قال رئيس الحكومة العراقية محمد السوداني، يوم السبت 9 كانون الأول/ديسمبر 2023، إنه حذّر وزير الدفاع الأمريكي من الرد المباشر على استهداف السفارة بدون موافقة الحكومة، بينما تطرق البيان الأمريكي مرتين إلى حق الرد والدفاع عن النفس.
يقول السوداني إنه تحدث عن أهمية عدم تكرار ما حصل في جرف الصخر
وتلقى السوداني وفق بيان لمكتبه اطلع عليه "ألترا عراق"، ليلة أمس الجمعة، "اتصالًا هاتفيًا من وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية لويد أوستن"، بحث خلالها "علاقات التعاون الثنائي في المجالات الأمنية، وسبل تطويرها بين البلدين لمواجهة مختلف التحديات".
وتطرق الاتصال "إلى الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقرّ السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، وأهمية الحدّ منها؛ لما تشكله من تقويض لسيادة العراق واستقراره".
وبحسب البيان الحكومي العراقي، فإن السوداني "أكد التزام الحكومة بحماية البعثات الدبلوماسية والعاملين ضمن بعثة التحالف الدولي ومنشآته، وأنّ الأجهزة الأمنية قادرة على ملاحقة وكشف المتورطين بهذه الاعتداءات، أيًا كانوا، محذرًا في الوقت نفسه من الردّ المباشر بدون موافقة الحكومة وأهمية عدم تكرار ما حصل من اعتداء في جرف النصر".
وكانت القوات الأمريكية نفّذت 4 هجمات على الأقل، من بينها ما وقع في صباح 22 تشرين الثاني/نوفمبر في العراق، حيث شنت قوات القيادة المركزية الأمريكية ضربات منفصلة ودقيقة ضد منشأتين في العراق"، كما قالت، بينما أعلنت كتائب حزب الله تعرضها للقصف في منطقة جرف الصخر، كما أعلنت هيئة الحشد الشعبي، مقتل 9 أشخاص وإصابة 3 في القصف الأمريكي على قاطع قيادة عمليات الجزيرة.
ونقل البيان عن وزير الدفاع الأمريكي "ترحيبه بموقف الحكومة العراقية، وإدانتها الهجمات التي استهدفت السفارة الأمريكية في العراق، وإجراءاتها لملاحقة مرتكبيها"، مؤكدًا أنّ "مثل هذه الأعمال تهدد الأمن الداخلي للعراق".
أما في الرواية الأمريكية، التي جاءت عبر تصريح للسكرتير الصحفي للبنتاغون اللواء بات رايدر، فقد نقل عن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تشديده في الحديث مع السوداني على أن "الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في التصرف دفاعًا عن النفس ضد أولئك الذين يشنون أي هجوم ضد الأفراد الأمريكيين"، وتأكيده أن "الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، كتائب حزب الله وحركة النجباء، وكلاهما منظمتان إرهابيتان، مسؤولتان عن معظم الهجمات ضد أفراد التحالف، وأن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في الرد بشكل حاسم ضد تلك الجماعات، للتصدي للتهديدات والهجمات ضد أفراد الولايات المتحدة وقوات التحالف".
قال وزير الدفاع الأمريكي إن الهجمات ضد القوات الأمريكية يجب أن تتوقف
ورحّب وزير الدفاع وفق بيان سكرتير البنتاغون " ببيان رئيس الوزراء الذي أدان الهجوم ووصفه بأنه (أعمال إرهابية) (تعرض الأمن الداخلي للعراق للخطر)"، وقد "وشدد الوزير أوستن على أن "الهجمات التي تشنها الميليشيات المدعومة من إيران تقوض سيادة العراق واستقراره، وتهدد سلامة المدنيين العراقيين، وتعوق حملة هزيمة داعش".
ولفت البيان الأمريكي إلى مناقشة بين وزير الدفاع ورئيس الحكومة العراقية حول "تشكيل اللجنة العسكرية العليا الأميركية العراقية، التي اتفقت عليها الحكومتان خلال حوار التعاون الأمني الأميركي العراقي المشترك في آب/أغسطس 2023، وهي آلية تشاورية لانتقال التحالف".
وسبق أن أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، بيانًا فجر اليوم السبت بتوقيت بغداد، قال فيه إن "الميليشيات العديدة المتحالفة مع إيران والتي تعمل بحرية في العراق تهدد أمن واستقرار العراق وموظفينا وشركائنا في المنطقة"، داعيًا "قوات الأمن العراقية على التحقيق الفوري واعتقال مرتكبي هذه الهجمات وتقديمهم إلى العدالة. وقد التزمت الحكومة العراقية مرارًا وتكرارًا بحماية البعثات الدبلوماسية وكذلك الأفراد العسكريين الأمريكيين المتواجدين في البلاد بناء على دعوة من العراق. وهذا أمر غير قابل للتفاوض، كما هو حقنا في الدفاع عن النفس".
كما أكدت السفارة الأمريكية في بغداد أن "الولايات المتحدة تحتفظ بحق الدفاع عن النفس وحماية أفرادها في كلّ العالم"، وذلك تعقيبًا على الهجوم الذي طال مقرها في العاصمة العراقية.
وكان السوداني كرر وصفه مهاجمي السفارة الأمريكية بـ"الإرهابيين" وقال إن "الاعتداء على أية بعثة أجنبية أو مقرّ دبلوماسي هو جريمة إرهابية تعرّض المتسبب بها إلى أقصى العقوبات"، وذلك بعد استماعه إلى "إيجاز عن سير التحقيقات الجارية لتحديد العناصر التي تعبث بأمن البلد واستقراره، وتقديمهم للجهات القضائية المختصة، لينالوا جزاءهم العادل"، من قبل قيادات عسكرية وأمنية في اجتماع طارئ مساء الأمس.