تعاود عجلة الدوري العراقي الممتاز لكرة القدم، الدوران من جديد، بسوق انتقالات صيفية محتدمة، على أمل منافسة جديدة تبقى حتى الأنفاس الأخيرة، عكس شهده الموسم الماضي والذي انتهى بتتويج نادي الشرطة بدرع البطولة قبل أكثر من جولة على النهاية، بعدما استمر في الانتصارات وسقوط منافسيه منذ الجولات الأولى.
تنافست الأندية العراقية على اللاعبين قبل بدء الدوري الممتاز لكرة القدم، للمنافسة على اللقب، وعدم تكرار تجربة العام الماضي
المنافسة من طرف واحد، انعكست سلبًا على المسابقة بشكل عام، حيث غابت الجماهير عن المدرجات واكتفت بالحضور في المباريات الندية فقط، وهذا مُخالف لما كانت عليه المواجهات في المواسم السابقة، خاصة مع بقاء المنافسة حتى الرمق الأخير.
ومن أجل منع سيناريو الموسم الماضي من التكرار، فإن الأندية المنافسة للقيثارة الخضراء وبالأخص الجماهيرية منها، عززت من صفوفها وأبرمت صفقات نارية في سوق الانتقالات الصيفية، حتى تبقى في السباق إلى الجولة الأخيرة.
في السطور التالية، استعراض للفرق المرشحة للمنافسة على لقب دوري الكرة للموسم القادم، وما فعلته في سوق الانتقالات "الميركاتو" الصيفي في العراق، من تعاقدات في الجانب الفني والتدريبي.
الشرطة.. المواس صفقة الموسم
مع انتهاء موسمه الكروي، لم تفكّر إدارة وجماهير نادي الشرطة سوى بكيفية إبقاء السوري محمود المواس - وهو هداف الدوري للموسم الماضي ، وأفضل لاعب فيه - واستمرت هذه المشكلة حتى تدخل وزير الشباب والرياضة، رئيس اتحاد الكرة، عدنان درجال، واتصل بإدارة نادي السيلية القطري من أجل الاستغناء عن المهاجم السوري الذي سبق وأن أمضى عقدًا مع القطريين قبل انتهاء الموسم الماضي.
ولم يكتفِ الشرطة عند هذا الحد، حيث انتصر في سباق الحصول على الموهبة البصرية ولاعب المنتخب الوطني أحمد فرحان، بعد شراء بطاقته من نادي نفط البصرة.
ومن محافظة البصرة ذاتها، عزز الفريق مركز الظهير الأيسر بالتعاقد مع نجم نادي الميناء أحمد يحيى.
وبالرغم من خروج المدافع سعد ناطق إلى الاحتراف، إلا أن إدارة الشرطة وقعت مع مدافع الكرخ مناف يونس الذي تنافست الأندية الكبار عليه، وهو أحد لاعبي المنتخب الوطني العراقي.
ومع تجديد عقود أغلب لاعبي الفريق، فأن الموسم أُقفل مع صفقة التعاقد مع لاعب المنتخب السوري مارديك ماردكيان، كما جرى التعاقد قبل ذلك مع صانع ألعاب نفط الوسط ولاعب المنتخب الوطني سجاد جاسم.
النوارس للتحليق مجددًا
يرى أغلب المتابعين للشأن الرياضي، أن الزوراء كان الأفضل بين الأندية خلال سوق الانتقالات الصيفية في العراق، حيث استغنى عن الكثير من لاعبيه في المواسم الماضية ووقع مع لاعبين من الصف الأول في الكرة العراقية حاليًا.
الصفقة الأبرز للزوراء كانت مع موهبة الكرخ ولاعب المنتخب الوطني حسن عبد الكريم (الملقب بـ قوقية)، الذي استمع لنصيحة والده، وسيحلق مع سرب النوارس للمواسم المقبلة.
وتبدو فرصة الزوراء في الفوز بدرع الدوري مؤاتية خاصة مع الإبقاء على أيوب أوديشو مدربًا للفريق، والاستقرار الإداري بقيادة فلاح حسن، وامتلاك النادي لملعب خاص به على عكس الفرق الجماهيرية الأخرى التي تلعب على أديم ملعب الشعب.
وجدد نادي الزوراء فريقه لكرة القدم، وخصوصًا في خط الدفاع، حيث تعاقد مع المحترف البرازيلي برونو ليما قادمًا من النجف، الذي يعتبر من أفضل مدافعي دوري الموسم الماضي، ومن ذات الفريق، استقطب المدافع الأيسر سفيان طلال، ولخط الدفاع أيضًا وقع مع المدافع الأيمن للنجف كذلك أحمد عبد الحسين.
ولم يقف الفريق عند هذا الحد بل وقّع مع مدافع نادي القوة الجوية ميثم جبار، وأعاد مصطفى محمد جبر من جديد إلى الفريق.
وللمنافسة على لقب دوري الكرة، يعمل أيوب أوديشو على تعزيز جميع خطوط الفريق، وتم التعاقد من جديد مع المهاجم علاء عباس الذي مثّل القوة الجوية في موسم غير ناجح.
كما ضم النادي، المتوسط الهجومي لؤي العاني، فضلًا عن تعاقدات أخرى منها المهاجم علي يوسف ولاعب الكهرباء أحمد محمود وجناح نفط الوسط مراد محمد.
وأنهى الفريق معسكره التدريبي مؤخرًا، بعدما خاض العديد من المباريات الودية والتي شهدت تسجيل المهاجم علاء عباس للأهداف في جميع اللقاءات.
الصقور.. تضميد جراح الخلاف الإداري
في كل موسم يكون القوة الجوية مرشحًا بارزًا للفوز بدرع الدوري، لكن المشاكل من هنا وهناك تبعده عن اللقب، وقد طغى الخلاف الإداري في هذا الموسم مع عدم وجود إدارة يتعامل معها اللاعبون أو الكادر التدريبي، وهي المشكلة الأكبر.
ورغم ذلك، فأن الصقور جددوا للكثير من لاعبيهم، وكانت الصفقة الأبرز لهم إعادة محمد قاسم من جديد، بعدما انتقل سابقًا إلى الشرطة، كما تم التوقيع في الشق الهجومي مع مهند عبد الرحيم والكونغولي موغالو.
وحافظ الجويون على الركائز الأساسية للفريق وهم: كرار نبيل، محمد علي عبود، وإبراهيم بايش، بعد مفاوضات عسيرة مع بعضهم، كما جددوا في خط الدفاع، حيث تم التوقيع مع علاء مهاوي من الزوراء، ومع حمزة عدنان وحمود مشعان من نادي الطلبة، ومن طلائع الجيش المصري أبرم الصقور صفقة المدافع الأيسر التونسي محمد علي جوبيني، ومن تونس أيضا تعاقد الصقور مع المدافع غيث معروفي.
الأنيق.. قريب من الكبار بعيد عن اللقب
بالرغم من الحصول على المركز الثالث بترتيب الدوري في العام الماضي، لكن مراقبين للشأن الرياضي يستبعدون منافسة الطلبة على درع الدوري، نظرًا للأسماء الموجودة في الفرق الأخرى وعدم التعاقد مع لاعبين من الصفوة، لكن الدوري مفتوح على كل الاحتمالات.
وكان هدف إدارة الطلبة هو الحفاظ على بعض الأسماء المهمة للفريق، وهو ما حصل بعد التجديد مع هداف الفريق وكاع رمضان والحارس دولفان مهدي اللذان يتواجدان حاليًا مع المنتخب الوطني العراقي.
بالمقابل، فإن الصفقة الأهم لهم كانت بالحصول على توقيع ضرغام إسماعيل الذي انتقل لناديه الجماهيري الرابع بعد رحلات مع الشرطة، الزوراء والقوة الجوية.
وفي الجانب الفني، عاد ثائر أحمد مجددًا لتدريب الأنيق، بعد سنوات متقطعة قاد بها الفريق، أبرزها في العام 2000، والبطولات الكبرى التي حصل عليها الطلبة حينها.
وباستثناء ضرغام إسماعيل، فأن الطلبة لم يتعاقد مع لاعب "سوبر"، وتوزعت استقطاباته على بعض المتميزين وأبرزهم متوسط ميدان المنتخب الأولمبي مؤمل عبد الرضا.
أربيل وحلم العودة
من فرق المحافظات، يعد نادي أربيل الأبرز في سوق الانتقالات الصيفية في العراق، وفق الأسماء التي تعاقد معها، وقد يعود للمنافسة مجددًا على مربع الكبار، وربما درع الدوري أيضًا مثلما حدث سابقًا بعد حصوله على اللقب لثلاثة مواسم متتالية.
أول تعاقدات القلعة الصفراء كان مع قائد المنتخب الوطني، المدافع أحمد إبراهيم، وتلته تعاقدات مهمة أكثرها من نادي الزوراء، وأبرزها مع أحد أفضل لاعبي دوري الموسم الماضي مازن فياض، الذي فضّلت إدارة الزوراء عدم التجديد له لأسباب مجهولة، كما استقطب الأربيليون الجناح مؤيد عبد الباسط الذي كان مميزًا أيضًا، مع متوسط الميدان محمد صالح والمدافع أحمد مكنزي.
وفي باقي التعاقدات، عاد أمجد راضي إلى الفريق الأصفر مرة أخرى، بعدما كان النجم الأبرز لهم لسنوات طوال، ولكن الأمر السلبي هو فقدان أربيل لللاعب شيركو كربيل بانتقاله إلى الكويت الكويتي.
ومع السوري نزار محروس مدربًا للفريق، فأن أربيل قديكون رقمًا صعبًا في دوري هذا العام.