اعتقل المدوّن العراقي، ياسر الجبوري، اليوم الإثنين، 26 شباط/فبراير، أثناء مغادرته العراق، لأسباب مجهولة حتى الآن.
مصدر: ياسر الجبوري دخل بجواز أجنبي إلى العراق لكن تم اعتقاله أثناء خروجه من قبل جهاز المخابرات
وعلم "ألترا عراق"، من شقيق المدوّن، أن "الجبوري وصل قبل أسبوع إلى بغداد لأسباب تتعلق بوضع والدته الصحي، وقد دخل بفيزا أيرلندية، باعتباره حامل جواز تلك الدولة، ولم يواجه أية مشاكل".
واستدرك شقيق الجبوري بالقول: "لكنّ اليوم وأثناء مغادرة شقيقي للعراق تم اعتقاله من قبل الأجهزة الامنية ولا نعرف السبب ولا نستطيع الاتصال به".
وقالت عائلته أيضًا إنّ "الخارجية الإيرلندية تخاطب الحكومة العراقية عن المواطن ياسر الجبوري كونه يحمل جنسيتها".
وبحسب مصدر مقرّب من الجبوري، لم يكشف عن اسمه لأسباب أمنية، فإنّ المدوّن دخل بحماية مسؤول أمني كبير في جهاز الأمن الوطني، إلى العاصمة بغداد، لكن أثناء خروجه، جاء إليه عناصر من جهاز أمني آخر وقالوا له "تفضل ويانه، اشتباه"، ولم يعرف له أي مصير حتى الآن.
وقال المصدر إنّ "الجبوري اعتقل دون أمر قضائي".
وحاول "ألترا عراق" الاتصال بالجهات الأمنية في مطار بغداد الدولي ووزارة الداخلية، لكن لم يحصل على جواب إلى لحظة كتابة هذا الخبر.
والجبوري هو مدوّن يقيم في أيرلندا، فيما يعرف على منصة "إكس"، بآرائه الناقدة ضد الحكومة الحالية، برئاسة محمد شياع السوداني، كما لديه كروب على "واتساب"، يتمّ النقاش فيه حول مختلف المواضيع العراقية.
وفي 11 كانون الثاني/يناير 2024، لمّح ياسر الجبوري إلى ضغط تمارسه حكومة السوداني على عوائل منتقديه، حيث كتب تدوينة على منصة "إكس"، تساءل فيها: "هل السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وفريقه من مستشارين وإعلاميين يضمنون ويوفرون الحماية لحياة المدونين والصحفيين وبالأخص (عوائلهم) في حال انتقدوا عمل الحكومة ولا يستخدمون وسائل ضغط وظيفية بطريقة ابتزازية ضد أهلهم أو منعهم من حقوقهم؟!".
وضرب الجبوري مثالًا بما يحدث، قائلًا: "تدعمون عمل الرئيس إحنه وياكم، تنتقدون الحكومة نضغط على أهاليكم".
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعلًا حول خبر اعتقال "ياسر الجبوري"، حيث كتب الإعلامي، معن حبيب تدوينة على منصة "إكس"، أنه "كل يوم استيقظ على خبر مفزع من العراق، واليوم اعتقال الصديق العزيز المدون ياسر الجبوري في مطار بغداد، مطالبًا "السوداني بالتدخل الفوري لإطلاق سراحه".
أما المدوّن ستيفن نبيل، فقد عبّر عن "صدمته" من خبر الاعتقال، قائلًا في تدوينة على منصة "إكس"، إنه "ننتظر الإجراء الفوري لتوضيح ما حصل وإطلاق سراح ياسر لكي يعود إلى عائلته".
وكتب المدوّن "آدم عراق" على صفحته في منصة "إكس"، أن "لا خوف على ياسر، لأنه سيفرج عنه ويعود سالمًا إلى البلد الذي يحمل جنسيته، مستدركًا بالقول: "لكن كم عراقي مثل ياسر تم تغييبه ولا يعرف أي أحد مكانه؟".
وفي 14 كانون الثاني/يناير الماضي، اعتقل مسلحون يرتدون زيًا مدنيًا، الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، محمد نعناع من منزله في بغداد، بناءً على دعوى سابقة أقامها ضده السوداني، عقب انتقاد على إحدى المحطات الفضائية المحلية.
وأقام السوداني في 9 أيلول/سبتمبر 2022، حين كان في ذاك الوقت مرشح قوى الإطار التنسيقي لمنصب رئاسة الوزراء، دعوى قضائية ضد نعناع، إثر انتقاداته المستمرة، قبل اعتقاله لأول مرة في آذار/مارس 2023، من قبل قوة أمنية رسمية في منطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد.
وآنذاك، انتقد محمد نعناع، مرشح الإطار التنسيقي لرئاسة الحكومة آنذاك، محمد السوداني، ووصفه بأنه "شخصية غير وطنية ومتخلف وتفكيره كلاسيكي مرتبط برؤى لا تخدم بناء الدولة"، مبينًا أن السوداني "رهين لأربعة قادة في الإطار التنسيقي لا يمكنه الخروج عنهم".
ويشهد العراق ـ وفق نشطاء ـ العديد من عمليات التضييق على الرأي، حيث أظهرت مؤخرًا رسائل متبادلة بين رئيسي المحكمة الاتحادية العليا، ورئاسة الجمهورية، جاسم محمد عبود، وعبد اللطيف رشيد، ظهرت عبر منصات حكومية، حديثًا بشأن "مجموعة على تطبيق واتساب"، قالا إنها "تقيّم الجهات الحكومية"، متوعدين بمحاسبتها.
وعطفًا على الرسائل المتبادلة، قررت هيئة الإعلام والاتصالات، منع ظهور الباحث في الشأن السياسي الدكتور يحيى الكبيسي، في كافة وسائل الإعلام.