ردت الحكومة الاتحادية، مساء الأحد، على تصريح المتحدث باسم حكومة كردستان الذي هاجم كابينة محمد شياع السوداني، إثر قصف "فصائل المقاومة" موقعًا في مصيف صلاح الدين في أربيل حيث مقر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
ونشر المتحدث باسم الحكومة الاتحادية بيانًا أبدى من خلاله "استغراب الحكومة من تصريح المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان العراق". وقال العوداي، إنّ التصريح "تضمن شتى الاتهامات غير الواقعية وغير المسؤولة، لما ورد فيه من خلط لمعلومات مضللة وأكاذيب باطلة، خصوصًا الادعاء بتجويع المواطنين في الإقليم! متناسيًا الأرقام الرسمية للتمويلات المالية وباعتراف موظفي الإقليم".
وأضاف المتحدث باسم حكومة السوداني، إنّ "ما صدر يمثل تحاملاً غير مبرر على السلطات الدستورية، ومسؤوليتها الحصرية في حماية سيادة البلد. ونؤكد أنّ التسرع في إطلاق الأحكام والإدلاء بتصريحات تفتقر للدقة، يسهم في تعقيد المشهد السياسي والحكومي؛ كونها تصريحات غير بناءة تضر بحالة الاستقرار السياسي والاجتماعي، ولا تتوافق مع سياسة الحكومة ومنهجها وبرنامجها الوطني، الذي التزمت فيه بالدفاع عن مصالح العراقيين في جميع أنحاء العراق وبلا تفرقة".
وقال أيضًا إنّ "الحكومة الاتحادية من واجباتها حفظ الأمن والاستقرار في عموم العراق ولاتفرق بين مواطنيها، وقد اتخذت بالفعل جملة من الإجراءات، وفتحت تحقيقًا بالاعتداء الأخير لكشف ملابساته"، وإنّ "مثل هكذا تصريحات تعقّد مسار التحقيق الذي أنيط بالجهات الأمنية الاتحادية، بالتنسيق مع الجهات المختصة في حكومة إقليم كردستان العراق".
في الوقت ذاته، أكّد المتحدث باسم الحكومة "موقفها الرافض للاعتداءات التي تستهدف أي أرض عراقية، سواء في الإقليم أو باقي المحافظات"، كما أكّد "مضيها بملاحقة المتورطين من أجل تسليمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وكان المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان بيشوا هورماني قد وصف، على خلفية الهجوم، الحكومة الاتحادية بـ "العاجرة"، وقال بلهجة تصعيدية إنّ "الحكومة العراقية صامتة وعاجزة أمام المجاميع الخارجة عن القانون التي يتم تمويلها بالرواتب وتسليحها من قبل الحكومة الاتحادية، ويتحركون أمام الحكومة العراقية، وينقلون الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة وينفذون هجمات إرهابية على مؤسسات رسمية وعسكرية، لكنها تتمتع بالشجاعة الكافية في قطع قوت شعب كردستان، ويتم تمويل هذه المجاميع بنفس تلك الأموال".
ووقع الهجوم، وفق بيان حكومة كردستان، في ساعة متأخرة من مساء السبت 30 كانون الأول/ديسمبر، باستخدام طائرتين مسيرتين مفخختين، وخلف أضرارًا مادية فقط.
وقال هورماني، "في الليلة الماضية، وفي الساعة 11:45 (بالتوقيت المحلي) تعرض مقر لقوات بيشمركة كردستان في حدود بيرمام - أربيل إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين مفخختين، ولحسن الحظ لم يسفر هذا الهجوم عن وقوع خسائر بالأرواح واقتصر على أضرار مادية فقط"، فيما اتهم بعض الكرد بمساعدة الفصائل خلال الهجوم، ووصفهم بـ "الجحوش".
وحذر المتحدث الكردستاني، من أنّ "هذا الهجوم الإرهابي الذي نفذته قوة خارجة عن القانون بمساعدة (الجحوش) والمتعاونين معهم على مقر للبيشمركة يُعد أمرًا خطيرًا وإيذانًا بالحرب".