الترا عراق – فريق التحرير

تجددت في البصرة الدعوات لتدعيم سدة أبو الفلين، بعد تحذيرات من انهيارها وغرق مساحات شاسعة من أراضي الفلاحين وإتلاف المحاصيل الزراعية، ما قد يهدد الأمن الغذائي في البلاد.

تحذيرات من غرق مساحات زراعية شاسعة في البصرة في حال انهيار سدة أبو الفلين ما قد يهدد الأمن الغذائي في البلاد

وأبو الفلين، هي سدة ترابية في هور الحويزة بقضاء القرنة، تبعد نحو 50 كيلو متر شمالي القضاء، تحجب الماء عن نحو 25 ألف دونم مزروعة بمحصول الحنطة.

اقرأ/ي أيضًا: غاز في سماء البصرة واعتقالات على الأرض.. احتجاجات حاشدة جديدة

حيث قال هادي بدر، رئيس الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية في قضاء القرنة، في تصريح صحافي، إن "خطر غرق الأراضي الزراعية لازال قائمًا، بسبب سدة أبو الفلين، على الرغم من المناشدات المتكررة التي أطلقها المزارعون للحكومة المحلية، دون أي استجابة تذكر"، مشيرًا إلى أن "ارتفاع مناسيب المياه وصلت إلى 3 أمتار ونصف".

كان المزارعون قد دعموا سدة أبو الجعف بمسافة تصل إلى 14 كم تمتد من مركز محمية الصافية باتجاه الطمر الصحي في ناحية الثغر، وفق بدر، لافتًا إلى أن "الجهد الهندسي التابع للحشد وصل لمواكبة جهد المزارعين بتدعيم السدة المذكورة".

تكمن مشكلة سدة أبو الفلين في أرضيتها الإسفنيجة، كما يقول رئيس المجلس المحلي في القضاء محمد باشخ، حيث لا تصمد تلك الأرض أمام موجات المياه، خصوصًا في الرياح العالية، في الوقت يتعذر فيه على الجهد الهندسي نقل أتربة حمراء وقوية لدعم السدة نتيجة لبعد المسافة.

كما أكد باشخ، توقيع محضر مع الموارد المائية والحشد الشعبي، لتدعيم سدة الجعف كإجراء احترازي وترك جانب سدة الفلين للفلاحين بتدعيمها بالجهد الممكن للمحافظة على المزروعات.

لكن تلك الإجراءات تبدو غير كافية، في ظل مخاطر كبيرة قد يسببها انهيار السدة، حيث حذر النائب عن محافظة البصرة جمال المحمداوي، من غرق مساحات شاسعة من أراضي الفلاحين وإتلاف المحاصيل الزراعية، في حال حصل ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: البصرة قبل 100 عام.. صور من المدينة التي تعاني العطش اليوم

قال المحمداوي، في بيان صحفي، اليوم السبت 9 آذار/مارس، إن "منسوب المياه بارتفاع مستمر بعد ملء محمية الصافية وحوض الخابطة، مما تسبب بالضغط على بعض المناطق الرخوة والمنخفضة في سدة أبو الفلين، وقد وصل ارتفاع المياه في بعض المناطق إلى حوالي 70 سم عن ارتفاع السدة"، مبينا أن "هذا الارتفاع ينبئ بخطر محدق بالأراضي الزراعية".

تقوم السدة الترابية على أرض إسنفيجية رخوة ما يجعلها غير قادرة على مقاومة موجات المياه المرتفعة خاصة في الرياح العالية  

خطورة انهيار السد تكمن في اتلاف حوالي 25 ألف دونم مزروعة بمحصول الحنطة، وفق المحمداوي، ما يعني "تعريض الأمن الغذائي في العراق للخطر"، مشيرًا إلى أن "عددًا من المواطنين أطلقوا استغاثة لنجدتهم ونجدة مناطقهم ومحاصيلهم الزراعية، وطالبوا بحمايتهم من انهيار السدة مما قد تسبب خسائر مادية كبيرة".

وطالب المحمداوي، بـ "التحرك الجدي لوزارة الموارد المائية والحكومة المحلية في البصرة لتدعيم السدة، من خلال إرسال جهد هندسي وإنقاذ المواطنين"، مشددًا على "إجراء معالجات سريعة لحين انتهاء موسم الحصاد ثم البدء بالحلول الاستراتيجية".

اقرأ/ي أيضًا: 

استمرار اغتيال الناشطين في البصرة.. خوف السلطة من تقصيرها

آلاف حالات التسمم في البصرة.. مشهد مكتمل لمدينة منكوبة