دعا رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، يوم السبت 13 كانون الثاني/يناير 2024، إلى استنساخ تجربة تشكيل حكومة محمد السوداني في مجالس المحافظات، محذرًا مما وصفه بـ"تسونامي اقتصادي".
وقال الحكيم في كلمة بمناسبة الذكرى 21 لمقتل محمد باقر الحكيم، مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، واطلع عليها "ألترا عراق"، إن "ائتلاف إدارة الدولة استطاع تشكیل حكومة الـسوداني في ظروف صعبة وتحدیات خطیرة. واستطاع من خلال وحدته واتفاقه على إنجاح سعي الحكومة في تحقیق إنجازات كبیرة من حیث الاستقرار السیاسي ودفع عجلة البناء والتنمیة في البلاد".
وأردف بالقول: "ھذا ما یجعلنا متمسكين بھذه الآلیات الوحدویة لاستكمال الطریق ونقل التجربة إلى مجالس المحافظات وحكوماتھا المحلیة، فالتجارب الناجحة یجب إعمامها وتكرارها وتطويرها".
ودعا الحكيم في كلمته إلى "استنساخ تجربة ائتلاف إدارة الدولة في تشكيل الحكومة الاتحادیة وتفعيلها في تـشكیل الحكومات المحلیة بآلیات تنسجم مع طبیعة تلك المحافظات".
وقال الحكيم إن "وجود أكثر من ملیون شاب سنویًا يبحثون عن فرصة عمل في بلد تتنامى فیه الزیادة السكانیة عامًا بعد عام لھو تحد كبیر إن لم نتعامل معه كفرصة جدية من خلال استثمار ھذه الثروة البشریة في الاتجاه والمجال الصحیح".
وأضاف: "نجدد تأكیدنا وتحذيرنا معًا، إنْ لم نبدأ بتلك العملیة الاقتصادیة الشاملة والقادرة على صنع فرص العمل واستیعاب قدرات شبابنا فإننا سنكون أمام تسونامي مالي واقتصادي يهدد العراقیین جمیعًا".
وأشار إلى أن "فلسفة بناء الدولة تقوم على أسـاس تحقیق العدالة بین المواطنین وھذه القیم لا یمكن تحقیقھا من دون وجود عملیة سیاسیة ممثلة لجمیع أطیاف ومكونات الشعب على اختلاف انتماءاتھم وتوجھاتهم الدینیة والفكریة"، مدعيًا أن "العراقیين نجحوا على مدار 20 عامًا الماضیة في تحقیق ھذا التمثیل المكوناتي في العمل السیاسي على الرغم من المحطات المعقدة والتحدیات الصعبة التي مر بھا العراق".
وتطرق عمار الحكيم إلى استهداف القوات الأمريكية والرد على الفصائل المسلحة، بالقول: "في الوقـت الذي نـرفض الاعتداء على البعثات الدبلوماسیة وعلى كل ما یعرض أمن البلد إلى الخطر فإننا نرفض تمامًا كل محاولات الاستھانة بالسیادة العراقیة ونرفض استهداف مقار القوات المسلحة والقيام بعمليات عسكرية بدون إذن الحكومة العراقية، مھما كانت المبررات ومهما كانت الأسباب. فالأمن والاستقرار والسلام لا یكون على حساب السیادة والكرامة العراقیة إذ لا معنى ولا وجود لھا حينذاك. والسیادة العراقیة ھي المدخل الأساسي لتحقیق الأمن والاستقرار في المنطقة".
وعن حرب غزة، قال: "نجدد تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطیني في محنته الراهنة ونرفض كل أسالیب الطغیان الإسرائیلي الغاشم على المدنیین والأبریاء في غزة الصامدة وفي المدن الفلسطينية الأخرى".
وأضاف: "لا بد من اتخاذ الموقف الدولي والعربي الحاسم لإیقاف نزیف الدم الفلسطیني وإنهاء الحرب الجائرة عليه ولا خيار سوى أن یمنح لھذا الشعب الصامد حقه في تشكيل دولته على تراب أرضه المحتلة".
وأكد أن "القضیة الفلسـطینیة متجذرة في وعي الـشعب العراقي وضميره وعلى الجمیع أن یدرك ذلك جیدًا وأن لا یتناسوا التاریخ ومواقف العراق تجاه ھذه القضیة العربیة والإسلامیة الأصيلة".