08-أغسطس-2021

عمل يهين الفئات الأكثر تضررًا من داعش (فيسبوك)

ألترا عراق ـ فريق التحرير

مر نحو 8 أشهر على دخول الفنان والمخرج غانم حميد بجدل على خلفية اتهامه بـ"الترحم على صدام حسين" أو مدحه، ليدخل في جدل جديد بعمل مسرحي بعنوان (البيت)، والذي اُتهم فيه بمواقع التواصل الاجتماعي بـ"الطائفية"، فضلًا عن التجاوز على أبناء المناطق المحرّرة من "داعش"، فيما سارع كاتب العمل للتبرؤ منه بعد ساعات قليلة من عرضه. 

تضمنت مسرحية البيت حوارات ومفردات اعتبرها البعض بذيئة وتركز على جانب جنسي بشكل واضح

ومسرحية البيت من تأليف الكاتب علي عبد النبي، من المفترض أنها تعالج قضية وحشية "داعش"، والاستغلال الجنسي وهتك الحرمات في المناطق التي احتلتها، إلا أن المسرحية وطريقة إخراجها والألفاظ التي تضمنتها دفعت عبد النبي إلى إعلان التبرؤ منها.

اقرأ/ي أيضًا: "رجل الخشب" و"ميسي بغداد".. منح مالية لإنتاج 5 أفلام سينمائية في العراق

وقال عبد النبي في تدوينة تابعها "ألترا عراق": "اتبرأ تمامًا من عرض مسرحية THE HOME ولا علاقة للنص الذي كتبته عام 2015 بما قدم"، مضيفًا "أطلب بمحبة كبيرة أن يشطب اسمي من عرض البارحة واعتذر كثيرًا للجميع"، مؤكدًا "مثلي لا يناقش هذه القضايا الكبرى بهذه الطريقة أبدًا".

وتركز مضمون المسرحية التي اطلع عليها "ألترا عراق" بتصوير منزل يقطنه رجل وامرأة، يسكنون في إحدى المناطق التي تعرضت لغزو "داعش"، وكانت مجمل فكرة المسرحية هو أن المرأة تتعرّض للاغتصاب يوميًا، وتحاول دفع زوجها للدفاع عنها، إلا أنه يظهر بمظهر الخائف والموافق على تعرّض زوجته للاغتصاب وامتهان شرفها ويكرّر عليها قول "عادي"، وانتظري رحمة الله، حتى وصفته بإحدى المشاهد بأنه "قوّاد"، فضلًا عن ظهوره بأحد المشاهد وهو يكشف جسد زوجته من عباءتها ويقوم بربط العباءة على خصره للرقص.

وتضمنت المسرحية حوارات ومفردات اعتبرها البعض بذيئة وتركز على جانب جنسي بشكل واضح، فلم تكتف المرأة في إحدى المشاهد بالتساؤل عن مصيرها فيما لو دخل عناصر تنظيم "داعش" إلى منزلهم، بل أكملت "ماذا سيفعلون بي وأنا امرأة وشابة ومثيرة و"مربربة"، في إشارة إلى أنها ممتلئة الجسد، قبل أن يعود ليجيبها زوجها بأنه "عندما يأتون ليحاول كل منا الحفاظ على بكارته".

أحد الحاضرين للعرض المسرحي  حيدر عبد عون وصف العمل بأنه "عمل طائفي ومخرج طائفي"، متسائلًا: "على شنو الواحد يعتب بعد إذا الطائفية وصلت حتى منطقة الفن؟".

وأضاف: "غانم حميد، ومن يمتدح هذا الشخص من النخبة عليه مشاهدة العمل الذي عرضه اليوم ليعرف مدى طائفية هذا الشخص".

وأكمل: "ما فهمته من مسرحيته أن (رجال المناطق المحررة جميعهم لا يمتلكون الغيرة على نسائهم)، وأن تأتوا لي بقصد آخر غير هذا سأكون ممتن لكي أعود لاحترامه"، مشددًا على أنه "لا مساحة للتأويل بمثل هكذا أعمال  أرجوكم".

من جانب آخر، اعتبر حسين زهير وهو ممثّل شاب، أنه "لو تم عرض هذه المسرحية على شاشات التلفزيون وجميع المحافظات شاهدت العرض لأصبح العراق بحرًا من دم "، معتبرًا أن "هذه المسرحية إساءة كبيرة جدًا للعراق والمسرح العراقي".

يقول ناشط في مجال حقوق الإنسان رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، في حديث لـ"ألترا عراق"، إن "العمل المسرحي يذكّر بشكل واضح بسردية تستخدمها الفصائل المسلحة وجماهيرها والتي تتلخص بـ"تعيير" العراقيين بشرف نسائهم، في قضية جدلية خلص الكثير من المفكرين والمختصين بأن المدنيين وغير المسلحين لا تقع عليهم مسؤولية عجزهم عن مجابهة ومقاتلة تنظيم داعش خصوصًا بما يمتلكه من وحشية".

وأضاف أنه "من جانب آخر، وكما هو معروف، فإن الفئات التي كانت الأكثر تعرضًا للانتهاك الجنسي، هي الفئات التي تخالف فكر (داعش) والأقليات من الايزيديين والمسيحيين، ومن غير المعروف ما إذا كانت سردية الفصائل والمخرج غانم حميد، يقصدون إهانة هذه الفئات بمصائبهم؟!".

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

بعد 40 عامًا.. لوحة "شيخ النحاتين" تظهر في مراسم قمة بغداد

منافسة عالمية وصفاء السراي حاضرًا.. موسم "ساخن" لدراما رمضان في العراق