ألترا عراق ـ فريق التحرير
وجه عضو لجنة النزاهة النيابية أحمد الربيعي، 6 أسئلة برلمانية إلى وزير الموارد المائية حول أسباب جفاف بحيرة ساوة مؤخرًا.
وتشير المعلومات التي قدمها النائب وفقًا للوثائق التي حصل "ألترا عراق" على نسخة منها، إلى أنّ جفاف بحيرة ساوة كان نتيجة "للاستغلال المتعسف وغير القانوني للمياه الجوفية من قبل المستثمرين العاملين في بادية السماوة".
وجاء في النقطة الأولى من الوثيقة، طلب النائب لـ"بيان الإجراءات الميدانية والقانونية التي اتخذتها وزارة الموارد المائية بخصوص جفاف البحيرة"، فيما كان السؤال الأول بشأن "أسباب إعاقة الفريق التخصصي الألماني من متابعة السيناريوهات المحتلة لإيقاف تراجع بحيرة ساوة".
أما السؤال الثاني، فكان عن "الإجراءات التي اتخذتها الموارد المائية للتنسيق مع الوزارات ذات الصلة بموضوع بحيرة ساوة ومع السلطات المحلية في المحافظة لصياغة سياسات استثمار للموارد المائية (الجوفية) بما يقلل من الأضرار على بحيرة ساوة".
وبحسب الوثائق، فإنّ هناك معلومات تفيد بـ"وجود معامل إسمنت أعطيت للاستثمار وهي تعتمد على المياه الجوفية والتي زادت من التأثير على البحيرة، فيما طالب النائب بـ"إعلامنا إن كانت تلك الشركات حاصلة على موافقات رسمية من وزارتكم والدوائر المرتبطة بها".
وتشير الوثائق إلى "وجود عملية استخدام مفرط وعشوائي وبكميات مبالغ فيها تستهلك مياه البحيرة لأجل إنتاج الملح، حيث يتسائل النائب "هل حصلت الشركة المستثمرة لمعمل إنتاج الملح على موافقة من وزارتكم أو الدوائر المرتبطة بها؟".
وطرح النائب السؤال بخصوص إجراءات "الوزارة لتفعيل بعض بنود اتفاقية رامسار لإيقاف جفاف بحيرة ساوة"، بينما كان السؤال الآخر عن عدم "تحرك الوزارة لطلب المساعدة من الجهات الدولية ذات العلاقة؟".
وفي وقت سابق، قال فريق "مغامر جيولوجي" المتخصص في علوم الأرض -عبر صفحته على فيسبوك- إنّ "أحد أسباب الجفاف هو "استخدام الضخ المكثف للمياه الجوفية من موقع يقع جنوب البحيرة لتغذية ممالح السماوة الذي يستخرج منها كلوريد الصوديوم، بالإضافة إلى استخدام الآبار غير القانونية في الزراعة".
ودعا الفريق إلى أن "تكون هناك منظومة عمل وتعاون بين وزارة الموارد المائية وهيئة المسح الجيولوجي العراقية والأقسام العلمية وأقسام علوم الأرض في الجامعات العراقية مع وزارة الداخلية لمكافحة الآبار المخالفة للمحافظة على النظام الهيدروجيولوجي العراقي وعمل دراسات واسعة وشاملة".
وتعد بحيرة ساوة من أهم المعالم المميزة في جنوب العراق، وذلك لتكوينها الفريد والظواهر الطبيعية التي صاحبتها؛ فهي تتميز عن البحيرات الأخرى بأمور عديدة، منها عدم وجود أنهار أو مجرى مائي سطحي يغذيها، بل تعتمد على العيون وما يتدفق من مياه جوفية من تحت البحيرة التي ترشح إليها من نهر الفرات القريب منها، وذلك عبر الصدوع والشقوق التي في أسفلها، وترتفع البحيرة عن مستوى سطح البحر 5 أمتار، وهذا ما يحول دون رؤيتها إلا من مسافات قريبة جدًا.
وكذلك هي من البحيرات الفريدة لما تتصف به من ارتفاع في نسبة ملوحة مياهها مقارنة بباقي البحيرات والأنهار في العراق، حيث تبلغ نسبة ملوحة مياه البحيرة 1500 بالمليون، وهي نسبة عالية جدًا إذ إنها أعلى ملوحة من مياه الخليج العربي بـ1.5 مرة.
وعلى عكس الحياة المائية الفقيرة، تزخر البحيرة بأنواع الطيور المائية، حيث تصل أنواع الطيور إلى 25 نوعًا، ومن أهمها البط والهدهد العراقي، كما تعيش العديد من اللبائن في الحزام الصحراوي الذي يحيط بالبحيرة، منها الثعالب والضباع، بالإضافة إلى أنواع من الزواحف، أهمها ثعبان الماء.
وعقب جفاف بحيرة ساوة في المثنى الشهر الماضي، تحولت بحيرة حمرين هي أيضًا إلى صحراء قاحلة، حيث قال مدير ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين ضمن محافظة ديالى أحمد الزركوشي، "لا وجود لبحيرة حمرين الآن على أرض الواقع".