ألترا عراق ـ فريق التحرير
دخلت شركات الهواتف المحمولة إلى العراق عقب تغيير النظام في 2003 بعد أن كانت ممنوعة شأنها شأن أي وسيلة اتصال تربط العراق بالعالم الخارجي إبان حكم صدام حسين، وانتشرت العديد من شركات الاتصال والإنترنت، وأهم شركات الاتصال التي لا زالت قائمة هي آسيا سيل، وكورك، وزين "عراقنا سابقًا".
تقدم شركات الاتصالات والإنترنت في العراق واحدة من أسوأ الخدمات في المنطقة بالرغم من أسعارها العالية
ومثل أي خدمة سيئة في العراق، تُقدم شركات الاتصالات والإنترنت واحدة من أسوأ الخدمات في المنطقة على مستوى الجودة مقارنة بالأسعار، لكن غياب المحاسبة والمراقبة، وشيوع الفساد ظاهرةً تحل أي إشكال مع الدولة، وعدم وجود منافسة حقيقية، جعل الأمر يتجمد عند الربح دون تقديم شيء للمشتركين.
اقرأ أيضًا: 20 قصة فساد.. كيف ضاعت 500 مليار دولار في العراق؟
صباح الأحد، 3 آذار/مارس الجاري، تناقل مواطنون أخبار توقف خدمة الاتصال من شبكة آسيا سيل في بعض مناطق العراق. وتحدث مواطنون عن تعطل مفاجئ في خدمة الاتصال في محافظات الوسط وجنوب العراق، فيما قالت مصادر إن سبب التوقف المفاجئ في شبكة الاتصال هو "وجود خلل بالكابل الضوئي النقل".
الإعلام والاتصالات تنذر
أثار توقف الخدمة موجة من الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي والشارع العراقي عمومًا. جاء تحذير هيئة الإعلام والاتصالات ببيان لها أعلنت فيه "توجيه إنذار لشركة آسيا سيل بعد رصد تذبذب الخدمات صباح اليوم "الأحد" من قبل الفرق الفنية المختصة التابعة للهيئة، إضافة إلى تلقي عشرات الشكاوى من المواطنين".
أضافت الهيئة "تم الاتصال بشركة آسيا سيل لبيان أسباب الانقطاع والتذبذب بالخدمة المقدمة وتوجيه إنذار مباشر إلى الشركة إلزامها إخطار المستخدمين بالحالات التي يتوقع فيها تعطل بالشبكة، وضمان عدم تأثر المستخدمين بأي أعمال صيانة أو تحديث لعناصر الشبكة ، إضافة إلى اتخاذ إجراءات قانونية بحق الشركة وبناء على عقد الرخصة بعد معرفة الأسباب الحقيقية ومسبباتها".
وأشارت الهيئة إلى أن "الشركة وعدت بحل المشكلة بأسرع وقت وعدم تكرارها"، مؤكدة لجميع المشتركين في الشركات المرخصة، أن "فرقها الفنية تتابع يوميًا جودة الخدمة المقدمة من شركات آسيا سيل وزين وكورك".
آسيا سيل تُصلح والمشتركون ينتقدون
أعلنت شركة آسيا سيل في 4 آذار/مارس عن "سيطرتها على العطل الفني غير المتوقع الذي واجهته في بعض الأماكن أثناء الصيانة الشاملة لتطوير الشبكة، ما أدى إلى انقطاع بعض الخدمات لدقائق وقد تم حل المشكلة واستعادة الخدمات فورًا".
وأنشأت وكالة محلية استطلاعًا للرأي يوم الإثنين سألت فيه متابعيها: بعد يوم على إنذار شركة آسيا سيل... كيف هي خدمة الشبكة لديكم؟. حيث بلغت النسبة بعد مرور يومين من الاستطلاع 18% جيدة، و82% سيئة.
آسيا سيل تزف البشرى: ألف دينار لكل مشترك!
وزفت الشركة في اليوم الثالث 5 آذار/مارس، بشرى سارة لمشتركيها، كانت فحواها: بشرى سارة من آسيا سيل.. نسترعي انتباه مشتركينا الكرام بأن شركة آسيا سيل بصدد تطوير شبكتها كليًا. وكتعويض لأي إزعاج أو انقطاع مؤقت قد واجهتموها في الشبكة، نقدم لكم 1000 دينار رصيد هدية".
وخصصت الشركة رقمًا ومفتاحًا يُرسله المشترك وذلك للاستفادة من هدية الألف دينار "نحو 83 سنتًا أمريكيًا".
وأرسل بعض المشتركين الرقم الخاص بالهدية وتحصلوا عليها. وسخر مدونو موقع "فيسبوك" في منشوراتهم من هدية آسيا سيل، فيما اعترض آخرون بسبب عدم إرسال الشركة هديتهم بدواعٍ مختلفة.
وكتب حمادي الزهيري على صفحته في "فيسبوك"، ساخرًا "أشعر هذه الأيام بتغييرات في الواقع العراقي ونتائج طيبة للتظاهرات، فالتظاهرة الأولى كانت لتحسين الحصة واستجابت الحكومة بتوفير 200 غرام عدس لكل عائلة، والتظاهرة الثانية على شركة آسيا سيل بعد أن أوقفت بعض العروض على مشتركيها واستجابت بدفع ألف دينار لكل مشترك، مضيفًا "رسالتي لكل عراقي خارج العراق صحيح إنك عشت بسعادة وأمان لكنك خسرت كل حقوقك".
فيما تساءل الإعلامي رسلي المالكي على صفحته في "فيسبوك"، "تُعطينا آسيا سيل ألف دينار. وتعطينا الحكومة ربع كيلو عدس. ويعطينا المالكي 15 ألف بدل الحصة. من قال لهم إننا شعبٌ جمعوه من تقاطعات المرور؟"، في إشارة إلى المتسولين الذين يتجمعون بهذه التقاطعات.
فلاح المشعل، وهو كاتب وصحفي، تساءل بمناسبة هدية الألف دينار من آسيا سيل، عن أسباب عدم تأسيس شركة وطنية للاتصالات، قائلًا "لماذا لا تتأسس شركة وطنية عراقية حكومية للهاتف النقال بدل من شركات تتبع للحيتان والسياسيين ينهبون مليارات الدولارات ولا يسددوا حتى الرسوم المستحقة للدولة العراقية".
ولم تكن هدية الألف دينار لتُمنح دون شروط من شركة آسيا سيل تُمليها على مشتركيها، مثل مدة صلاحية استخدام الألف دينار، وحدود استخدامها.
وتناقل مدونون صورًا تُظهر الرسالة الواردة من آسيا سيل والتي تقول: "مبروك! لقد تم منحك 1000 دينار رصيد مجاني كهدية من آسيا سيل للاستخدام داخل الشبكة، صالحة لمدة يوم واحد".
يُمكن للمشتركين التمتع بالألف دينار بشرط أن يتصلوا بأحبابهم ممن يستعملون شريحة آسيا سيل حصرًا، كما يجب صرف الألف دينار خلال 24 ساعة من تاريخ الاستلام وإلا ستسحبها الشركة!.
الألف لا تشمل الجميع
كتب مدونون منشورات وتعليقات تعبر عن استيائهم الممزوج بالسخرية من عدم شمولهم بمكرمة الألف دينار المُقدمة من شركة آسيا سيل.
وقال سيد مرتضى في تعليق له، إنه "بعث رسالة برقم 1 إلى 3033 لكنهم لم يردوا بشيء ولم يرسلوا لي الألف، متهكمًا "مليان تغليس مليان".
فيما قال مشتركون آخرون إنهم لم يُشملوا بمنحة آسيا سيل. ووضعوا صورًا لرسائل بعثتها الشركة لهم مفادها أن خطوطهم غير مشمولة بهدية الألف دينار.
وقالت غادة حسن لـ"ألترا عراق" بعد أن حرمتها الشركة من الهدية "لقد تناقل أفراد عائلتي بشرى هدية آسيا سيل. أنا أول من علمتهم على الطريقة، وبدأوا يعلمون بعضهم، لكني الوحيدة التي لم أحصل على الهدية، وظلوا يسخرون مني".
وأضافت "اتصلت خالتي بي وأخبرتني أن رصيد اتصالي بك هو الألف المهداة من آسيا سيل، ولم ينفذ حتى اللحظة. لقد اتصلت بي ثلاث مرات لتذكرني بذات الموضوع".
وناشدت حسن عبر "ألترا عراق" كل من "الحكومة الرشيدة والخيرين وشركة آسيا سيل للالتفات إلى معاناتي كون أفراد عائلتي بدأوا بالتنمر علي".
وقفة في ميسان ضد آسيا سيل
فيما أظهرت وثيقة حصل عليها "ألترا عراق" طلبًا مقدمًا من مجموعة ناشطين ومحامين إلى محافظ ميسان يطلبون منه رخصة أمنية لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر شركة آسيا سيل.
وقال مصطفى العطواني، أحد الناشطين في محافظة ميسان، إن "جماهير المحافظة ستنظم وقفة احتجاجية أمام مقر شركة آسيا سيل الكائن في منطقة عواشة بمدينة العمارة، يوم الجمعة الثالث من شهر آذار/مارس".
وأوضح العطواني أن "سبب الوقفة هو سوء الخدمات والاتصالات والإنترنت في أغلب المناطق"، مبينًا أن "بعض مناطق مدينة العمارة لا تتوفر بها الإشارة نهائيًا".
مجموعة من ناشطي ميسان طلبوا رخصة أمنية لتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر شركة آسيا سيل بسبب سوء خدماتها
وأظهرت صورٌ طبعها ناشطون إعلانًا مفاده "مئات الخطوط من شركة آسيا سيل في أحياء ميسان ستعلن مقاطعتها للشركة بسبب سوء خدماتها".
اقرأ/ي أيضًا: