بعد القصف الأمريكي عبر طائرة مسيرة لسيارة شرقي العاصمة بغداد؛ تقل القيادي في "كتائب حزب الله"، "أبو باقر الساعدي"، بدأت ردود الأفعال تتوالى في العراق، منها ما يحذر من "سيناريوهات أخطر".
قالت الحكومة العراقية في أول رد على القصف الأمريكي إنّ التحالف الدولي يتجاوز تمامًا الأسباب والأغراض التي وُجد من أجلها على أرضنا
وتبنت الولايات المتحدة الأمريكية، عملية استهداف القيادي في "كتائب حزب الله"، قائلة إنّ العملية "استهدفت المسؤول عن التخطيط المباشر للهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة".
وتأتي هذه الردود الأمريكية كـ"عملية انتقام" لمقتل 3 من الجنود الأمريكيين في الهجوم على قاعدة أمريكية قرب الحدود الأردنية السورية قبل نحو أسبوعين.
أول رد حكومي
وأصدرت الحكومة العراقية، بيانًا على لسان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، أشارت فيه إلى أنّ ما حدث يدفعها إلى إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق أكثر من أي وقت مضى.
وفي بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، قال رسول، إنّ "القوات الأمريكية تكرر وبصورة غير مسؤولة، ارتكاب كل ما من شأنه تقويض التفاهمات والبدء بالحوار الثنائي، إذ أقدمت على تنفيذ عملية اغتيال واضحة المعالم، عبر توجيه ضربة جوية وسط حي سكني من أحياء العاصمة بغداد، بطريقة لا تكترث لحياة المدنيين وللقوانين الدولية".
وهي بذلك ـ والكلام لرسول "تهدد السلم الأهلي، وتخرق السيادة العراقية، وتستخف وتجازف بحياة الناس وأبناء شعبنا، والأخطر من ذلك".
واعتبر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، أنّ "التحالف الدولي يتجاوز تمامًا الأسباب والأغراض التي وُجد من أجلها على أرضنا".
وبالنسبة للحكومة العراقية، فإنّ هذا المسار "يدفعها أكثر من أي وقت مضى، إلى إنهاء مهمة هذا التحالف الذي تحول إلى عامل عدم استقرار للعراق ويهدد بجرّه إلى دائرة الصراع"، وفق بيان رسول.
حذر الإطار التنسيقي من أن الاستمرار بالقصف الأمريكي سيفتح الباب لهجمات مضادة
وقال رسول أيضًا: "لا يسع قواتنا المسلحة إلّا أن تضطلع بواجباتها ومهامها الدستورية التي تقتضي حفظ أمن العراقيين وأرض العراق من كل التهديدات".
الإطار التنسيقي: انتقام أمريكي دموي
وفي السياق نفسه، أصدر "الإطار التنسيقي" بيانًا أيضًا، وهو التكتل الذي شكّل الحكومة الحالية برئاسة محمد شياع السوداني، حيث أشار إلى أن الهجوم الأمريكي، "سيفتح الباب لهجمات مضادة، ولن ينتهي الأمر بذلك"، وفق تعبيره.
الإطار، شدد على "ضرورة مواصلة الجهود الحكومية لإنهاء مهام التحالف الدولي، لأنه ذلك سيساهم بانتهاء "مسلسل الاعتداءات العدوانية، والحفاظ على سلامة وأمن المواطنين".
وقال بيان الإطار الذي اطلع عليه "ألترا عراق"، إنه "ندين الاعتداءات المتكررة من قبل القوات الأمريكية على سيادة العراق وتجاوزه الخطوط الحمراء باستهدافه قوات رسمية مرة ورجالًا ساهموا بدحر الإرهاب الداعشي وطهروا الأراضي العراقية من دنسهم التكفيري مرة أخرى".
وبالنسبة للإطار التنسيقي، فإنّ "ما حدث من استهداف للشهيد أبي باقر الساعدي مساء الأربعاء في منطقة مكتظة بالسكان يتنافى ويتقاطع مع المهام المحددة لقوات التحالف والمنحصرة بمحاربة التنظيمات الإرهابية في مناطق تواجدها بل ونعدّه انتقامًا دمويًا من قادة واجهوا الإرهاب بقوة".
حزب الدعوة مستغرب من القتل
واستغرب حزب الدعوة الإسلامية من عملية القصف، معللًا استغرابه بأن ذلك حدث على الرغم من أن "كتائب حزب الله قد أعلنت في بيان رسمي عن مبادرة حسن نية، وأوقفت جميع عملياتها".
قال حزب الدعوة إن سيادة العراق باتت منتهكة يوميًا
وأدان الحزب في بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، إنّ "اغتيال الأخ الحاج الشهيد (وسام محمد صابر - أبو باقر الساعدي) في قلب العاصمة بغداد، رغم أن كتائب حزب الله قد أعلنت في بيان رسمي عن مبادرة حسن نية، إذ أوقفت جميع عملياتها، لتعطي الفرصة للحكومة لكي تقوم بدورها في التهدئة ومنع التصعيد، وفسح المجال للجهد الدبلوماسي والسياسي لإخراج القوات الأجنبية من العراق وبأقل الخسائر، ولكن تمت مقابلة تلك المبادرة بالقتل".
وقال الحزب إنّ "السكوت على هذه الجريمة وتمريرها بلا موقف وطني وسياسي وحكومي حازم سيجعلها تتكرر"، مبينًا أنّ "تحويل العراق إلى ساحة تصفيات وصراع مستدام، سيكون على حساب أمنه واستقراره وسيادته التي باتت منتهكة يوميًا".
وطالب حزب الدعوة الإسلامية المجتمع الدولي أن "يتحمل مسؤولياته إزاء هذا الاعتداءات الغاشمة والمتكررة التي لا مناص أنها ستجر المنطقة إلى حرب لا نهاية لها".
وأظهرت وثائق أخرى حصل عليها "ألترا عراق"، بطاقة انتساب "أبو باقر الساعدي" إلى هيئة الحشد الشعبي بصفة "مستشار".
وكانت الحكومة العراقية، برئاسة محمد شياع السوداني، أعلنت انطلاق أعمال اللجنة العسكریة العلیا المشتركة بين العراق والتحالف الدولي، متحدثة عن "جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائیة شاملة مع ھذه الدول"، إلا أنّ المفاوضات وعلى ما يبدو، توقفت إثر مقتل 3 جنود أمريكيين قرب الحدود الأردنية السورية.