ألترا صوت - فريق التحرير
لم تتوقف جملة التغييرات اللافتة في قناة الحرة بعد، إذ استمر التسريح وإنهاء الخدمات للموظفين والتعسف بحقهم، وإفراغ المكاتب الموجودة في بغداد والقاهرة، وتوسيع مكتب دبي الذي أصبح إقليميًا في التغييرات الجديدة.
بعد نقلها للإمارات، لم تقف التغييرات في قناة الحرة عند حد معين، فاستمر تسريح العاملين في مكتبي بغداد والقاهرة
وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أُنهيت خدمات 34 صحفيًا في مكتب "الحرة عراق"، ما شكل مفاجأة للموظفين، وتضامن معهم زملاؤهم الصحفيون على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ/ي أيضًا: هل اشترى ابن زايد قناة الحرة؟.. التفاصيل الكاملة من مصادر خاصة
في حين أعرب المرصد العراقي للحريات الصحفية عن "قلقه البالغ" على المصير المهني لـ34 صحفيًا في قناة الحرة عراق. وقال المرصد في بيان اطلع عليه "ألترا صوت"، إن "34 صحيفًا يعملون كمقدمي ومعدي برامج في مكتب قناة الحرة عراق في بغداد، تم إنهاء عملهم بطريقة تعسفية بقرار من الإدارة الجديدة"، مشيرًا إلى أن "مقدمي البرامج أُبلغوا بالقرار قبل يومين، ولم يتم الحديث معهم عن تعويضات، أو عمل بديل، أو صيغة تعاقدية جديدة".
بينما لفت بيان المرصد "نظر إدارة قناة الحرة في العاصمة الأميركية واشنطن إلى أن مقدمي البرامج في مكتب بغداد، يعملون في ظروف معقدة منذ العام 2004 وإلى اليوم، وتعرض العديد منهم إلى عمليات ترهيب وتصفية وملاحقة واختطاف، واضطر عدد منهم إلى نقل أسرهم إلى خارج العراق لحمايتهم من التهديد".
الحرة تتهم موظفيها المفصولين بـ"الطائفية"
بعد أن أعلن الصحفيين الذين أُنهيت خدماتهم في مكتب الحرة عراق، عن سخطهم ومفاجأتهم بقرار تسريحهم الأخير، ردت الحرة في بيان أصدرته في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، اتهمت فيه الصحفيين الذين يعملون بها منذ 15 عامًا، ومن الذين شاركوا بتأسيسها، بأنهم "طائفيون وقريبون من إيران".
وقالت إدارة شبكة الحرة في البيان، إن "بعض التلميحات التي راجت من خلال الهجمات التي تنظمها دوائر مقربة من إيران، تعتمد على عقلية الحفاظ على الموظف، حتى وإن كان غير مجدٍ ولا يقدم منتوجًا للقناة، ما يؤكد أن هذه الهجمات ترمي إلى تكريس بطالة مقنعة لأغراض سياسية أو طائفية لا تمت إلى المهنية بصلة".
صحفيو "الحرة عراق": لسنا طائفيين.. بل أنتم!
بعد بيان الحرة، رد صحفيو الحرة عراق في بيان تلقى "ألترا صوت" نسخة منه، قالوا فيه إنه "في الوقت الذي كنا نتوقع أن تبادر إدارة شبكة الشرق الأوسط للإرسال (المالكة لقنوات الحرة) إلى توضيح أسباب إقالتنا، وإقناع المتابعين بها، لا سيما بعد اعتراف السيد ألبرتو فرناندز في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر، بأن نسب مشاهدة الحرة في العراق مرتفعة، فوجئنا ببيان غريب في لغته وأفكاره ولا يناسب المعايير المهنية".
كما أشار البيان إلى أن "أهم ما استوقفنا فيه هو ربطه بين ردود الأفعال على إقالة موظفي مكتب بغداد في الحرة عراق، وبين دوائر مقربة من إيران، بحسب ما جاء في بيان الإدارة. وشعرنا من هذه العبارة تأكيدًا لفكرة شاعت في مواقع التواصل الاجتماعي من أن دوافع الإقالة قد تكون طائفية، كون أغلب المقالين يتحدرون من أصول شيعية"، مبدين استغرابهم من "انجرار إدارة شبكة الحرة إلى هذا المنطق، حتى ليخيّل لقارئ البيان أنها تؤكد الفكرة ولا تنفيها!".
وكشف البيان صحفيي الحرة عراق، عن طلب "مدير الشبكة نفسه، ألبرتو فرناندز، من مدير البرامج في مكتب بغداد، في اجتماع عبر الهاتف، أن يعادل طائفيًا بين مقدمي أحد أشهر البرامج اليومية، كونهم من طيف واحد".
فيما شدد البيان على رفض الصحفيين لأي "لتميحات طائفية"، مؤكدين أن "مكتب بغداد نفسه ظل مثالًا على التعالي المهني، وعدم الانجرار لهذه النزعة أو تلك، وإدارة القناة تعرف ذلك جيدًا".
إعلام الأنظمة؟
في حوار أجرته صحيفة القبس الكويتية مع ألبرتو فرنانديز، رئيس شبكة الشرق الأوسط للإرسال المالكة لشبكة قنوات الحرة، قال واصفًا الصحفيين الذين يتم استبدالهم، بـ"الآثار"، مشيرًا إلى أن "الآثار مكانها المتحف وليس قنوات التلفزيون"، وهو ما علّق عليه مصدر من مكتب الحرة في واشنطن لـ"ألترا صوت"، بقوله إن "هذا تجاوز وتمييز في القانون الأمريكي، هو يقصد مقدمي البرامج المعروفين منذ عشرة أعوام على الأقل، وهذه واحدة من إخفاقات عديدة وقع فيها هذا الرجل مع الكادر"، لافتًا إلى أن "فرنانديز يتعامل مع الكادر كما تتعامل الأنظمة الشمولية وليس باعتباره ابنًا للأنظمة الديمقراطية!".
وحول رد مكتب الحرة الذي اتهم الصحفيين العاملين في مكتب الحرة عراق، بأنهم "طائفيون"، قال مصدر من داخل مكتب بغداد لـ"ألترا صوت" إن "رد الإدارة الجديدة لقناة الحرة لم يكن مجرد مفاجئة، بل صدمة بالنسبة للعاملين في بغداد، لأنه بيّن لنا بشكل واضح شكل الإدارة الجديدة وارتباطاتها وسياستها".
وأضاف المصدر عينه أن "قبل هذه الإجراءات بفترة شهرين تقريبًا، تحدث عدد كبير من الزملاء عن خيار الاستقالة، لأن بعض المدراء الجدد في مقر القناة أساؤوا، وحصلت أكثر من مشادة بينهم وبين بعض الزملاء".
وأشار المصدر إلى أن "الصادم هو أن سلوك إدارة الحرة الجديدة مع عامليها، تغير في الأشهر الماضية، إذ إنها بدأت بممارسات لا نرى لها تفسيرًا سوى محاولة خلق شيء يشبه الإعلام الحزبي برؤساء يفترض إرضائهم للبقاء في الوظائف"، مضيفًا، أن "هذا السياق لا أشعر أبدًا أنه ملائم في التعامل مع صحفيين مهنتهم الاعتراض فضلًا عن مشاكسة السلطة"، ومتسائلًا: "فكيف إذا كان مديرهم سلطويًا تعلم على سياق إعلام الحكومات الاستبدادي؟".
كما قال المصدر إن "اتهامنا بالطائفية كان مضحكًا، إذ كرس هذا الاتهام في الشبهات حول رئيس الشبكة الجديد ألبرتو فرنانديز ونائبه نارت بوران، وارتباطاتهما بالإمارات". وأضاف: "اليوم يديرون حملة مضادّة وعنصرية بأدوات الإعلام السعودي، ولم يعد الأمر مستغربًا إذ إنهم كشفوا حقيقتهم منذ فترة طويلة".
وصفت الإدارة الجديدة لقناة الحرة، الموظفين الذين تم فصلهم من مكتب بغداد بـ"الطائفية"، وتوجه الباقين على المسار الإماراتي
أما حول اختيار الذين سيأتون مكان الصحفيين الذين أُنهيت خدماتهم، قال إن "المثير للاستغراب أن العديد ممن جائت بهم الحرة للوظائف الجديدة، لا تجربة لهم أبدًا، غير أنهم أصدقاء ألبرتو فرنانديز في التوجه الإماراتي الجديد". وأوضح أن "بعضهم تدربوا لأشهر ليخرجوا بصورة جيدة أمام الكاميرا".
وأضاف: "أصبح من الواضح لدى جميع العاملين، أن القناة خاضعة للولاءات، وتحديدًا قسم الأخبار، فمعظم العاملين الجدد جاؤوا من دبي، ومن أورينت نيوز والعربية وسكاي نيوز، لضمان الولاء".
"لا تقتربوا من اليمن"
بعد تعيين المدير السابق لقناة سكاي نيوز الإماراتية، نارت بوران، نائبًا أولًا لرئيس الشبكة، إضافة إلى إشرافه على البرامج والأخبار لقناة الحرة وإذاعة سوا، فضلًا عن المنصات الرقمية، بدا واضحًا السياسة التي تمرّر عن طريقه في منهج القناة.
وصفت الإدارة الجديدة لقناة الحرة، الموظفين الذين تم فصلهم من مكتب بغداد بـ"الطائفية"، وتوجه الباقين على المسار الإماراتي
إلى هنا، يقول مصدر من مكتب واشنطن لـ"ألترا صوت" إنه "يتم تمرير السياسة الإمارتية من خلال نارت بوران، تحديدًا في موضوع اليمن"، مؤكدًا أنه هو وزملاؤه يطلب منهم بشكل غير مباشر عدم التركيز على دور الإمارات في اليمن إذا كان "الخبر سيئًا". مضيفًا: "أما إذا كان خبرًا جيدًا فإنه يوضع عنوانًا للنشرة".
اقرأ/ي أيضًا:
سكاي نيوز عربية.. ما هكذا يُصدق الكذب
تطبيع غسان عبود.. تسريبات تفضح الترويج لإسرائيل عبر شاشة أورينت