في الساعات القليلة الماضية، تداول العراقيون بشكل واسع صورة تظهر أحد عمال محطات الوقود وهو يراقب باستياء إجراءً تجريبًا لنظام الدفع الإلكتروني في العاصمة بغداد.
تؤكّد وزارة النفط لـ "الترا عراق" أنّ التجربة ستطبق ابتداءً من شهر نيسان/أبريل المقبل
نظرة "البوزرجي"، كما يعرف شعبيًا، تفسر، وفق المتفاعلين، القلق لدى عمال محطات الوقود من فقدان "أموال طائلة" يجنوها يوميًا من "الإكراميات" التي يقدمها السائقون مع كل "تفويلة" وقود، والتي لا تقل عن 500 دينار.
المتفاعلون أشاروا إلى مخاوف من عرقلة مشروع الدفع الإلكتروني، فيما تؤكد شركة توزيع المنتجات النفطية أنّ إنجاز المشروع "قريب جدًا".
أهداف خدمية.. وأمنية أيضًا
مدير الشركة حسين طالب قال لـ "الترا عراق"، إنّ "الخطة التي أطلقتها وزارة النفط وشركة المنتجات في بعض محطات الوقود في بغداد، تنسجم مع المنهاج الحكومي للتخلص من نظام الدفع بالعملة الورقية، والتحول إلى الالكتروني، لتحقيق الأهداف الاقتصادية والخدمية والأمنية أيضًا على أعلى المستويات".
الجنبة الأمنية تتعلق، بالمخاطر التي قد تطال الكتلة النقدية الكبيرة التي تجبى يوميًا في العشرات من محطات الوقود، حيث يؤكّد طالب أنّ "التحول الرقمي سيحمي الإيرادات من مخاطر السرقة".
تهدف التجربة بشكل أساسي إلى دعم التداول المالي الإلكتروني وحماية إيرادات الدولة من محطات الوقود
النظام سيطبق في 10 محطات وقود بحلول الأول من نيسان/أبريل المقبل، وفق طالب، بواقع خمس محطات في كل من الكرخ والرصافة، من بينها محطة وقود "الحرية" في منطقة الكرادة، وسط بغداد.
بوابات رقمية.. وداعًا لـ "الإكراميات"
ويقول طالب، إنّ "نظام الدفع الإلكتروني الجديد سيمنح المواطن حقه في عدم دفع أكثر من المبلغ المقرر للوقود، ويحكم القبضة على إيرادات الدولة من هذه المحطات"، مشيرًا إلى أنّ "توفير نقاط ونظام الدفع الإلكتروني في المحطات، كمرحلة أولية، جرى بالتعاون مع البنك المركزي العراقي، وبنك التجارة، والمصرف الصناعي، والرشيد والرافدين، فضلاً عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء".
ويوضح مدير شركة التوزيع، أنّ "المرحلة الأولى التي جرى تطبيقها في محطة وقود الحرية، وستشمل 9 محطات وقود أخرى، تشمل نصب بوابات رقمية"، مبينًا أنّ "النظام يهدف إلى السيطرة على الإيرادات في المحطات، وإجراءات نقلها إلى حسابات شركة المنتجات النفطية في المصارف".
كما بيّن، أنّ "التجربة الحالية ستخضع للتقييم وإصلاح المعوقات، أو أي خلل، من أجل الاستخدام الأمثل من قبل المواطنين في المرحلة المقبلة"، مشيرًا إلى أنّ "التجربة ستعزز من خبرات القطاع المصرفي نحو توسعة التطبيق للأنظمة الرقمية في المجتمع تدريجيًا، وتوعية المواطنين بكيفية استخدامها".
تبلغ رسوم الدفع الإلكتروني للتزود بالوقود 1% فقط وستطبق التجرية في 9 محطات في العاصمة بغداد من أصل 19
ويؤكد مسؤول شركة التوزيع، أنّ النظام يوفر حماية للمواطنين وإيرادات الدولة على حد سواء، ويتيح الفرصة بشكل أمثل لتقديم الخدمات.
الرسوم 1%
آلية الدفع الإلكتروني تشمل البطاقات المخصصة لاستلام رواتب الموظفين والمتقاعدين، برسوم تبلغ 1% من ثمن الوقود في كل مرة، وفق البنك المركزي العراقي.
وتضم العاصمة بغداد، وفق تصنيف خرائط غوغل، 19 محطة وقود أهلية وحكومية، 10 منها في جانب الكرخ.
محطات الكرخ المشمولة بالتجربة:
- محطة تعبئة اليرموك - قرب سكة القطار/ الداوودي.
- محطة تعبئة الشرطة الأولى في حي الجامعة - خلف جامع "ملا حويش".
- محطة تعبئة أم الطبول/ حي الداخلي - خلف جامع أم الطبول.
- محطة تعبئة الرسالة في المنصور - قرب تمثال أبي جعفر المنصور.
محطات الرصافة:
- محطة تعبئة السعدون - شارع السعدون.
- محطة تعبئة أبو أقلام - كرادة داخل.
- محطة تعبئة موسى بن نصير - الكرادة شارع سلمان فائق قرب عمارة الشروق.
- محطة تعبئة الخالصة – الوزيرية.
- محطة تعبئة البتاوين - ساحة الطيران مقابل سوق بغداد.
