استعرض رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، في مصر، يوم الثلاثاء 20 شباط/فبراير 2024، عن أمثلة لمشاريع التنمية المستدامة في 8 دول عربية، مشيرًا إلى أن العراق اعتمد "الحياد الإيجابي" ونأى بنفسه عن الاصطفافات الإقليمية والدولية.
تحدث عن مشاريع التنمية المستدامة في الأردن ومصر والمغرب وقطر والكويت والسعودية والإمارات والعراق
وألقى الحكيم كلمة في المنتدى العالمي لثقافة السلام العادل من أجل التنمية، واطلع عليها "ألترا عراق"، قال فيها إن "الزیادة السكانیة التي یشھدھا العالم الیوم ومنطقتنا العربیة والإسلامیة بالأخص تجعل من التنمیة مطلبًا وجوديًا أكثر منه مفھومًا وثقافةً"، مبينًا أنه "لا بد من إرساء السلام وتطبیقه أولًا والتنمیة تعكس مجموعةً متكاملةً من القیم الاجتماعیة والسیاسیة تتمثل مجتمعة في إقرار وترسيخ ثقافة السلام".
وأوضح أن "التحديات الديموغرافية والبيئية هي عوامل لا يمكن تجاهلها، حيث إن النمو السكاني السريع، والهجرة، وندرة المياه، وتغيرات المناخ ، باتت أمورًا جوهرية وأساسية تحتاج إلى معالجة عاجلة لضمان مستقبل السلام"، مشيرًا إلى أن "لا سیادة ولاحریة ولا استقلال في القرار السياسي وفي الصناعة والزراعة وسائر القطاعات في دولنا العربیة والإسلامیة ما لم تكن ھناك تنمیة شاملة وحقیقیة في مجتمعاتنا وبلداننا".
وأشار رئيس تيار الحكمة إلى ما وصفه بـ"الأمثلة البارزة على التنمية المستدامة في الوطن العربي"، وأولها "مشروع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، الذي يعد مثالًا على الجهود الكبرى نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام وفق خطة محترفة لتخفيف الضغط عن القاهرة التي تعاني من الازدحام الشديد والتداعيات البيئية، فجاءت رؤية تصميم المدينة بطريقة تضمن الكفاءة في استخدام الموارد، مثل إعادة استخدام المياه والطاقة الشمسية بنحو أمثل".
ولفت إلى عدد من المشاريع العربية "تعتبر مثالًا ممتازًا في التنمية المستدامة منها:
- مشاريع الكويت في مجال الطاقة المتجددة والبنى التحتية كمشروع مدينة الحرير الذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتحسين جودة الحياة للسكان.
- مشاريع قطر في أستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى مدخلًا لتعزيز التنمية المستدامة.
- مشروع الديسي لنقل المياه في الأردن.
- مشاريع طاقة الرياح والشمس في المغرب.
- مدينة مصدر في الإمارات العربية المتحدة.
- رؤية (2030) في المملكة العربية السعودية.
- ميناء الفاو الكبير وطريق التنمية في العراق".
وقال: "إننا في العراق عانینا كثیرًا من آثار توقف عجلة التنمیة وما زلنا نعاني بعض آثارھا بالرغم من الخطوات الكبیرة التي تحققت طیلة العقدین الماضیین، وما تحققق في حكومة الأخ السوداني بشكل خاص"، مبينًا أن "الحروب وسنوات الحصار ثم ثقافة التطرف والتكفیر والعنف كانت عوائق أمام نھوض العراق"
واستدرك بالقول، إن "عراق الیوم یختلف عن أمسه وماضیه وھو في طریقه نحو الریادة في مجالات حيوية واستراتيجية "، مشيرًا إلى أن "العراق استطاع أن یكسر شوكة الإرھاب والتطرف واستطاع توحيد مكوناته في إدارة عملیة سیاسیة دیمقراطیة ناجحة فالدیمقراطیة تقع في صمیم التنمیة ولا يصح الحديث عن تـنمیةٍ بلا نظامٍ دیمقراطي يقوم على التداول السلمي للسلطة".
ولفت الحكيم إلى أن "العراق نجح أیضًا في النأي بنفسه من الدخول في اصطفافاتٍ إقلیمیةٍ ودولیةٍ من خلال اعتماده سیاسة الحیاد الإیجابي دون المساس بقیم الأمة العربیة والإسلامیة وثوابتھا الدینیة والأخلاقیة الأصيلة".
وأضاف: الیوم نواجه تحدیًا كبیرًا وھو أمر تشترك فیه جمیع دولنا العربیة والإسلامیة ھو تھدید أمن منطقتنا وزعزعة السلام فیھا بعدما حققته من نجاحاتٍ كبیرةٍ في عودة المیاه إلى مجاریھا الطبیعیة. نحن اليوم مجتمعون لمناقشة واحدةٍ من أكثر القضايا إلحاحًا في عالمنا العربي في مواجهة تحديات السلام، ففي قلب هذه التحديات، تحتدم النزاعات الداخلية والإقليمية. وقد شهدنا، للأسف، كيف يمكن للحروب الأهلية والصراعات الطائفية أن تدمر مجتمعاتنا من الداخل، وكيف تعمل النزاعات الإقليمية على إضعاف علاقاتنا مع جيراننا".
وقال إن "ما یتعرض له شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والمدن الفلسطينية الأخرى من إبادة جماعیة تحت مبرراتٍ غیر منطقیة من قبل الكیان الصھیوني وتحت صمت دولي مریب تعد من أبرز التحدیات التي تواجه إرساء ثـقافة السلام ودفع عجلة التنمیة في المنطقة".
وتابع: "نقدر الجھود الكبیرة التي تبذل من قبل جمھوریة مصر العربیة ولا سيما مايقوم به الرئيس السيسي وما تسعى إليه العدید من دول المنطقة والعراق بشكل خاص للوصول إلى حل جذري لإیقاف ھذه المأساة الإنسانیة وإیجاد حل عادل یحقق كرامة الفلسـطینیین وحقھم الطبیعي على أراضیھم المحتلة".
وأكد الحكيم، أنه "لا یمكن أن نتخیل وجود تنمیة حقیقیة ووجود سلام دائم بوجود أراض محتلة وحقوق مسلوبة وسیاسات تدميرية ومتھورة تؤثر على أمن شعوبنا ودولنا، مشددًا على أن "القضیة الفلسطینیة لیست شعارًا سیاسيًا وإنما ھي قضیة تمس كرامة المواطن العربي والمسلم ولا یمكن التغاضي عنھا أو تعویمھا بـأسالیب وجھود بعيدة عن معنى الكرامة والإنسانية".
ودعا في الختام "من خلال ھذا المنتدى الدولي إلى اعتبار التنمیة المستدامة والمستندة إلى سلام حقیقي ودائم في منطقتنا العربیة والإسلامیة هي القضیة الأولى لدى دولنا وحكوماتھا ومجالسھا التشریعیة كلًا بحسب نظامه السیاسي وبيئته و أولوياته".