء المهدي بحماية الأفراد الأمريكيين في العراق الذين يدعمون الشعب العراقي ومواصلة حملة داعش الهزيمة، وجهوده المستمرة لمواجهة التهديدات التي تهدد سيادة العراق من الميليشيات التي تدعمها إيران"، مشيرة إلى تأكيده "مواصلة الولايات المتحدة مساعدة العراق في بناء قواته الأمنية".
اقرأ/ي أيضًا: حكومة العراق تتوسط لمن لا يريد.. هل تتحول لساعي بريد؟
لم يتطرق البيان الأمريكي إلى الموقف الذي أبداه رئيس الحكومة من الأزمة الجديد، لكن بيان المكتب الإعلامي للأخير كشف عنه حيث ذكر، أن عبد المهدي أبدى "موقف العراق من الأزمة الراهنة وسعيه لتحقيق التهدئة وحماية مصالح شعوب وبلدان المنطقة، مشيرًا إلى اللقاءات والمشاورات التي شهدتها بغداد مؤخرًا حول هذا الملف الذي يحظى بأهمية بالغة ويمس أمن ومصالح دول المنطقة وأوربا والعالم".
أكد العراق وفق بيان حكومي موقفه المحايد من الأزمة وسعيه لتحقيق التهدئة
وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد قال الخميس إن إيران تعمل على عرقلة مرور النفط عبر مضيق هرمز وأن ما حدث يشكل جزءًا من حملة طهران لتصعيد التوتر، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستدافع عن قواتها ومصالحها في المنطقة.
اقرأ/ي أيضًا: