الترا عراق – فريق التحرير
لا يزال العراق ضمن المنطقة الحمراء ضمن أخطر البلدان للعمل الصحافي، على الرغم من تسجيله تحسنًا نقله من المرتبة 160 على مستوى العالم إلى 156، وفق تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود، التي سجلت انتقادًا لقانون جرائم المعلوماتية.
الصحافيون في العراق -مهما كانت دياناتهم- ضحايا الهجمات المسلحة والإيقافات والاعتقالات
تقول المنظمة، أن "الصحافيين في العراق -مهما كانت دياناتهم- ضحايا الهجمات المسلحة والإيقافات والاعتقالات أو التخويف من طرف ميليشيات مقربة من النظام وحتى من قوات نظامية، ويظل قتل الصحفيين بلا عقاب، وتبقى التحقيقات دون نتائج، كما يؤكد ذويهم"، مؤشرة أن غياب وجود قانون إطاري للنفاذ إلى المعلومة في البلاد، فيما تبين أن "التحقيقات حول الفساد أو الاختلاس، تعتبر خطيرة على الصحفيين الذين يتعرضون إلى تهديدات ومتابعات قضائية. وفي حزيران/يوليو 2018 تم قطع الإنترنت خلال حركات احتجاجية تمّ قمعها بشدة".
كما تشير المنظمة، إلى أن مهنة الصحافة في العراق تعيش "مناخ مسيّس بشدّة"، حيث تُستعمل وسائل الإعلام كوسائل سياسية. وفي تشرين الثاني 2018/ نوفمبر حذرت السلطات العراقية -المنتخبة حديثًا- وسائل الإعلام من عدم احترام "الرموز الوطنية والدينية". كما أنّ مشروع القانون المتعلق بالجرائم الإلكترونية يزعج أهل المهنة؛ وينص على عقوبات بالسجن (تصل إلى المؤبد) بسبب منشورات إلكترونية تمس بـ "الاستقلال والوحدة والوحدة الترابية للبلاد أو مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية"، وهذا الغموض يقلق الصحفيين العراقيين ويعوق ظهور صحافة حرة ومستقلة فعليًا.
اقرأ/ي أيضًا: كيف يتحول الصحافي إلى "عميل" و"إرهابي"؟
على المستوى العالمي، تُظهر نسخة 2019 من التصنيف لحرية الصحافة، الذي أعدَّته مراسلون بلا حدود، أن وتيرة الكراهية ضد الصحفيين قد تصاعدت إلى درجة جعلتها تبلغ حد العنف، الأمر الذي أدى إلى تنامي الشعور بالخوف
من خلال تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود، الذي يقيِّم سنويًا حالة الصحافة في 180 بلدًا، يتبين أن آلة الخوف تعمل بأقصى طاقتها، مما يقوض بشدة ممارسة الصحافة في ظروف هادئة. فقد ترتب على العداء المُعلن ضد الصحفيين، بل وحتى الكراهية التي ينقل عدواها بعض القادة السياسيين في العديد من البلدان، أعمال عنف أكثر خطورة من ذي قبل وعلى نحو متكرر أكثر من أي وقت مضى، مما أدى إلى تفاقم الأخطار التي تنطوي عليها مهنة الصحافة، وهو ما خلق مستوى غير مسبوق من الخوف في بعض الأماكن، وفق المنظمة.
وتيرة الكراهية ضد الصحفيين على مستوى العالم، تصاعدت إلى درجة جعلتها تبلغ حد العنف
ورغم تدهور مؤشرها الإقليمي بشكل أقل حدة هذا العام، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بضمنها المنطقة العربية لا تزال هي المنطقة الأصعب والأخطر على سلامة الصحفيين. فبينما انخفض بشكل طفيف عدد الصحفيين القتلى في سوريا (174، +3) خلال عام 2018، فإن ممارسة العمل الصحفي لا تزال خطيرة للغاية في بعض البلدان، مثل اليمن (168، -1).
فإلى جانب الحروب والأزمات العميقة، كما هو الحال في ليبيا (162)، يئن الفاعلون الإعلاميون في المنطقة أيضًا تحت وطأة الاعتقالات التعسفية وعقوبات السجن، علمًا بأن إيران (170، -6) لا تزال من أكبر سجون الصحفيين على الصعيد العالمي، بينما يظل عشرات آخرون قابعين خلف القضبان في كل من السعودية ومصر (163، -2) والبحرين (167، -1) دون أن تُوجَّه لهم تهم رسمية يُحاكَمون بها. وعندما يمثلون أمام القضاء، كما هو الحال في المغرب (135)، فإنهم يواجهون إجراءات ماراثونية لا نهاية لها. وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، تبقى تونس هي الاستثناء (72، +25) حيث سجلت انخفاضًا ملحوظًا في عدد الانتهاكات
تقول المنظمة،: "يبدو أن ملاحقة الصحفيين الذين يزعجون السلطات القائمة باتت تتخذ أشكالًا لا حدود لها. فقد كانت جريمة اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي -بدم بارد داخل قنصلية بلاده في تركيا شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي- كرسالة فظيعة إلى الصحفيين والمراسلين في جميع أنحاء العالم، وليس فقط داخل حدود المملكة العربية السعودية (172، - 3)، علمًا بأن العديد من الصحفيين في المنطقة استسلموا للرقابة الذاتية أو توقفوا عن الكتابة، خوفًا على حياتهم".
وفي هذا الصدد، قال كريستوف ديلوار، الأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود: "إذا انحرف النقاش السياسي بشكل خفي أو جلي نحو جو أشبه ما يكون بالحرب الأهلية، حيث يُعد الصحفيون من ضحاياها، فإن النماذج الديمقراطية تُصبح في خطر كبير"، مضيفًا أن "وقف آلة الخوف هذه ضرورة مُلحة بالنسبة لذوي النوايا الحسنة المتشبثين بالحريات المكتسبة عبر التاريخ".
السعودية ضمن المنطقة السوداء بالنسبة لسلامة الصحافيين، لا سيما بعد الجريمة المروعة بحق جمال خاشقجي
ويتميز تصنيف 2019 بتربع النرويج على الصدارة للسنة الثالثة على التوالي، في حين استعادت فنلندا (+2) المركز الثاني، على حساب هولندا (4، -1)، حيث يُجبر صحفيان متخصصان في الجريمة المنظمة على العيش تحت حماية الشرطة الدائمة. وفي المقابل تراجعت السويد مرتبة واحدة لتحتل المركز الثالث، بعد تجدد أحداث التنمر السيبراني ضد الصحفيين. وعلى صعيد القارة الأفريقية، حققت كل من إثيوبيا (110، +40) وغامبيا (92، +30) تقدمًا ملحوظًا.
اقرأ/ي أيضًا: