ألترا عراق ـ فريق التحرير
مع استمرار التزايد المضطرد باستخدام الغاز للسيارات في العراق بدلًا من البنزين، عمدت وزارة النفط لرفع أسعار لتر الغاز، وبنسبة 50%، إلا أنه ما زال هناك فارق في السعر بين لتر الغاز ولتر البنزين سواء العادي أو المحسن و"السوبر"، في توجه يراه خبراء في الاقتصاد أنه يأتي في إطار "الرفع التدريجي لدعم الوقود".
قررت وزارة النفط رفع سعر الغاز المجهز للسيارات إلى 300 دينار بعد أن كان 200 دينار للتر الواحد
وكانت وزارة النفط قد طرحت مؤخرًا "البنزين السوبر" وبسعر ألف دينار للتر الواحد، بالرغم من كونه يكلف الدولة 1400 دينار للتر الواحد، كنوع ثالث من البنزين، إلا أنّ مراقبين يرون أنه "خدعة" لغرض رفع الدعم عن البنزين المحسن الذي تستورده الدولة بألف دينار للتر الواحد وتبيعه بـ650 دينارًا، وأن البنزين السوبر بالحقيقة هو البنزين المحسن نفسه، وأنّ البنزين المحسن مخلوط بالنفثا، وهي وسيلة تحاول وزارة النفط من خلاها رفع الدعم وتقليل خسائرها التي قد تصل لـ1.6 مليار دينار يوميًا جراء استيراد الوقود وبيعه بأسعار مدعومة.
وقررت وزارة النفط، رفع سعر الغاز المجهز للسيارات إلى 300 دينار بعد أن كان 200 دينار للتر الواحد، وبنسبة ارتفاع تبلغ 50%، فيما قررت الوزارة أيضًا بحسب وثيقة صادرة عن الوزارة اطلع عليها "ألترا عراق"، رفع أسعار نصب منظومة الغاز للسيارات بدءًا من الشهر المقبل تشرين الأول/أكتوبر.
ورصدت وزارة النفط تصاعدًا باستهلاك الغاز حيث بلغ في آذار/مارس الماضي لوحده 12 مليون لتر، ووفق آخر إحصائية أعلنتها شركة توزيع المنتجات النفطية، فإنّ الكميات المباعة خلال النصف الأول من العام الحالي 2022 قاربت 69 مليون لتر، فيما أكدت استمرار الشركة في تسجيل ارتفاع المبيعات خلال الشهر الأول من النصف الثاني من السنة، مع بلوع منافذ تزويد الغاز العائدة للشركة 70 منفذًا أهليًا وحكوميًا.
وفق هذا الرقم، فإنّ مبيعات الغاز شهريًا تبلغ 11.5 مليون لتر، لكن سعر البيع القديم يشير إلى أنّ الوزارة كانت تحصل على 2.3 مليار دينار شهريًا، أما وفق السعر الجديد، فإنّ عائدات الوزارة ستقفز إلى نحو 3.5 مليار دينار شهريًا.
ويبلغ استهلاك الغاز يوميًا نحو 390 ألف لتر يوميًا، بينما يستهلك قرابة 28 مليون لتر يوميًا من البنزين، ما يعني أنّ الغاز يسد 1% من الاستهلاك اليومي للبنزين.
الغاز.. أوكتان أعلى ونفقات أقل بنسبة 35%
ويبلغ سعر منظومة الغاز لتحوير السيارات 500 ألف دينار عراقي، ومن المؤمل أن ترتفع أكثر وفق القرار الجديد، فيما يستعرض مدير عام شركة تعبئة الغاز إيجابيات المنظومة، مشيرًا إلى أنه “من الناحية البيئية، فإنها تحافظ على البيئة لأن مخلفات غاز النفط المسال (البروفان والبيوتان) من المركبات العضوية التي تحترق بنحو كلي وهي خالية من الرصاص ونسبة CO2 قليلة جدًا".
ووفق تصريحات مدير شركة تعبئة الغاز، بشأن الجدوى الاقتصادية للمنظومة الغازية للعجلات، فإنّ "السائق الذي يملأ خزان سيارته بالبنزين العادي يدفع (35 ألف دينار) على سبيل المثال، في حين يدفع (8 آلاف دينار) إذا ملأها بالغاز، أي أنه يوفر ما يعادل 75 بالمئة من المبلغ، بالإضافة إلى اختفاء مشكلة (الأدفانس) في المحركات.
لكنّ السعر الجديد يلفت إلى أنّ السيارة التي تمتلئ بـ35 ألف دينار بالبنزين العادي، أي تأخذ نحو 77 لترًا، فأنها ستملأ بالغاز بمبلغ 23 ألف دينار، أي أقل بنسبة 35% فقط.
وتبلغ نسبة الأوكتان في البنزين العادي ما بين (80-83) ويبلغ سعر اللتر الواحد منه 450 دينارًا عراقيًا، بينما تبلغ نسبة الأوكتان للبنزين المحسن (94-95) وسعر اللتر الواحد منه 850 دينارًا عراقيًا، في حين أن الغاز المسال (LpG) سعره 200 دينار ونسبة الأوكتان 110، أي أنه أحسن حتى من البنزين المحسن.