دعا رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، يوم الأربعاء 10 نيسان/أبريل 2024، القوى السياسية إلى دعم زيارة رئيس الحكومة محمد السوداني إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، وإلى إصلاحات عميقة للنظام السياسي في العراق.
يجب دعم زيارة السوداني للتفاوض على مستقبل العلاقات مع الولايات المتحدة
وألقى الحكيم كلمة في خطبة العيد، اطلع عليها "ألترا عراق"، أشار فيها إلى "زيارة مرتقبة للأخ رئيس الوزراء إلى واشنطن واللقاء برئيس الولايات المتحدة الأمريكية وكبار المسؤولين هناك، و نعتقد أن هذه الزيارة مهمة ويجب أن تحظى بدعم وإجماع عراقي لتمكين الحكومة من انسيابية الحوار والتفاوض على مستقبل العلاقات العراقية - الأمريكية، التي تأخذ أبعادًا جديدة بحسب المناقشات والحوارات والمفاوضات الجارية".
وقال إن "العراق يريد أن يؤسس لشراكة متينة مع جميع دول المنطقة والعالم" وإن "التفاوض على إنهاء مهام التحالف الدولي واستبدال العلاقة مع الولايات المتحدة من علاقة أمنية وعسكرية بحتة، إلى علاقة شاملة في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والمصارف والمعرفة والجامعات والتكنولوجيا والاتصالات وتبادل الخبرات و التجارب و الوفود، كلها أمور راجحة ومطلوبة لتطوير هذه العلاقة، واليوم شعبنا يتطلع إلى نمط جديد من العلاقات تؤتي ثمارها وتنعكس على استقرار العراق وازدهاره".
إصلاحات عميقة
تطرق الحكيم إلى اقتران عيد الفطر هذا العام "بالذكرى السنوية لسقوط الدكتاتورية وانبثاق النظام الديمقراطي في العراق"، أي ذكرى احتلال العراق على يد الجيش الأمريكي، "والتي تزامنت مع ذكرى استشهاد الإمام الشهيد الصدر في رسالة اعتبار عظيمة بأن الدم يثأر لنفسه وأن المظلوم سينتصر ولو بعد حين"، حسب تعبيره.
وأضاف: "لقد استطاع العراقیون أن يعبروا محطات صعبة وعسیرة في خضم تجربتھم السیاسیة خلال العقدین الأخيرين حیث مرت التجربة السیاسیة بمنعطفات خطیرة كادت تعصف بكل التضحيات والمنجزات لو لا حكمة المرجعية الدينية العليا وإخلاص القوى السیاسیة الوطنیة في تقدیم المصلحة العلیا للبلد على أي اعتبار آخر".
وأشار إلى "استتباب الأمن في البلاد، بفضل الجهود الحكومية والأمنية والعسكرية التي تبذل من جميع المؤسسات والقوات المسلحة الباسلة في: (الدفاع والداخلية والحشد الشعبي والبيشمركة والأمن الوطني وجهاز المخابرات ومستشارية الأمن القومي) بقيادة الأخ السوداني، وعلى الجميع أن يتكاتف ويتعاون في الحفاظ على المنجز مجتمعاً وحكومةً ونخبًا وقوى سياسيةً ومؤسسات وبرلمان".
وأضاف: "ومثلما كانت ھناك بعض الأخطاء في أداء المھام والواجبات فكذلك كانت ھناك تضحیات وصبر وإیثار لن یتنكر التاریـخ لأصحابھا ومواقـفھم المشرفة فيها وھي مواقف يجدر استحضارها والمراكمة علیھا والمضي باستمرار نحو المسار الإصلاحي للبلد عبر المراجعة والتقییم المستمر لتحقيق الإصلاح المنشود. ولطالما كانت المراجعة والتقییم حاضرين فـي أذھانـنا عند كل محطة يشهدها البلد، فالغایة ھي التصحیح والالتزام بالمسار الذي یحفظ وحدة العراقیین ویحقق حیاة حرة كریمة لهم دون أن تتحول المراجعة والتقویم إلى تصفية حسابات سیاسیة ھدفھا الإرباك وتعطیل الحیاة الیومیة للناس وتأخيرعجلة بناء الدولة".
إخلاص القوى السياسية وحكمة المرجعية حافظا على التجربة السياسية في العراق من منعطفات خطيرة
ودعا الحكيم "القیادات الوطنیة إلى اجتماعٍ مركزي رفيع يقوم على استثمار البیئة الإیجابیة التي یعیشھا البلد حالیًا والاستفادة منھا في مراجعة التجربـة السیاسیة في العراق وتقويمها والخروج بنقاط جوھریة ومفصلیة تعالج الأخطاء البنیویة التي تتسبب في حالات الانسداد السیاسي للبلد ولطالما كانت حالات الانسداد السیاسي معطلة ومربكة لمسار بناء الدولة وتطويرها".
وتحدث القيادي في الإطار التنسيقي عن "حاجة إلى إصلاحات عمیقة لبنیة النظام السیاسي في بعديه الاقتصادي والتشریعي على أن تكون ھذه الإصلاحات من رحم التجـربة السیاسیة التي خاضتھا القوى السیاسیة الوطنیة في العراق فلا نرید أن نبدأ من الصفر ونعرض البلد إلى الفراغ والإرباك السیاسي بل نرید إصلاحًا بنیویًا ینسجم مع طبیعة نظام الدولة الاتحادي من جھة ویكون منطلقًا من مؤسساته الدستوریة دون تسويف وتعطيل من جھة أخرى".
وأوضح أن "وحدة الكلمة والمشاركة في القرار والتوافق الوطني تمثل ثلاثیة القدر العراقي الذي یجب أن لا نتغافل عنه في محطات العمل السیاسي كما يجب أن لا نستغرق بمفاھیم غیر واقعیة بـعیدة عن البیئة العراقیة وخصوصیته المجتمعیة المركبة".
وأكد على ضرورة أن "تتجه الـقوى السياسية الوطـنیة ومؤسـسات الدولة نحو النهج الاستراتیجي في تحدید المصالح العلیا للبلد وآليات تحقیقھا وسبل حمایتھا بحرص وطني متجرد عن التنافس السیاسي المحموم في المواسم الانتخابیة وبخلاف ذلك فإننا سنعرض البلد إلى مزید من ھدر الفرص والتفریط بمصالح الشعب".
وبيّن أن الدولة "ھي الممثلة والمختصة بالتعامل الخارجي، وعلیھا یتوقف رسـم السیاسة الخارجیة للبلد ولن یتم ذلك بمعزل عن إطار جامع يضم القوى السیاسـیة الوطـنیة الممثلة للشعب التي ترجمت ثقة الشعب لتلك الحكومة فھي جزء أساسـي وساند لعمل الحكومة وتوجهاتها".
وقال إن "شبابنا ینتظر التغییر ویرنو لحیاة حرة كریمة تلیق به ویجب علینا أن نقدم لھم أنموذجًا عملیًا في كیفیة اسـتثمار السیاسة لتحقيق الخدمة والبناء وأن نغیر ثقافة التشكیك التي اشُیعت للأسف في أوسـاط شبابنا في كل ما یتعلق بالجانب السیاسي"، إذ "لعل السبب الأساسي في ذلك يعود إلى غیاب التنشئة السیاسیة المرافـقة للنظام السـیاسي وغیاب مفھوم الدولـة وشیوع مفھوم السلطة بـدلًا عنھا ما یعني أننا بحاجة إلى إصلاحات بنيوية وعمیقة في قطاع التربیة والتعلیم والثقافة فضلًا عن الحاجة المتزايدة إلى برامج استراتیجیة بعیدة المدى تدخل في فھم المواطن العراقي وسلوكه".
ودعا الحكيم "الحكومـة ومجلس النواب إلى اعتماد وثیقة وطنیة استراتـیجیة تنص بوضـوح على تحدید الآلیات التي تحمي المصالـح العلیا للبلد وأبرزھـا حاكمیة الدسـتور والقضاء وأن لا نتعامل مع تلك الآلیات بسياقات سیاسیةٍ ھمھا الربح والخسارة بل يكون التعامل بعقلیة الدولة والحرص على مصالح البلد وحقوق الشعب".
مشكلة مجلس النواب والحكومات المحلية
وفي ملف رئاسة مجلس النواب المعطّل، بعد إنهاء عضوية محمد الحلبوسي، أشار الحكيم إلى "أهمية تفعيل دور مجلس النواب التشريعي و الرقابي من خلال الإسراع باختيار وانتخاب رئيس جديد ينهض بأعباء إدارة المجلس ومسؤولياته وجلساته وجدول أعماله و تنظيم علاقته بالسلطات الأخرى".
دعا لتحديد موعد قريب بعد عطلة العيد لانتخاب رئيس لمجلس النواب
وطالب "المكون السني الكريم الإسراع في التفاهم داخل المكون لحسم ملف رئاسة المجلس، ونحن على ثقة بإمكانيتهم في حل هذا الموضوع بوقت قريب وبصورة عاجلة، ومستعدون لتقديم أي مساعدة مطلوبة بهذا الشأن"، كما طالب "هيئة رئاسة مجلس النواب بتحديد موعد قريب بعد عطلة العيد لانتخاب الرئيس في كل الأحوال والظروف لإنهاء شغور رئاسة المجلس"، وكذلك "أعضاء مجلس النواب ببذل مزيد من الجهد لإتمام التشريعات العالقة وتمرير حزمة كبيرة منها خدمة للصالح العام".
وعن الحكومات المحلية في المحافظات، قال إنها تشكلت "مـن خـلال الـتحالـفات السـیاسـیة للقوى الـفائـزة فـي الانـتخابـات المحـلیة الأخـیرة وقد أخـذت عھـدًا عـلى نـفسھا بتـطوير عجـلة الخـدمـات والإعـمار فـي هذه الـمحافـظات ویـجب عـلى تـلك الـتحالـفات أن تـفي بـإلـتزامـھا وعھـدھـا الـذي قـطعته فمن دون إدامـة اسـتقرارھـا السـیاسـي لـن تـتمكن الحكومات المحلیة من المضي في مشروعھا الخدمي"، مبينًا أن "الـحفاظ عـلى الاسـتقرار السـیاسـي فـي الـمجالـس المحـلیة يعد مـقدمـة أسـاسـیة لحـفظ الأمـن والـدفـع بعجـلة الخدمات نحو التطور والازدھار في محافظاتنا الحبیبة".
وفي ملف العلاقة بين بغداد وأربيل، أكد أن "توثيق العلاقة بين المركز والإقليم و بين المركز والحكومات المحلية أمر هام وضروري لضمان عدالة توزيع الموارد والامكانيات بين الجميع و أن يكون العراق كله ورشة خدمية كبيرة لخدمة الناس وإسعادهم وتطمينهم وتلبية احتياجاتهم دون تمييز أو تلكؤ"، مبينًا أنه "لا نرید ھـدرًا لـلوقت والفرص ولا نرید مناخًا سـیاسیًا متشنجًا في إدارة الـحكومات ویـجب أن نعمل معًا على إشاعة لغة التعاون والتناصح بیننا".