على أعتاب الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة تشرين المنطلقة في الأول من تشرين الأول عام 2019، يستعد ناشطون ومتظاهرون لاستذكارها بطرق مختلفة، بين من استعاد الصور ومقاطع الفيديو للأيام الأولى من الانتفاضة وما شابها من قمع وبطش للشباب، ومنهم من عاد إلى ساحة التحرير لأغراض الزينة والتحضير، ومنهم من توعد بعودة شرارة الاحتجاج إلى سابق عهدها.
مع اقتراب موعد الذكرى السنوية لاندلاع انتفاضة تشرين، نشر مغردون مقاطع فيديو تُظهر عمليات القمع الشديدة التي تعرض لها المتظاهرون في اليوم الأول من الانتفاضة
يأتي ذلك في ظل صراع سياسي واسع ومتشعب على الأرض العراقية، بين الكتل السياسية والحكومة من جهة، وبين إيران والولايات المتحدة الأميركية، والفصائل الحليفة لإيران، وصواريخ الكاتيوشا والعبوات الناسفة والتهديدات بغلق سفارة واشنطن ببغداد وانسحاب بعثات دبلوماسية.
اقرأ/ي أيضًا: مع حلول تشرين.. العراق على أبواب موجة من الاحتجاجات
يقول الباحث العراقي رشيد الخيون على صفحته في "فيسبوك" إن منتفضي تشرين العراقيين الشيعة هم أثقل خصم على الولي الفقيه لأن عذر الطائفية يسقط هنا وهو ما يفسر موقف أتباع إيران منهم وخطاب خامنائي التحريضي ضدهم.
وعلى جهة أخرى، تستمر التظاهرات الفئوية لخريجي الكليات والمعاهد وحملة الشهادات العليا والمفصولين وأصحاب العقود والأجور اليومية في عدد من مناطق بغداد، إذ لا يكاد أن يمر يوم دون مسيرة لمجموعة من المتظاهرين المطالبين بالتعيين أو التثبيت أو العودة إلى الخدمة، ناهيك عن خيم الاعتصام المنتشرة في الكثير من المناطق وجلها ذات مطالب فئوية.
استذكارات
عند صفاء السراي، لا بد أن تكون البداية، رغم أن تاريخ قتله كان بعد ثلاثة أيام من العودة الثانية للتظاهرات في 25 تشرين الأول/ أكتوبر. نشر مغردون منشورات لصفاء عشية 1 تشرين الأول، قال في إحداها "باجر أشوفكم بالتحرير"، لحث المتظاهرين على النزول في اليوم التالي إلى ساحة التحرير.
كذلك فعل شقيق صفاء، مع صورة لمنشور آخر للقتيل يطالب الناس بالذهاب إلى ساحة التحرير.
ومع اقتراب موعد الذكرى السنوية لاندلاع الانتفاضة، نشر مغردون مقاطع فيديو تُظهر عمليات القمع الشديدة التي تعرض لها المتظاهرون في اليوم الأول من الانتفاضة.
نشر آخرون صورًا لرئيس مجلس الوزراء آنذاك عادل عبد المهدي محملينه مسؤولية قتل وجرح آلاف الشباب.
لم ينسَ ناشطون مواقف جهات عديدة بينها قناة الدولة الرسمية، "العراقية"، حين كانت تعرض سباقاً للسلحفاة في السودان أثناء قمع المتظاهرين في بغداد والمحافظات، قبل أن يطالها التغيير الإداري من أعلى بعد تنصيب الكاظمي رئيسًا للحكومة.
تشرين تعود
على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، تصدر وسم #تشرين_الصمود_تعود ترند الموقع، حيث كتب مغردون العديد من التغريدات التي تتناول انتفاضة تشرين وتحث على عودتها، مع وسوم أخرى تعلن "الرجوع" إلى ساحات التظاهر.
قال مدونون إنها الثورة لن تكون إلا بإسقاط البرلمان الذي يحمي أحزاب السلطة وعدم الاكتفاء بإسقاط الحكومة المُشكّلة أصلاً من مجلس النواب.
وفي الليلة التي تسبق ليلة الأول من تشرين الأول نشر مدونون صورًا تُظهر دخول سيارات الإسعاف والإطفاء تزامنًا مع التحضيرات لذكرى الانتفاضة.
ولم يغب الجنس الناعم عن الحدث كما لم يغبن عن الاحتجاجات والاعتصامات في وقتها، حيث قامت مجموعة من الفتيات بعمليات صبغ وتزيين للجدران في ساحة التحرير والنفق، تحضيرًا للذكرى.
كما نظمّن مسيرة نسوية لإحياء انتفاضة تشرين في الساعة الرابعة عصرًا بالعاصمة بغداد حدادًا على أرواح الضحايا وتأكيدًا على مطالب القصاص من القتلة.
اقرأ/ي أيضًا:
إحاطة أممية مخضبة بدماء 20 ألف متظاهر.. العالم ينصت إلى صوت شبان العراق