أصدرت الحكومة العراقية، أول موقف رسمي حول الهجوم الأمريكي الأخير على "جرف الصخر"، معتبرة أنه "انتهاك واضح لسيادة العراق ومحاولة للإخلال بالأمن".
قالت الحكومة العراقية إن أي عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية يعد عملاً مدانًا ونشاطًا خارجًا عن القانون
وفي بيان اطلع عليه "ألترا عراق"، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، إن "الحكومة تؤكد أنها تتعامل مع التصعيد الأخير، الذي شهدته الساحة العراقية خلال اليومين الماضيين، على أنه تصعيد خطير فيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية، التي نلتزم، تحت كلّ الظروف، بصيانتها وحفظها والدفاع عنها، وفقًا للواجبات الدستورية والقانونية للحكومة".
وأعلن الجيش الأمريكي، في 22 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، شن هجومين منفصلين على قواعد عسكرية في العراق، بعد أقل من 24 ساعة على استهداف مجموعة تابعة لكتائب حزب الله ضمن منطقة أبو غريب، غربي بغداد، وذلك "ردًا مباشرًا على الهجمات ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف من قبل إيران والجماعات المرتبطة بها".
وتناقلت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقربة من الفصائل المسلحة، أنباء عن استهداف لمواقع تابعة للحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر، ومحافظة الأنبار، بعد أن تبنت القوات الأمريكية هجومًا وقع صباح أمس الثلاثاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استهدف عناصر من فصائل مسلحة في العراق.
المتحدث باسم الحكومة العراقية أدان في بيانه بـ"شدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية، ما يُعد انتهاكًا واضحًا للسيادة، ومحاولة للإخلال بالوضع الأمني الداخلي المستقر، مشيرًا إلى أنّ "الحكومة العراقية هي المعنية حصرًا بتنفيذ القانون، ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها، ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها، وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي".
وأكد العوادي أنّ "وجود التحالف الدولي في العراق، هو وجود داعم لعمل قواتنا المسلحة عبر مسارات التدريب والتأهيل وتقديم الاستشارة، وأنّ ماجرى يعد تجاوزًا واضحًا للمهمة التي تتواجد من أجلها عناصر التحالف الدولي لمحاربة داعش على الأراضي العراقية؛ لذلك فإنها مدعوة إلى عدم التصرّف بشكل منفرد، وأن تلتزم بسيادة العراق، التي لا تهاون إزاء خرقها بأي شكل كان".
وشددت الحكومة العراقية ـ وفق البيان ـ على أنها "الجهة المسؤولة دستوريًا، عن رسم وتنفيذ سياسات الدولة، وحفظ النظام والاستقرار، والدفاع عن الأمن الداخلي، وأنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مدانًا ونشاطًا خارجًا عن القانون، ويعرض المصلحة الوطنية العليا للخطر، مبينة أنّ "أية عناصر مسلحة أو غيرها لا تلتزم بهذا المبدأ فإنها تعمل بالضدّ من المصلحة الوطنية العليا، وستتخذ الحكومة الإجراءات الضرورية للدفاع عن مصالح العراق العليا".
وبحسب البيان، فإنّ السوداني وجه "القوات المسلحة كافة، وجميع الأجهزة الأمنية، للقيام بواجباتها وتنفيذ القانون وفرضه، وعدم السماح لأية جهة أن تخلّ أو تضرّ بأمن البلد واستقراره، الذي تحقق بتضحيات آلاف الشهداء من أبناء شعبنا وقواتنا الأمنية البطلة، بمختلف صنوفها، لذا فالحفاظ عليه مسؤولية الجميع ولا يجوز لأية جهة التفريط به، بأي حال من الأحوال".
وكانت القوات الأمريكية تبنت هجومًا وقع صباح الثلاثاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استهدف عناصر من فصائل مسلحة في العراق، ساعات من أنباء عن هجوم جوي طال سيارة في منطقة أبو غريب. وقالت القيادة الوسطى إن "طائرة حربية أمريكية قصفت مجموعة مسلحة مدعومة من إيران ضالعة في الهجوم"، وتمكنت من "قتل مقاتلين موالين لإيران"، وذلك "ردًا على قصف قاعدة عين الأسد".
الهجمتان الأمريكيتان الجويتان في العراق جاءتا بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الأول، إذ أعلنت جماعة تطلق على نفسها "المقاومة الإسلامية في العراق"، مقتل "فاضل المكصوصي"، وهو أول عراقي يلقى حتفه منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى في غزّة، قبل أكثر من 45 يومًا. فيما رفع المشيعون لـ"المكصوصي" أعلام كتائب حزب الله العراقية.
وبعد هجوم أبو غريب، أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، مساء الثلاثاء 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استهداف قاعدة عين الأسد غرب العراق، وقاعدة أخرى في الشدادي جنوب مدينة الحسكة السورية، بالأسلحة المناسبة.