ألترا عراق ـ فريق التحرير
لا تزال آثار الحرب بسنواتها الـ40 تتجلى على أوضاع الناس العراق، خاصة في محافظة البصرة. بدأت منذ الحرب العراقية الإيرانية، ومن ثم حرب الخليج الثانية، إلى الغزو الأمريكي على العراق، والذي كان الأشد، حيث استخدم فيه اليورانيوم والمزيد من الأسلحة المحرمة دوليًا دون وقفة حكومية جادة لإزالة الآثار الجسيمة التي جعلت البصرة المحافظة الأعلى في نسب الإصابة بالأمراض السرطانية.
ليست هناك إحصائية إلى الآن تصدر من دوائر الصحة الرسمية بخصوص الأمراض السرطانية في البصرة
وبالرغم من إعلان منظمات مجتمع مدني ونشطاء ودوائر ومراكز بحوث وجامعات عراقية عن إحصائيات بخصوص أمراض السرطان، لكن ليست هناك إحصائية إلى الآن تصدر من دوائر الصحة الرسمية. الأمر الذي رآه ناشطون أنه جزء من تجاهل الخراب الذي يأكل بمحافظة البصرة.
ويتذكر نشطاء ما قالته وزيرة الصحة السابقة، عديلة حمود، عندما شهدت البصرة آلاف الإصابات نتيجة تلوّث المياه، حيث هوّنت من الكارثة بمؤتمرها الصحفي، الذي عقد في 25 آب/ أغسطس 2018، قائلة إن "كل الحالات المرضية المسجلة "بسيطة أو متوسطة"، قرابة الـ1500 شخص". لكن منظمات حقوق الإنسان ردّت بسرعة مطالبة بإعلان المحافظة "مدينة منكوبة"، وتحت مستوى خط المعيشة الإنساني، لتعلن دوائر صحة المحافظة فيما بعد بأن الإصابات وصلت إلى 100 ألف.
اقرأ/ي أيضًا: ماذا سيقدم عادل عبد المهدي لـ"نكبة" البصرة؟
وفي 24 تموز/يوليو الجاري، كشف مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، عن رفض دائرة صحة المحافظة تزويدهم بالمعلومات، لا سيما ما يخص الأمراض السرطانية.
قال مكتب حقوق الإنسان في البصرة، إن "دائرة صحة المحافظة رفضت تزويدهم بمعلومات عن الأمراض لا سيما ما يخص الأمراض السرطانية"، مشيرًا إلى أن "رفضهم مخالف للمادة ٦ من القانون".
وطالب المكتب في بيانه "صحة البصرة بتزويدهم بالمعلومات والإحصاءات المطلوبة والتعاون لحماية حقوق الإنسان".
وتشير تقارير غير رسمية وصحافية إلى ارتفاع كبير في نسب الإصابة بأمراض سرطانية في محافظة البصرة، فيما لا يزال أهالي المحافظة ينتظرون تنفيذ وعود الحكومة المركزية ببناء مستشفى متخصص للسرطان في البصرة، وتوفير العلاجات اللازمة، والرعاية للمصابين به، بالوقت الذي تشهد مستشفيات المحافظة النقص الحاد على مستوى الأدوية والخدمات الصحية.
يعيد مختصون ارتفاع نسبة الأمراض السرطانية إلى مخلّفات الحرب، لا سيما اليورانيوم وسواها من الأسلحة الخبيثة التي استخدمتها قوات الاحتلال الأمريكية في البصرة
وتُعَدّ البصرة والفلوجة، المنطقتَين اللتَين تُسجَّل فيهما أعلى نسبة إصابات بالسرطان، ويعيد مختصون الأمر إلى مخلّفات الحرب، لا سيما اليورانيوم وسواها من الأسلحة الخبيثة التي استخدمتها قوات الاحتلال الأمريكية في البصرة في عام 2003 والفلوجة في عام 2004، بالإضافة إلى التلوّث البيئي الناجم عن حقول النفط ومخلفات الشركات النفطية الأجنبية والمحلية العاملة في البصرة.
اقرأ/ي أيضًا: الصحة.. تكتم على الموت البطيء وانتشار الأوبئة ودفع نحو الهند وإيران
كان مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، أعلن في حزيران/يونيو 2019، ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض سرطانية، لافتًا إلى تسجيل 700 إصابة كمعدّل شهري في المحافظة.
وأكد التميمي، أن "هذه النسبة تعدّ الأعلى في محافظة عراقية، معيدًا الأسباب إلى مخلّفات الحرب الملوّثة باليورانيوم، وكذلك الملوّثات النفطية".
ورجّح التميمي تزايد النسبة "وارتفاع أكبر بمعدلات إصابة سكان البصرة بالأمراض السرطانية في خلال الأشهر المقبلة، مبينًا أن "الحكومة لا تملك أي برنامج لمواجهة الأمراض السرطانية في البصرة، وتجاهلت كل المناشدات التي وُجّهت إليها منذ أشهر".
ولا تزال مستشفيات البصرة فقيرة من الأدوية، حيث كان النائب عن البصرة، عبد الأمير المياحي، قال إن "مستشفى البصرة ليس بمستوى الطموح لمعالجة هذه الأمراض، خصوصًا مع شحّ في الأدوية"، مبينًا أن "أطباء المستشفى أكدوا أنّ الارتفاع كبير في تلك الإصابات، والأسباب تتعلق بالتلوث المتفشي في المحافظة"، دون إرادة حكومية جادة لإنقاذ الناس.
كان النائب عن البصرة عبد عون العبادي، كشف بمؤتمر صحفي عقده في آيار/مايو 2019، عن عدد المصابين بمرض السرطان في المحافظة بسبب التلوث، لافتًا إلى أن الإصابات بلغت أكثر من 24 ألف مريض في البصرة.
كان النائب عن محافظة البصرة فالح الخزعلي، كشف في آيار/مايو 2019 عن إحصائية المصابين بالسرطان والأمراض الجلدية والتنفسية في المحافظة.
وأكد الخزعلي، أن "عدد المصابين بالأمراض السرطانية من الأطفال بلغ 9148 ألف إصابة في البصرة لعام 2018، فيما بلغ عدد المصابين بالأمراض التنفسية بلغ 18 الف. و194 حالة".
عدد الوفيات بالأمراض السرطانية في محافظة البصرة، بلغ 1277 حالة للعام الماضي، والتنفسية 398 حالة، ما يدل على وجود خطر كبير وارتفاع ملحوظ بالإصابات والتلوث البيئي
أشار إلى أن "الأمراض الجلدية بلغت 2878 إصابة"، مؤكدًا أن "عدد حالات التشوهات الخلقية في البصرة للعام الماضي بلغ 2976 حالة ، فيما بلغ عدد الأمراض السرطانية ثلاثة آلاف و88 حالة".
تابع الخزعلي أن "عدد الوفيات بالأمراض السرطانية في محافظة البصرة، بلغ 1277 حالة للعام الماضي، والتنفسية 398 حالة، ما يدل على وجود خطر كبير وارتفاع ملحوظ بالإصابات والتلوث البيئي".
اقرأ/ي أيضًا:
الصحة العالمية: مستشفيات العراق لا توفر 50% من الأدوية الرئيسية